احتضنت الجمعية التاريخية والثقافية بالتنسيق مع بلدية بلوزداد أمس فعاليات الاحتفال الرسمي بالذكرى الخمسين لمظاهرات 11ديسمبر 1960، حيث عرفت الثورة التحررية المباركة في مثل هذا اليوم منعطفا نوعيا ، بعد أن انفجر الشعب في وجه المستعمر واثبت تمسكه بالثورة التحررية ومساندته المطلقة لجبهة التحرير الوطني. وتخليدا لهذا الحدث العظيم تم وضع برنامج يتميز بالتنوع والثراء والشمولية على مستوى البلدية حيث كشف في هذا الصدد رئيس المجلس الشعبي البلدي لسيدي محمد السيد مختار بروينة في تصريح ل «الشعب» أن مصالحه برمجت بالمناسبة نشاطات رياضية ثقافية وفنية وتاريخية تم تحضيرها وتنشيطها من طرف جمعيات المجتمع المدني ومنظمات الأسرة الثورية، شكلت فرصة تواصل بين جيل الثورة والأجيال الصاعدة والتعريف بمآثر وأمجاد الشهداء والمجاهدين ، كما تم بالمناسبة يضيف محدثنا تسمية عيادة متعددة الخدمات بالعناصر بإسم الشهيد لعجوزي. وأكد بوروينة على أهمية تخليد مثل هذه الذكرى على غرار باقي المحطات التاريخية للثورة التحريرية مبرزا بأن مظاهرات 11ديسمبر 1960 تعتبر صفحة مجيدة من تاريخ شعبنا لما تحمله من معاني سيما ما تعلق منها بتلاحم الأجيال فيما بينها وهو ما يضمن تواصلها حول تاريخها المجيد و الاعتزاز بالثورة الجزائرية. و قام ممثل المنظمة الوطنية للمجاهدين بالمناسبة بإلقاء كلمة حول هذه المظاهرات الشعبية التي أكدت حقيقة الاستعمار الفرنسي وفظاعته أمام العالم وعبرت عن تلاحم الشعب الجزائري وتماسكهم وتجنيده وراء مبادئ جبهة التحرير الوطني والقضاء على سياسة ديغول الممثلة في فكرة الجزائر جزائرية، وفكرة المعمرين الجزائر فرنسية. فقد برهنت المظاهرات الشعبية ل11ديسمبر حسب ما أوضحه سعيد براوي أيضا على مساندة مطلقة لجبهة التحرير الوطني، حيث خرجت الجماهير الشعبية في مظاهرت تأييد، كان لها تأثير على شعوب العالم واقتنعت من خلالها هيئة الأممالمتحدة بضرورة إدراج ملف القضية الجزائرية في جدول أعمالها. وذكر بالمناسبة المجاهد يوسف الخطيب ل «الشعب» أن مظاهرات 11 ديسمبر ذكرى تاريخية هامة وحلقة مشرفة لملحمة نوفمبر العظيمة من تاريخ الثورة، حيث شكلت إحدى الحلقات الدموية في مسيرة الكفاح الطويلة والمعاناة التي عاشها الشعب الجزائري من أول يوم للاحتلال إلى غاية تحقيق النصر، وكانت من المحطات التاريخية التي سرعت في مفاوضات إيفيان. وأكد ذات المجاهد أن الاحتفال بمرور 50 سنة على هذه الذكرى الخالدة في نفوس من عايشوها من المجاهدات والمجاهدين أو ممن اكتووا بنارها من أبناء وطننا تحمل للجيل صاعد معني قوى للوطنية الذي يجب أن يقتدي به شباب اليوم. ليواصل يوسف الخطيب حديثه لنا، مبرزا أن مظاهرات 11 ديسمبر عبرت عن أهمية الكفاح المسلح حيث تظافرت فيها جهود الشعب والتحمت كافة فئاته فلقن درسا للاستعمار الغاشم آنذاك فانكشف الوجه القبيح للمستعمر في أوساط المجتمع ليعلو صوت الجزائر مرة أخرى في المنابر الدولية والهيئات والمؤسسات العالمية، حيث خرج الجزائريون في مظاهرات سلمية لتأكيد مبدأ تقرير المصير للشعب الجزائري ضد سياسة الجنرال ديغول إلى الإبقاء على الجزائر جزء من فرنسا في إطار فكرة الجزائر جزائرية. ودعا محدثنا في الأخير إلى ضرورة أن تكون مشددا على ضرورة حب الوطن والتفاني في العمل. ونذكر أن افتتاح مراسيم الترحم قد تمت من طرف مدير المجاهدين لولاية الجزائر ورئيس الجمعية التاريخية والثقافية ل11ديسمبر، بحضور جمع من المجاهدين والمجاهدات، من بينهم من عايشوا المظاهرات التي انطلقت من حي بلوزداد العتيق لتشمل أحياء أخرى بالعاصمة كالمدنية والحراش والقصبة وباب الوادي.