أعلن أمس، الأمين العام للمركزية النقابية، السيد عبد المجيد سيدي السعيد، عن إنشاء فدرالية وطنية للباحثين والأساتذة الجامعيين، تنحصر مهمتها في التكفل بمطالب هذه الفئة، وإيجاد كل الحلول المناسبة للمشاكل التي تطرح في القطاع، سواء كانت مادية أو معنوية. وشدد سيدي السعيد، على ضرورة الإسراع في التكفل بالمشاكل التي لاتزال عالقة وفي مقدمتها مشكل السكن، حيث أبدى استعداده لتقديم كل المساعدات والتوسط لدى الجهات المعنية، من أجل ضمان تلبية هذا المطلب المشروع والذي وصفه بالانشغال الملح، معتبرا أن مثل هذا المطلب ومطالب أخرى من المقرر أن تحسم من طرف الفدرالية الوطنية، التي من المفترض أن ترى النور في القريب العاجل. وتحولت اشغال دورة المجلس الوطني للنقابة الوطنية للباحثين، الذي اشرف عليها الأمين العام للنقابة المركزية، إلى نقاش مفتوح سردت فيه مختلف الفروع النقابية مشاكلها والعراقيل التي تواجهها في أداء مهامها النقابية، لاسيما مشاكل تنصيب الهياكل أو ظروف العمل التي تسمح بتطوير البحث العلمي، حيث اعتبر المتدخلون أن الهوة واسعة بين النوايا المعلنة في هذا الإطار وما يتم توفيره من شروط، هي في غالب الأحيان غير مواتية تماما، مما يطرح من وجهة نظرهم مشكل «المصداقية» في كل ما يتعلق بتطوير البحث العلمي. سيدي السعيد وفي رده على انشغالات وتساؤلات ممثلي الباحثين، ثمن الجهود التي تبدل على مستوى الوصاية والوظيف العمومي، لرفع كل العراقيل التي تحول دون تقدم البحث العلمي، وإن كان قد أبدى تأييده للمطالب المشروعة للباحثين، إلا أن تلبيتها يرى بأنها تتم تدريجيا، واستغل بالمناسبة لتوجيه انتقادات لاذعة للجهة التي تفضل اللجوء إلى الاضراب والفوضى والسب على حد تعبيره لبلوغ الهدف هذا إن تحقق، يضيف سيدي السعيد، الذي بدا وكأنه يمثل هيئة رسمية وليس نقابة عمالية أو كما همس أحد الحاضرين أن الوزير يتحدث وليس النقابي، خاصة عندما أسهب في الحديث عن ما تم تحقيقه من نتائج ملموسة وهي كثيرة على حد قوله. وفي تقييمه لوضعية البحث العلمي والمشاكل التي لاتزال تواجه الباحث الجزائري، أكد الناطق الرسمي للنقابة الوطنية للباحثين زغبي سماتي أنه على المستوى المادي بدأت الأمور تتحسن بعد رفع المنح والتعويضات للباحث، لكن لاتزال الوضعية تتميز بسوء تنظيم شبه عام بسبب مشكل البيروقراطية ولاسيما على مستوى الوظيف العمومي ومشكل التوظيف فضلا على استمرار معضلة السكن. وسجل المتحدث وجود ما اعتبره صحوة منذ تنصيب المديرية الوطنية للبحث العلمي لكنها غير كافية، حتى يكون المنتوج العلمي قابلا للمنافسة، مشيرا إلى ضرورة تحسين محيط عمل الباحث. وحسب الأرقام المتداولة حول وضعية البحث وعدد الباحثين، فقد تم إحصاء 2000 باحث دائم والهدف المسطر بلوغ 4500 باحث في 22012 وهو رقم يبقى بعيدا عن المقاييس العالمية كما حددتها هيئة اليونسكو، حيث تم تسجيل نقص في الإطارات الجزائرية ب 20 ألف باحث.