من جانبها أحيت أمس ولاية ميلة الذكرى ال 73 لمجازر 8 ماي 1945 الرهيبة في حق الجزائريين بإقامة ندوة تاريخية بالمركز الثقافي لبلدية شلغوم العيد، حيث قدم الأستاذ محمد بوسبتة الباحث في تاريخ الثورة التحريرية والحركة الوطنية مداخلة تحت عنوان 8 ماي في الذاكرة الشعبية الجزائرية. ألح على ضرورة كتابة الشهادات التاريخية المغمورة وإظهارها للعلن لفضح الاستعمار الفرنسي ومحاسبة القتلة الذين تلطخت أيديهم بدماء الجزائريين لان مجازر 8 ماي هي وصمة عار في جبين الأمة الفرنسية لا تسقط بالتقادم، داعيا إلى إعادة كتابة التاريخ الوطني لهده المجازر وتلقينها للأجيال الصاعدة . من جهته كشف الأستاذ بن زرافة محمد الصالح، محام ومجاهد من ميلة، ل «الشعب» في شهادة تاريخية نادرة أن عبد الحفيظ بوالصوف كان مفعما بالوطنية منذ صغر سنه، حيث أنقذ مدينة ميلة القديمة من دمار شامل وهدم كلي، بعد أن جاءت وحدة من الجيش الفرنسي في الثامن ماي 1945، وحطّت ترسانتها الحربية من مدافع بأعالي ميلة، ووجهت فوهات مدافعها نحوها، وكان على رأس وحدات الجيش الفرنسي مغربي يسمى إدريس، فعلم بوالصوف بأن القائد يدعى إدريس، وكان من بين سكان ميلة مغاربة من عائلة إدريس، فسارع وبعث بالعيد إدريس وأخيه بوعزة للضابط الفرنسي- المغربي، وطلبوا منه عدم تدمير المدينة فاستجاب لنداء أبناء عمه، وبذلك أنقذ بوالصوف المدينة من دمار حقيقي، ما ينم عن فراسة البطل ونباهته منذ صغره.