أحيت أمس المديرية العامة للأمن الوطني الذكرى ال49لمظاهرات 11ديسمبر 1960 بالمتحف المركزي للشرطة تحت شعار /كلنا من أجل الجزائر/ وهي المناسبة التي قال عنها عميد الشرطة شوقي عبد الكريم أنها ذكرى تاريخية هامة من تاريخ ثورة نوفمبر العظيمة، ففي مثل هذا اليوم من تاريخ 11ديسمبر عرفت الثورة التحريرية المباركة منعطفا نوعيا بعد أن انفجر بركان الشعب في وجه المستعمر وأثبت تمسكه بالثورة التحريرية ومساندته المطلقة لجبهة التحرير الوطني . وأكد أن هذه المناسبة تعد بكل ما تحمل مثل للجيل الصاعد، بعد أن حرر الشعب الجزائري أرضه وأرسى قواعد دولته الفتية التي زكاها بتضحيات جسام، دفع فيها مليونا ونصف مليون من خيرة أبنائه، وسجل بحروف من ذهب مجد وفخر الشعب الجزائري في سجل التاريخ العالمي للثورات . وأضاف ذات العميد أن الاحتفال بمرور49 سنة من الذكرى الخالدة في نفوس من عايشوها من المجاهدات و المجاهدين أو ممن اكتووا بنارها من أبناء وطننا كانت من بين الحلقات المشرفة لملحمة نوفمبر أين تكسرت فيها أسطورة الجزائر الفرنسية وذابت فيها فكرة الاستقرار الاستعماري الحاقد وبينت في الوقت ذاته سياسة المحتل وفضحت مشاريعه وعرت منهجه ودحضت أسلوبه في التعامل مع أبناء الثورة الجزائرية . وأبرز ذات المتحدث في سياق المحاضرة التي قدمها لأعوان الأمن الوطني بالمناسبة أن المظاهرات عبرت عن أهمية الكفاح المسلح وتضافر جهود الشعب والتحام كافة فئاته فلقن درسا للاستعمار الغاشم آنذاك فانكشف الوجه القبيح للمستعمر في أوساط المجتمع الدولي شرقه وغربه ليعلو صوت الجزائر مرة أخرى في المنابر الدولية والهيئات والمؤسسات العالمية مؤكدا للجميع صدق الرسالة وسلامة النهج وأحقية المطلب الشعبي في افتكاك حريته وتجسيد سيادته ورفع علمه . حيث خرج الجزائريون في مظاهرة سلمية يوم 11ديسمبر 1960لتأكيد مبدأ تقرير المصير للشعب الجزائري ضد سياسة الجنرال ديغول الرامية إلى الإبقاء على الجزائر جزءا من فرنسا في إطار فكرة الجزائر الجزائرية من جهة وضد موقف المعمرين الفرنسيين الذين مازالوا يحلمون بفكرة الجزائر الفرنسية مبرزا في سياق حديثه عن أهم أهداف المظاهرة التي سطرتها الثورة، كالتعبير الصريح والقوي عن صمود واستبسال الشعب الجزائري في سعيه نحو الاستقلال والحرية ، التأيد الشعبي المطلق واللامشروط لجبهة وجيش التحرير الوطني وكذا الحكومة المؤقتة ،الضغط الشعبي القوي على الجنرال ديغول والرد الشعبي العنيف على المتطرفين الاروبيين الذين نظموا يوم 9ديسمبر 1960مظاهرات معادية للثورة وجبهة التحرير الوطني. وذكر العميد شوقي في الأخير أبناء سلك الأمن الوطني أن الجزائر وهي تخوض اليوم معركة البقاء والجدارة، يحدوها الأمل الكبير في أن الجزائر مركزا للإشعاع الفكري، والإبداع، وحقل التجارب والاختراعات..ذلك هو التحدي، بل والأمل لضمان الالتحاق وضمان مكان لها مع الدول التي قطعت أشواطا في قطف ثمار العلم. مؤكدا أن الأجيال اللاحقة وما ينتظره الوطن منهم لايقل أهمية عما قام به أسلافهم، بل أن واجبهم نحو شعبهم أعظم في خضم عالم التنافس بين دوله على أشده من أجل كسب ناصية العلم والتفوق في مجالاته يفرض عليهم الجهد، والصبر، والمثابرة لتشريف دولتهم ومجتمعهم، من خلال انجاز حضاري عام وشامل يشرف مجتمعاتهم ويضمن لهم السيادة، والعزة، والقوة الاقتصادية و الرفاه المادي.