واجه الاحتلال الإسرائيلي أمس “مليونية العودة” في غزة في الذكرى السبعين لنكبة فلسطين بمجزرة أوقعت عشرات الشهداء، كما صعّد عسكريا ضد المقاومة الفلسطينية، ورغم ذلك أكد الفلسطينيون أن المسيرات ستتواصل. استشهد أمس ما لا يقل عن 52 فلسطينيا بينهم ستة أطفال بالرصاص الحي، وهو أكبر عدد من الشهداء في يوم واحد، منذ انطلاق مسيرات العودة في الثلاثين من مارس الماضي. وكان من بين شهداء مليونية العودة مسعف ورجل مقعد، كما أن من بين الشهداء أحمد نجل القيادي الراحل في حركة حماس عبد العزيز الرنتيسي.وأصيب 2410 آخرون بجروح متفاوتة الخطورة، بينهم 13 صحفيا. وقال مراسلون إن أكثر من ألف أصيبوا بالرصاص الحي، وإن من بينهم مئة جراحهم خطيرة، وقد أظهرت صور قيام قوات الاحتلال بإطلاق الرصاص الحي بشكل مباشر على المتظاهرين شمالي القطاع. وبسبب كثر المصابين، ناشدت وزارة الصحة في غزة السلطات المصرية إمداد المستشفيات بالأدوية والمستلزمات الطبية، كما وجه وزير الصحة الفلسطيني جواد عواد نداء عاجلا إلى دول العالم ومنظماته للعمل على إيقاف المجزرة التي تقترفها إسرائيل ضد المتظاهرين العزل على الشريط الحدودي لقطاع غزة. دعوات لكبح جماح آلة القتل الإسرائيلية وطالب منظمة الصحة العالمية والصليب الأحمر الدولي والأمم المتحدة بالعمل على كبح جماح آلة القتل الإسرائيلية. وكان عشرات الآلاف من الفلسطينيين قد احتشدوا أمس على الحدود، خاصة شرق غزة، في الذكرى السبعين لنكبة فلسطين، وفي إطار ما سمي “يوم العبور”. ووقعت مواجهات في بعض النقاط عندما حاول شبان فلسطينيون اختراق السياج الحدودي، وتمكن شبان من قطع سلك شائك عند السياج الحدودي شرق غزة. ورد عساكر الاحتلال بقنص المتظاهرين بصورة مكثفة بالرصاص الحي مما أسفر عن عدد كبير من الإصابات، وقالت مصادر إن قوات الاحتلال كانت لديها تعليمات بمواجهة المحتجين بالرصاص الحي لمنعهم من عبور الحدود. وقامت طائرات إسرائيلية مسيرة بإلقاء قنابل حارقة على خيام العودة في عدد من نقاط التماس المتاخمة للسياج الحدودي شرق قطاع غزة وفي الضفة الغربية قمعت قوات الاحتلال مسيرات خرجت عند معبر قلنديا شمال القدسالمحتلة. نضال مستمر ورغم المجزرة التي استهدفت مليونية العودة، فقد أكد الفلسطينيون أن المسيرات ستتواصل حتى يستعيدوا حقوقهم. وبالتزامن، قالت حركة حماس إن القتل والإرهاب اللذين يمارسهما جيش الاحتلال الإسرائيلي بحق المتظاهرين العزل على الحدود الشرقية لقطاع غزة تجرؤ خطير على الدم الفلسطيني. واعتبر برهوم أن التجرؤ الإسرائيلي على الدم الفلسطيني ما كان ليحصل لولا المواقف والقرارات الأميركية الداعمة للاحتلال والصمت الإقليمي والدولي على جرائمه. من جهتها، أعلنت منظمة التحرير الفلسطينية إضرابا عاما في الأراضي الفلسطينية اليوم الثلاثاء حدادا على الشهداء في غزة.