رفض أمس الرئيس المدير العام لسوناطراك السيد نور الدين شرواطي الرد على كل الاسئلة المرتبطة بملف فضائح سوناطراك خلال عهدة الرئيس السابق محمد مزيان، مكتفيا بالقول بان الملف يوجد على مستوى العدالة، الطرف الوحيد المخول له الرد على كل الاستفسارات والاسئلة حول ما آلت اليه القضية وكذا حجم الخسائر المالية التي تكون قد لحقت بسوناطراك بعد التلاعب المسجل في عملية ابرام الصفقات .أما ما يمكن اعتباره بالخسائر المعنوية التي تكون قد لحقت بسوناطراك، فان المسؤول الاول فيها وفي اول لقاء صحفي عقده امس بمقر الشركة منذ تعيينه على رأس هذه الاخيرة، حاول التقليل منها من خلال التأكيد على انه رغم «التذبذبات» كما وصفها، التي شهدتها الشركة خلال السداسي الاول من العام الماضي، إلا ان سوناطراك تمكنت من مواصلة عملها على نحو عادي ودون اي إخلال بالتزاماتها الخارجية والداخلية حيث تواصلت عملية تزويد زبائن الجزائر التقليديين بالمحروقات وتحققت اكتشافات بلغ عددها 27 اكتشافا، بعضها تم مع شركات أجنبية والأغلبية منها أنجز بمجهود خاص من طرف سوناطراك. وفي هذا الصدد وصف مدير عام سوناطراك النتائج المحققة خلال السنة الماضية بالمرضية جدا، بما انه تم إنتاج 214 مليون طن معادل بترول «تيب» صدر منه 116 مليون «تيب» بقيمة مالية بلغت 56 مليار دولار اي بزيادة 30٪ عن سنة 2009 وذلك بفضل ارتفاع اسعار النفط في السوق الدولية، حيث سجل سعر متوسط خام صحاري الجزائر 80 دولارا للبرميل، فيما قدرت استثمارات القطاع خلال السنة الماضية ب 14 مليار دولار وبزيادة 7٪ وبفضل ارتفاع واردات النفط، ارتفعت حصة مساهمة قطاع المحروقات في خزينة الدولة في شكل جباية بترولية الى 2844 مليار دينار وبزيادة تقدر ب 20٪ عن سنة 2009. أما عن مداخيل الشركة من الرسم المفروض على ارباح الشركات الأجنبية فقد بلغت في سنة 2010 ما قيمته 1،6 مليار دولار، بينما كشف شرواطي ان سوناطراك استوردت ما قيمته 1،27 مليار من بعض انواع المحروقات خاصة المازوت، لتلبية الاحتياجات الداخلية بعد ان عجزت هذه الأخيرة عن مواجهة الطلب المرتفع انطلاقا من الإنتاج المحلي. إستيراتيجية سوناطراك في ظل القيادة الحالية لها المسيرة للمجموعة لن تتغير على المدى القصير، هكذا قال شرواطي، الذي اوضح من جهة اخرى ان سنة 2011 ستشهدها المزيد من عمليات الكشف والتنقيب، قد ترتفع مقارنة مع السنة الماضية ب 37٪، فيما ستنتهي الأشغال الخاصة بأنبوب غاز «ميدغاز» في منتصف الشهر القادم، ليرتفع انتاج الغاز من 22 مليار متر مكعب الى 23،5 مليار متر مكعب خلال السنة الجارية. وفيما يخص استعداد الجزائر للزيادة في حصة انتاجها اذا ما قررت اوبيك رفع انتاج المنظمة لمواجهة احتمال ارتفاع الطلب العالمي على الخام، أكد شرواطي ان سوناطراك تملك الإمكانيات لزيادة انتاجها، رغم ان ذلك قد لن يتم على المدى القريب جدا، خاصة وان الاسعار العالمية للنفط في الوقت الراهن تظل مقبولة لدى المنتجين والمستهلكين على حد سواء. وحول عملية شراء أصول فرع شركة بريتش بتروليوم البريطانية اكد شرواطي ان الجزائر لم تقرر بعد ان كانت مستعدة للظفر بهذه الأصول او خلاف ذلك، علما ان هذه الشركة البريطانية قررت بيع أصولها في الجزائر لتغطية الخسائر المالية الكبيرة التي تكبدتها العام الماضي اثر تسرب النفط في عرض خليج المكسيك من أحد محطاتها النفطية. وعن طلب سوناطراك المزعوم للاستثمار في قطاع النفط بالعراق كما تم الترويج له مؤخرا، وصف شرواطي هذا الخبر «بالفارغ» ونفى ان تكون الشركة الوطنية قد تقدمت بأي طلب من هذا القبيل. وألح شرواطي على أن الأهم بالنسبة لسوناطراك هو المحافظة على سمعتها كأحد اهم الشركات العاملة في قطاع المحروقات عالميا، ولن يتأتى ذلك إلا من خلال العمل على رفع قدرة انتاجها خلال السنوات القادمة من 214 مليون طن «تيب» حاليا الى 243 طن مليون طن في عام 2015، مع ملاحظة ان عام 2013 سيشهد الإنتاج تراجعا طفيفا، فضلا على مواصلة الوفاء بالتزاماتها تجاه زبائنها خاصة في مجال الغاز الطبيعي.