أوقاتي في رمضان مقسّمة بين العمل والعبادة والنشاط الجمعوي نتمنى من الوزارة الوصية العمل على إدراج البوقالة في قائمة التراث العالمي لليونيسكو كتراث ثقافي غير مادي.نجحت جمعية “تراث جزائرنا” في تنشيط سهرة رمضانية، كانت عادات وتقاليد الجزائر العاصمة العريقة من لباس تقليدي، وقعدة الشاي والحلويات وديكور القصبة من أواني نحاسية وفخارية وزرابي، وكذلك تقليد البوقالة الذي توارثته الذاكرة الشعبية، أما عن فاصل “جدة من سنين”، تألقت رئيسة الجمعية بمزج اللباس التقليدي مع العصري وفي تنشيط القعدة التي احتضنها متحف الباردو فكانت رحلة بين أروقته وعصور ما قبل التاريخ وتلتها رحلة أخرى إلى تراث سهرات البهجة الرمضانية، تحدثنا عنها المختصة في صور ما قبل التاريخ ورئيسة الجمعية فايزة رياش. - جريدة “الشعب”: كان أول نشاط للجمعية، خلال شهر رمضان، هي سهرة البوقالة التي احتضنها متحف الباردو بالعاصمة، لماذا هذا الاختيار وهل ستكون التفاتات قادمة لعادات وتقاليد شعبية أخرى مستقبلا ؟ فايزة رياش: ليس النشاط الأول للجمعية، بل هو النشاط الرابع للجمعية في شهر التراث بالرغم من أن الجمعية حديثة الاعتماد، ورغم عدم وجود لحد اليوم دعم مادي للجمعية، ولكن بفضل الإرادة الفولاذية لأعضاء الجمعية، استطعنا أن ننظم تظاهرات كانت ناجحة في بريان وتيبازة واليوم الجمعية أرادت إحياء اليوم العالمي للمتاحف خاصة وأن هذه التظاهرة لم يحتفل بها منذ سنوات، لكن هذه السنة صنعنا الانفراد مع متحف الباردو ومتحف الفنون والتقاليد الشعبية، حيث قمنا بالتنسيق مع هذين الأخيرين من أجل العمل معا للاحتفال باليوم العالمي للمتاحف، وذلك بفتح قاعات عرض متحف الباردو، سهرة 18 ماي، والجمعية هي من تتكفل بتنظيم قعدة البوقالة بكل تقاليدها ومستلزماتها ومتحف الفنون والتقاليد الشعبية يقوم بتنظيم ألغاز ومحاجيات، فكانت سهرة تشبه سهرات العائلات فوق أسطح القصبة العتيقة، أوفي وسط أفنيتها. حيث كانت تجتمع النسوة في بيوت القصبات القديمة حول أطباق البقلاوة وقلب اللوز وأكواب الشاي الأخضر والقهوة، والبوقالة كانت من تنشيط السيدة نادية التي تحفظ البوقالات عن ظهر قلب ورثتها عن جداتها. - كيف كانت السهرة وما هو الشيء الذي ميّزها؟ كان الحضور متنوعا، حيث رغم اقتصار البوقالة على النسوة، إلا أن عنصر الرجال كان حاضرا بقوة من أجل التعرف على هذه اللّعبة التراثية والتي هي عبارة عن أشعار شعبية جزائرية وغالبا ما يكون فحواها حول الحب العفيف والحزن على فراق الأحباب والخلان والأمل بعودتهم. ولكن قبل بداية سماع الفال . أعطيت لمحة عن البوقالة وتاريخها، كي يتسنى للحضور معرفة ماهية البوقالة وتشويقهم لمتابعتها إلى نهاية السهرة، وفعلا بدأ الجميع بوضع خاتم أوأي غرض في طاسة تم ملؤها من 7 عيون، كما تم إحضار النافخ للتبخير بأنواع البخور الطيبة، ثم يعقد المشارك في اللعبة النية داخل قلبه بالتفكير في شخص من الأشخاص زوجا كان أو ابنا أوأخا بعيدا أوأما أوفي أي شخص، ثم ينتظر ما يسمى ب«الفال”، وهوما يساعد المشاركات والمشاركين فيها على فتح مخيلتهم وفسح خواطرهم وشرح صدورهم للفال الطيب والأمل والرجاء والحلم، والهدف كان إبراز الموروث الشعبي الجزائري والترويج له والحفاظ عليه للأجيال القديمة، كما نتمنى من الوزارة الوصية بإدراجه في قائمة التراث العالمي لليونيسكو كتراث ثقافي غير مادي. -ما هو برنامج الجمعية القادم؟ الجمعية وضعت برنامجا يتماشى مع أهدافها وهي الحفاظ على التراث الثقافي الجزائري المادي وغير المادي، نحن نسير خطوة بخطوة، ليس الهدف أن يكون تمثيل للجمعية في كل ولايات الوطن بقدر مايكون ممثلي الجمعية في الولايات ممن يحبون التراث ويلتفون حول الحفاظ عليه والترويج له كي يكون موردا وبديلا اقتصاديا مستقبلا، فالهدف الأسمى هوأن تكون هناك إضافة إيجابية للتراث وللوطن، سنكمل تهيئة متحف الشيخ بوعمامة بالتعاون مع مديرية الثقافة لولاية النعامة وجمعية متحف الشيخ بوعمامة، سنقوم بحملة تنظيف كبيرة لكل المواقع الأثرية المحمية وغير المحمية وذلك بالتعاون مع الوزارة الوصية وأيضا الديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية، هناك برنامجا مخصصا للأطفال سيتم عرضه على وزارة التربية، وهناك برنامج لإعادة تهيئة أماكن تاريخية وسيكون بالتعاون مع وزارة المجاهدين، كما ستكون هناك تظاهرة قريبا تخص التراث والبيئة والتي نحن بصدد التحضير لها والتي ستعرض على وزارة الثقافة ووزارة البيئة. برنامج الجمعية سيشمل التراث الثقافي المادي وغير المادي وسنركز على العمل الميداني والتحسيسي لرفع الوعي لدى كل شرائح المجتمع بأهمية الحفاظ على الموروث الثقافي، ونحن نطلب مساعدة كل الجهات الوصية من أجل ترقية التراث الثقافي. - كيف تقضي فائزة رياش أوقاتها في رمضان ؟ طبعا أنا واحدة من الذين ينتظرون ويتوقون لقدوم شهر رمضان الفضيل الذي أنزل فيه القرآن والذي يتسابق فيه المسلمين في أداء العبادات لكسب رضا الله تعالى في هذا الشهر الكريم، ورغم عملي المكثف إلا أنني أحاول أن يكون الجزء الأكبر من وقتي للعبادة والتقرب إلى الله تعالى، فوقتي مقسم بين العمل في الجامعة خاصة مع تزامن شهر رمضان هذه السنة مع فترة الامتحانات والجمعية الوطنية تراث جزايرنا وطبعا الواجبات المنزلية وخاصة تحضير الأطباق الرمضانية، ومنذ سنوات اعتدت أن انتقي الخضر وكل المستلزمات بنفسي، وبحكم أنني أنتمي إلى منطقة بني عزيز بسطيف فأنا أحرص أن يكون طبق الشوربة فريك من فريك أصلي أحضره من المنطقة، إضافة إلى البريك أوالبوراك، وأطباق أخرى ولكن التركيز الأكبر يكون في تحضير السلطات بحكم أنني نباتية، ولكن رمضان بالنسبة لي هو شهر البركة والتفاني في العمل. - هل من عادات متداولة بمناسبة الشهر الكريم ؟ طبعا كانت هناك عادات قديما وهي خاصة زيارة الأقارب وقضاء سهرات عائلية حيث يعتبر الشهر الفضيل فرصة للتقرب من العائلة أكثر، لكن هذه السنة خاصة وتزامن رمضان مع شهر يكثر فيه العمل لذلك يتعذر هذه السنة ممارسة بعض العادات التي اعتدنا عليها في السنوات الماضية. - كيف لك التوفيق بين التدريس في الجامعة ورئاسة جمعية تراث جزائرنا وإعداد مائدة الإفطار؟ شهر رمضان هذه السنة تزامن مع فترة الامتحانات، إضافة إلى مهام أخرى كالإشراف على تحضير مذكرة الماستر بجامعة الجزائر 3 ، وهو عمل يتطلب التركيز ومنح الوقت أكثر للطلبة، خاصة المقبلين على التخرج، إلا أن ذلك لا يعيقني على العمل على رأس الجمعية، خاصة وأن للجمعية الوطنية “تراث جزايرنا” فريقا كاملا متعدد التخصّصات، كل واحد في مجاله، ويجمعنا شيء واحد وهو حبنا للتراث والوطن وهو سر نجاح الجمعية. - ما هو طبقك المفضّل: أحب تذوق كل الأطباق خاصة التقليدية منها، ولكن هناك طبق واحد في رمضان لا أستطيع الاستغناء عليه هو شوربة فريك بالبوراك . كلمة أخيرة؟ في الأخير هذا الفال لكل السيدات العاملات بجريدة “الشعب”: بسم الله بديت وعلى النبي صليت وعلى الصحابة رضيت وياربي كملي واش بديت، ليكم ياحبابي في جريدة “الشعب” هذه البوقالة نويت “حوم حوميا حوام، حوم فوق السطح العالي، وقول لها يا لالة يا زينة لبنات وخدودها براقة، وعيونها غرّاقة، صارت كل القلوب ليها سبّاقة”.