شددت جمعية ''أنيس'' لمكافحة الإنتانات المتنقلة عبر الجنس والسيدا، على ضرورة الكشف الطوعي والمبكر من طرف النساء والأطفال من أجل التقليص من درجة المرض في حال كانت متقدمة وتجنب وصوله إلى آخر مستوياته خاصة أن هذا الداء أصبح يسجل ما بين 6 آلاف إلى 12 ألف امرأة متعايشة مع مرض الإيدز في الجزائر، وهي وضعية تدعو لدق ناقوس الخطر ولاسيما أن 8 في المائة من هذا العدد لهن الحق في الاستفادة من برامج التوعية المتعلقة بانتقال الداء من الأم إلى الجنين، ما يجعل العدد مرشحا للارتفاع أكثر نظرا للحالات الجديدة التي ستظهر بعد الولادة. أوضح الدكتور ''اسكندر عبد القادر صوفي''، رئيس جمعية ''أنيس'' لمكافحة الإنتانات المتنقلة عبر الجنس والسيدا، خلال الندوة الصحفية التي نشطها بمقر جريدة المجاهد نهاية الأسبوع التي جاءت لعرض برنامج الحملة الوطنية لحماية النساء والأطفال من السيدا في الجزائر التي أطلقتها الجمعية تزامنا مع اليوم العالمي لمكافحة داء فقدان المناعة المكتسبة أو السيدا المصادف ل1 ديسمبر من كل سنة، أن الجزائر بعيدة عن الأرقام الخطيرة الخاصة بهذا المرض وأن الوباء مازال محددا ولا يعرف تطورا مقارنة بالدول الأجنبية، حيث يبلغ عدد الأشخاص الحاملين للفيروس أقل من 1 في المائة من سكان الجزائر، وقد تم تسجيل حوالي 600 حالة إصابة جديدة خلال التسعة الأشهر الأولى من سنة 2010، وهنا يكمن دور وسائل الإعلام حسب ذات المتحدث في خلق ثقافة التعامل مع المرض وهي الشريك الاجتماعي الذي يمكنه أن يلعب دورا كبيرا في التوعية وتكون بمثابة قادة الرأي التي تشجع الأشخاص، خاصة شريحة النساء، على التوجه إلى مراكز الكشف والخضوع للعلاج اللازم. 4745 شخص حامل للفيروس وحسب آخر الأرقام التي عرضها رئيس جمعية ''أنيس'' المتحصل عليها من طرف المخبر الوطني المرجعي، فإنه منذ ظهور هذا المرض في الجزائر فقد تم إحصاء 4745 شخص حامل للفيروس و1118 حالة وصلت إلى المرحلة الأخيرة من المرض وهي السيدا، أي أن 6000 شخص يعيشون بالمرض في الجزائر. هي أرقام تبقى لا تتطابق مع الواقع، حسب تقديرات الدكتور ''اسكندر صوفي''، الذي أرجع الأسباب في ذلك إلى عدم الكشف عن الحالات المرضية واستغراق المرضى فترة طويلة دون أن يتفطنوا إلى إصابتهم بالفيروس، حيث يمكن للأشخاص العيش من 7 إلى 10 سنوات دون دراية بأنهم مرضى لأنه لم تظهر عليهم أعراض المرض، في حين أن الأرقام التي تعلن عنها المنظمة العالمية للصحة تقر بوجود ما بين 21 ألف و30 ألف شخص مصاب. وانطلاقا من هذه الأرقام دعا المختص إلى ضرورة العمل على بذل مجهودات أكبر تقوم بوظائف التحسيس والإقناع ودفع المصابين للقيام بالتحاليل اللازمة، وذلك لأن ضحايا ذلك الداء هم أكثر حاجة من غيرهم إلى تكفل صحي خاصة أنه في الجزائر هناك بعض الفئات الأكثر عرضة ونعني بذلك فئات الجنس. وقد أثبتت الدراسات أن 4 بالمائة من تاجرات الجنس في الجزائر يعتبرن حاملات للفيروس إلى جانب تسجيل ما بين 30 إلى 40 بالمائة من حالات انتقال العدوى نتيجة استهلاك المخدرات عن طريق الحقن وهذا في بلدان المغرب العربي الذي تعتبر الجزائر جزءا منه. كما كشف ذات المتحدث أن من بين الأسباب التي تساهم في رفع عدد حالات الإصابة هي ظاهرة ''المثليين'' التي أصبحت منتشرة بكثرة في المجتمع الجزائري التي تسجل من جهتها نسبة 10 في المائة من الإصابة، بالإضافة إلى قضية المهاجرين السريين الذين ينقلون المرض عن طريق عبورهم عبر الحدود الجزائرية . وفي سياق متصل تطرق المتحدث إلى شريحة النساء اللواتي استهدفهن في هذه الحملة الوطنية التي ستدوم سنة كاملة من 1 ديسمبر 2010 وإلى 30 نوفمبر 2011، حيث تم تسجيل حوالي 6 آلاف إلى 12 ألف امرأة متعايشة مع الإيدز في الجزائر، وهو رقم خطير نظرا للمشاكل التي تعاني منها هذه الأخيرة، الأمر الذي يسهل التقاطها للمرض نظرا لتهميشها وعدم استقبالها للمعلومات الكفيلة بتحسيسها، وهنا يطرح مشكل أكثر خطورة هو عندما تحمل تلك المرأة المصابة، وبناء على ذلك فإن 90 في المائة من تلك الحالات تنجب أطفالا حاملين للفيروس بدورهم. كما يتم انتقال العدوى عن طريق ثلاث وسائل وهي الجنس بنسبة 90 بالمائة، عمليات نقل الدم والانتقال العمودي أي من المرأة الحامل إلى جنينها. التوعية.. المناصرة والمساهمة في تحسين التكفل الحملة الوطنية لحماية النساء والأطفال من السيدا في الجزائر التي أطلقتها جمعية ''أنيس'' والتي ستمس ولاية غرداية كمرحلة أولى لأنها تعتبر منطقة عبور للمهاجرين السريين ثم ستعمم على باقي التراب الوطني، ستشمل ثلاثة محاور أساسية هي التوعية والتحسيس، المناصرة من أجل حشد أكبر عدد ممكن من المختصين الذين لهم علاقة مع الموضوع من قادة الرأي والإعلاميين من أجل التدخل الفعال وخلق تغيير في حالة المرض، هذا إلى جانب المساهمة في تحسين التكفل بالنساء والأطفال الحاملين للمرض. وبناء على ذلك فإنه توجد 10 مراكز مرجعية لمكافحة الإيدز على مستوى التراب الوطني التي تعتمد على التكفل الصحي بهؤلاء و70 مركزا للتشخيص كما تنشط 5 جمعيات أخرى خاصة بمرض السيدا. ومن جهتها تولي الدولة الجزائرية عناية فائقة لمحاربة هذا الداء الفتاك من خلال تسخير المخطط الإستراتيجي الوطني لمكافحة الإيدز 2008- 2012 الذي عمل على تقوية الوقاية في وسط النساء وتعزيز الخدمات الخاصة يهن. لكن ذلك، يضيف رئيس جمعية ''أنيس''، لم يمنع من ظهور بعض النقائص مثل نقص الأدوية وبالتالي فالشخص الذي لا يتناول دواءه يكون عرضة لنقل العدوى للآخرين، حيث لا يوجد تكفل 100 في المائة بالمريض في المرحلة الأخيرة، وهنا تظهر أمراض أخرى تشكل عائقا أمام المصابين لأنهم لا يتمكنون من تعويض الأدوية الخاصة بالعلاج. ومن جهة أخرى شدد الدكتور ''اسكندر صوفي'' على ضرورة مراعاة الظروف الاجتماعية للمرضى عن طريق تأمين النقل لهم ولاسيما الذين تبعد مراكز الكشف بمسافات بعيدة عن منازلهم، كما شجع النساء الحوامل خاصة على القيام بالتشخيص من أجل إنقاذ حياة الجنين الذي هو في بطنها، ولذلك فإن هذه الحملة الوطنية ستكون برعاية وجوه معروفة يمكنها التأثير على الأشخاص بسهولة مثل السيدة ''زهية بن عروس'' والفنانة ''أمل وهبي''، كما يقترن هذا النشاط التحسيسي بتكوينات لفائدة طب النساء والتوليد والأطفال مع إرفاقها بورشات إعلامية وأيام برلمانية .