تعكس الأرقام المهولة المسجلة في ولاية تمنراست، خلال السنة الفارطة خطورة استمرار تفشي فيروس الإيدز الذي يفتك بالبشر دون رحمة ولا شفقة. وقفزت إلى سقف 69 حالة جديدة حاملة للفيروس، والمتهمون بإغراق المنطقة بهذا الداء الطابو هم الأفارقة النازحين للإقامة في الجزائر بطرق غير شرعية وبائعات الهوى المترددات على بيوت الرذيلة وبؤر الفساد والتي رغم نشاطها في الظل غير أن صيتها ذائع. الفيروس.. الوباء، ورغم محاولة بعض الرسميين هنا بالولاية إحاطته بالكثير من الكتمان إلا أنه في طريقه إلى الانتشار، حسب ما أسرى به مركز الكشف الطوعي عن هذا الداء بلغة الأرقام الدقيقة والشافية من سيل الإستفهامات. وهي وضعية رصدتها ''الشعب'' بعين المكان مقدمة شهادات مثيرة عن الخطر الزاحف على الجميع بلا قيود. ولأنه لا يمكنك أن تزور تمنراست كصحافي دون أن تشفى من الفضول الذي يستمر في إرهاقك إلى غاية الجنوح وعدم الاستسلام لليأس والفشل. تكرر المحاولات تلو المحاولات حتى تنجح في المهمة الصعبة. إنها المهمة الاستطلاعية لمركز الكشف الطوعي وهنا فقط تبدأ رحلة من نوع خاص وطعم خاص.. طعم اكتشاف المجهول.ترصد «الشعب» لأول مرة في ربورتاج مثير الوجه الحقيقي لمركز الكشف الطوعي عن داء الإيدز، الفيروس اللغز هنا بتمنراست عاصمة الأهڤار لسرعة تفشيه تماما مثل النار في الهشيم، وتسليط الضوء على نوع الخدمات التي يقدمها والحالات التي يسجلها والعوامل الجوهرية التي تتسبب فيه بشكل ملفت للانتباه والقلق. وتظهر الحالة الاستعجالية خاصة مع انتشار الهجرة غير الشرعية واستفحال دابر الدعارة بشكل يقشعر له البدن، والأشخاص الذين يتسببون في نقل الفيروس وكيفية مواجهتهم لعدو فتاك يجري في أجسادهم مجرى الدم. إنها الآفة الخطيرة التي تستدعي تسطير إستراتيجيات فعلية وناجعة على أعلى المستويات بولاية تمنراست، المترامية الأطراف والتي تضاهي مساحتها دولة فرنسا، وتعد بوابة إفريقيا نحو الشمال ونحو دول البحر المتوسط بشكل خاص . فيروس الإيدز رغم خطورته والتعامل معه كطابو وسط المجتمع الجزائري المتحفظ، إلا أن هذا المركز الذي يتواجد داخل عيادة ''حاسي لالا'' بقلب تمنراست يستقبل معدل ثلاث حالات للكشف الطوعي عن فيروس الإيدز أسبوعيا. والرقم مرشح إلى الارتفاع بحكم تدفق الهجرة الأفريقية غير الشرعية. رغم ذلك يكثر التردد عليه دون عقدة أو خجل عكس ولايات الشمال وبالتحديد في العاصمة. ويعد المركز حسب ما قيل لنا في جولتنا الاستطلاعية قبلة للكثير من الجزائريين والأفارقة خاصة أولئك الذين يقيمون بشكل غير شرعي فوق التراب الجزائري بحكم انه بعيد عن أعين الأمن بخلاف المستشفى الكبير بتمنراست المكشوف والذي يتردد عليه أعوان الأمن كثيرا ويفرضون عليه رقابة مستمرة . بداية هذه المغامرة المثيرة التي أذهلتنا فيها حقائق مرة صُدِمنا بها كانت بالتقصي وبالسؤال المكثف عن كل العارفين والملمين بأغوار هذه الولاية الجنوبية ثم تلقى توجيهات من طرف طبيبة بمديرية الصحة بولاية تمنراست، التي لم تبخل فروت الظمأ وأنارت طريق وجهتنا. وكانت نقطة بدايتها، بتوقيف سيارة أجرة بشكل ارتجالي ودون تردد رغم حرارة الطقس الشديدة وجهلنا للمنطقة وسكانها مصممين ولوج العيادة حتى وإن استدعى الأمر العودة عدة مرات وتكرار المحاولة، ووجهتنا مركز الكشف الطوعي الذي لا يحتل من مساحة العيادة الطبية المتعددة الخدمات سوى قاعة للكشف تشرف عليها طبيبة شابة يساعدها ممرض ذو خبرة ومخبر للتحاليل الفورية مزود بكل ما يلزم من تجهيزات. يشرف على المركز، مهندس مختص في علم البيولوجيا، إلى جانب قاعة لمختص نفساني يقدم علاجا نفسانيا خاصا، ويحاول أن يخفف عن المصابين من وقع الإصابة بالفيروس الفتاك، إلا انه قيل لنا أن مهمة هذا الطبيب النفساني لم تعط النتيجة المرجوة بسبب تحفظ الكثيرين وتفضيلهم عدم الإعتراف عن ما أصابهم وظروف انتقال الداء إليهم، ورفضهم الخوض حتى في الداء الذي أصابهم. إنهم يغرقون في صمت، مكتفين فقط بالعلاج الطبي وإجراء التحاليل بصورة منتظمة، مديرين الظهر لكل الإستفهامات، معلنين الخصومة اتجاه متسع من هامش المساعدة النفسية، حيث المريض سواء كان جزائريا أو أجنبيا لا يثق في من يفتح له قلبه ويحاول مقاسمته همومه ومعاناته، إلى جانب قاعة للانتظار الشاسعة التي بإمكانها استيعاب أكبر عدد من المرضى . ورغم أن أكبر مرتادي مركز الكشف الطوعي عن فيروس الإيدز من بائعات الهوى، اللائي يحضرن برفقة الرئيسة التي تنظم أعمالهن وتوفر لهن المأوى والمأكل والملبس والزبائن والحماية وأمور أخرى على غرار النصائح والتوجيهات، إلا أن هذا المركز يتدفق عليه حتى الحوامل لإجراء تحاليل الكشف عن الحمل وعن أمراض أخرى كما وقفنا عليه في عين المكان، حتى يتم في الكثير من الأحيان اكتشاف بالصدفة أن تلك المرأة الحامل انتقل إليها الفيروس، يحدث هذا بشكل كبير لدى الإفريقيات . ولا يتوقف دور المركز عند عملية الكشف الطوعي أو تقديم تحاليل للمرضى بل يتابع كذلك الحاملين للفيروس الذين يترددون عليه لمواصلة التحاليل و اخذ الواقي ... وبمجرد سؤالنا ودخولنا المركز تقاطعت نظراتنا مع ملصقة كانت مثبتة على باب قاعة الكشف تؤكد أن إجراء التحاليل قبل الساعة العاشرة صباحا، أما نتائج التحاليل يتم استلامها بعد العاشرة. وتستثني عملية الكشف الطوعي من كل ذلك لان الأبواب لهذه العملية مفتوحة في أي وقت . كنا نود أن نجري تسجيلا وتحقيقا من خلال اعترافات الحاملين لهذا الفيروس عن ظروف انتقال هذا الداء إليهم وعن مقاومتهم للداء إلا أننا في اليومين اللذين أجرينا فيهما هذا التحقيق وتواجدنا بولاية تمنراست الجنوبية لم تحضر ولا حالة واحدة بقصد الكشف أو اخذ الواقي. تحدثنا بعد ذلك إلى الطبيبة قيزوي لويزة التي تشرف منذ أكثر من ثلاث سنوات بشجاعة كبيرة وتفان في العمل على مركز الكشف وتتحمل في كل ذلك ردود الفعل العنيفة لمن تنتقل إليهم العدوى والتي كثيرا ما تترجم في انفجار بركان الغضب لدى المصابين عندما تطلعهم على الحقيقة ويفرغون جام غضبهم عليها فتتحمل ثورتهم وتحتويها بالنصائح وتتفهم في كل ذلك وقع هول الصدمة العنيفة خاصة لدى الجزائريات من بائعات الهوى . وأكدت الطبيبة قيزوي لويزة لنا أن مركز الكشف الطوعي عن داء الإيدز فتح أبوابه سنة 2008. ولا تقتصر خدماته على الكشف الطوعي عن الداء الخطير على اعتبار انه يستقطب كذلك الحوامل والمقبلين على الزواج من أجل حيازة وثائق العقد المدني ومرضى آخرين يرغبون في معرفة نتائج تحاليلهم . أرجعت الطبيبة قزوي التي فتحت قلبها وتحدثت في أول تصريح إعلامي لها ل«الشعب» عن عوامل انتشار الفيروس الفتاك بولاية تمنراست المصنفة في الدائرة الحمراء من حيث تفشي الداء، وروج حولها أشياء وأشياء، بعضها يحمل الكثير من الحقيقة والبعض الآخر مبالغ فيه بشكل محسوس، مشرحة ذلك على أرض الواقع من خلال ممارستها الميدانية اليومية. أرجعت الطبيبة في ردها على استفساراتنا السبب الرئيسي للايدز إلى انتشار بيوت الدعارة وبؤر الفساد حيث قدرت نحو 20 بؤرة قائمة بذاتها أو ما يفوق. كما أرجعت الطبيبة السبب إلى الهجرة غير الشرعية التي ساهمت بشكل اكبر في تفشي هذا الفيروس عبر الشريط الحدودي الجنوبي، حيث يساهم الأفارقة في تهريب هذا الفيروس مثل السلع المغشوشة إلى الجزائر عبر الحدود الجنوبية، فينتقل من خلال التوارق أو غيرهم وينتشر بشكل ينذر بالخطر . وأسهبت الطبيبة في سردها حقائق مثيرة عن الايدز بالربوع الصحراوية الجنوبية. واسترسلت بحكم عملها في الحديث عن بائعات الهوى اللائي لديهن بطاقية في المركز، تسجل فيه أرقام هواتفهن ويداومن على إجراء التحاليل واخذ الواقي. وكشفت الطبيبة أن اغلبهن ينحدرن من بعض الولايات كسعيدة ووهران ومستغانم، وكل ثلاثة أو أربعة عاهرات كما قالت تشرف عليهن رئيسة تحضر برفقتهن للكشف. وهناك من تسدد لهن نظير خدماتهن مبالغ رمزية من المال أما البعض فتكتفين بتوفير المسكن والمأوى لهن فقط. ولم تخف الطبيبة أن البعض من بائعات الهوى عندما لا يتلقين عناية من الرئيسة يتركنها ويغادرن بيوت الدعارة التي ليس لها منطقة معينة ومحددة على اعتبار أنها تنتشر عبر عدة مناطق من تمنراست . 80 بائعة هوى يترددن على الكشف الطوعي وقدرت الطبيبة عددهن التقريبي ب80 بائعة هوى يترددن على المركز. وقالت أحيانا تتغير وجوه وتختفي أخرى حيث لا يوجد لهن مكان محدد في ولاية تمنراست، أي يفضلن عدم الاستقرار . وذكرت أن رئيسة بائعات الهوى التي تضم في فريقها نحو 4 فتيات كلما تلتحق بها زبونة جديدة تحضرها إلى المركز لتكشف عليها ولتزويدها بما يقيها من تنقل أي فيروس أو داء عبر الجنس. وإنتابنا الذهول ممزوجا بالتقزز عندما أخبرتنا ذات الطبيبة أن بائعة الهوى نظير خدمة واحدة لزبون واحد لا تتلقى أكثر من 200 د.ج داخل بيت الدعارة والثمن تقبضه الرئيسة وصاحبة المأوى أما في حالة تفضيل الزبون انتقاء الفتاة فما عليه إلا دفع مبلغ 50 دينارا إضافيا . في حين الزبون الذي يفضل أن ترافقه بائعة الهوى إلى الصحراء لليلة واحدة عليه دفع مبلغ لا يقل عن 3 آلاف دج، وقد يصل إلى 10 الاف د.ج حسب العاهرة وحسب الاتفاق. أما العاهرة الواحدة فبإمكانها في الليلة الواحدة استقبال ما لا يقل عن 10 أو 20 زبونا داخل بيت الدعارة. وأشارت الطبيبة قزوي أن معدل أعمار العاهرات يتراوح ما بين 21 و28 سنة فقط، ويمكن رصدهن والتعرف عليهن من مظهرهن الخارجي الذي يحاولن من خلاله الإثارة. وقالت الطبيبة في شهادتها لنا أن المركز يستقبل أحيانا نحو 5 عاهرات أسبوعيا. قد يرتفع العدد إلى أكثر من ذلك، ونصحتنا بتجنب الالتقاء بهن لأنهن عدوانيات وحتى وإن قبلت البعض منهن الحديث إلينا فإن رئيسة عصابة الرذيلة لن تسمح بذلك لان أي تسريب للمعلومات تراه تدخلا في شؤونها ويهدد بضياع مصدر رزقها . بعض التوارق في قفص الإتهام ولم تخف أن بعض التوارق من سكان المنطقة إنتقل إليهم الفيروس بسبب بعض التقاليد الغريبة التي مازالوا يحافظون عليها، وذهلنا غير مصدقين كأننا لسنا بالجزائر، لما أخبرتنا أن التارقي عندما يرقص مع امرأة في حفل ما ويشعر انه يميل إليها وأثارت إعجابه بإمكانه أن يصطحبها ويمكث إلى جنبها لمدة أسبوع كامل حتى وإن كانت متزوجة . أما في حالة تطليق التارقي لزوجته وإعجابه بفتاة داخل العائلة، فبإمكانه انتزاعها من عائلتها حتى وإن كانت صغيرة السن . وقالت أن التوارق في تمنراست ينتشرن في عدة مناطق على غرار تهڤارت وقطع الواد، وسرسو، وصورو، ومشون وما إلى غير ذلك، ويفضلن في سلوكهم التيمم على الوضوء، فهم لا يتوضأون للصلاة بل يتيممون . وحاولت الطبيبة أن تفهمنا أن التارقي جد جريء حيث عندما تعجبه أي فتاة أو امرأة غريبة عن المنطقة يحاول إغرائها بمنحها مبلغ ضخم من المال يسيل اللعاب، شريطة أن تقترن به رغم انه أب لعشرة أطفال . ويعكف مركز الكشف الطوعي عن فيروس الإيدز بولاية تمنراست على تنظيم حملات تحسيسية مكثفة كما وقفت عليه «الشعب» عبر المدارس والعيادات الطبية وأمواج أثير الإذاعة تقريبا كل أسبوع. يشرح المركز حسب مصادرنا بعين المكان خطورة هذا الداء وطرق انتقاله وتحذر من العدوى منه. وعلى اعتبار أن الطبيبة قزوي تتقن اللغة الامازيغية القريبة من اللهجة التارقية كثيرا ما يتيسر عليها التواصل مع التوارق الذين لا يفهمون اللغة العربية ولا الفرنسية وفريق المركز كله يعول عليها ويعتمد عليها وأوكل لها حتى مهمة اصطحابنا في إجراء هذا الربورتاج لأنها الأدرى وتلم بالكثير من الحقائق التي يجهلها الممرض والمهندس المشرف على مخبر التحاليل على اعتبار أن مهمته تقنية بحتة ولا تتجاوز التعامل مع عينات التحاليل للمرضى الذين تكشف عليهم الطبيبة وتتواصل معهم وتقدم لهم شروحات عن حالتهم . وفي كل مرة لإنجاح عمليات التحسيس يقوم هذا المركز حسب ما رصدته «الشعب» على تحضير ملصقات ورقية تشرح خطر انتقال وانتشار فيروس الإيدز لكن باللهجة التارقية على وجه الخصوص . الفيروس يتسرب عبر الحدود الإفريقية
ولدى حديثنا مع بعض العاملين بهذه العيادة إتفقوا متقاطعين مع الطبيبة قزوي لويزة من أن فيروس الإيدز ينتقل إلى تمنراست محلقا عبر الحدود الإفريقية قادما خاصة من دولتي مالي والنيجر وعبر أفارقة آخرين من مختلف الجنسيات النازحين للتوطن دون رخصة أو وثائق بولاية تمنراست بحثا عن الرزق والإستقرار وهروبا من ضنك العيش والفاقة ببلدانهم وتطلعا لبلوغ العاصمة الجزائرية ولم لا الحرڤة نحو دول أروبية إذا حالفهم الحظ؟ وكشفت حصيلة مركز الكشف الطوعي عن فيروس الإيدز الثاني من نوعه بالجزائر بعد المركز المتواجد بالعاصمة عن الكثير من الحقائق بلغة الأرقام. وعلمنا أن تفشي الفيروس بشكل خطير، أجبر السلطات على التعجيل بفتحه رغم انه ينقصه الكثير حتى ما تعلق بقلة المحلول الذي يستعمل في الكشف عن فيروس الداء القاتل إلى غاية الفريق الطبي. غير انه يكتسي خصوصية لا يتوفر عليها مركز العاصمة، بحكم تدفق الحاملين للفيروس وكثرة الكشف عن الفيروس التي بلغت وحدها خلال سنة 2010 في حصيلة تنشر لأول مرة حصريا عبر صفحات جريدة «الشعب» حوالي 4200 تحليل عن داء الإيدز من بينه 80 طلبا وحالة كشف طوعي حضر أصحابها بمحض إرادتهم. وسجلت بالمركز 6 حالات حاملة للفيروس في عملية الكشف الطوعي، أما المركز في ذات السنة سجل وحده 38 حالة جديدة للإصابة بفيروس الإيدز مسجلا ارتفاعا مقارنة بسنة 2009، يضاف إليها الحالات المسجلة بمستشفى تمنراست وباقي العيادات، ومن بين 38 حالة مسجلة 9 نساء حوامل وما يناهز 12 أجنبيا حاملا للفيروس من مختلف الجنسيات الإفريقية . توزيع 482 واق من الإيدز شهريا وعكست الحصيلة المسجلة خلال السنة الفارطة تقارب في بعض الأرقام مع ارتفاع مطرد خلال ذات الحقبة الزمنية ينذر باستمرار تفشي استفحال انتقال عدوى الفيروس، حيث أشارت الأرقام إلى تسجيل 3980 تحليل عن فيروس الإيدز أسفرت عن تأكيد إصابة 34 شخصا في المركز وحده، من بينهم 14 أجنبيا و3 حالات بالسجن . يذكر أن مركز الكشف الطوعي عن فيروس الإيدز يوزع شهريا ما لا يقل عن 428 واقي من فيروس الإيدز موجه بالخصوص لحاملي الفيروس . وأخبرنا من طرف البعض هنا بالمركز، أن الأفارقة الذين يقيمون بطريقة غير شرعية في التراب الجزائري، يفضلون العلاج في هذا المركز للتداري والتخفي من عيون الأمن حتى لا يكتشف أمرهم ولا يقعون في قبضتهم. وتعرفنا في هذا المركز الوحيد في الجنوب الجزائري عن أول وآخر حالة سجلت في جانفي الجاري، والمصابة من دولة نيجيريا تقيم بصورة غير شرعية ودون وثائق في الجزائر، واتضح حملها للفيروس بعد إجرائها لتحاليل حملها لتفاجئ وتحاول تبرئة نفسها من هذا الفيروس ملصقة تهمة نقله في زوجها. وعقب فحص زوجها وإجراء التحاليل عليه تم اكتشاف انه لا يحمل الفيروس. وأثيرت عدة علامات استفهام لا تحمل الإجابة كالعادة بسبب التكتم والخوف من قول الحقيقة من المصابين والذين لا يثقون أحيانا حتى في أنفسهم، ويميلون إلى الصمت المطبق، مصعبين من عمليات التقصي التي ترمي إلى محاولة تطويق تفشي واستفحال فيروس الداء عبر بوابة إفريقيا نحو شمال المتوسط . ويكون وقع صدمة حمل الفيروس في هذا المركز أكبر على النساء منه على الرجال، على اعتبار أن المرأة تدخل في دوامة مريعة حيث تنفجر باكية وأحيانا تصرخ بأعلى صوتها وتصبح عدوانية على غرار بعض بائعات الهوى. روت لنا الطبيبة قيزوي لويزة الكثير من الحالات في هذا الشأن حيث أقدمت إحداهن على مهاجمتها وقلبت عليها مكتبها رافضة تلك الحقيقة القاتلة التي واجهتها بها . يذكر أن هذا المركز النموذجي يتعاون مع المنظمات غير الحكومية الدولية التي تقدم له يد المساعدة على غرار عملية اقتناء محلول الكشف عن فيروس الإيدز القاتل ويتعلق الأمر بفدرالية جزائرية بلجيكية تعنى بمكافحة هذا الداء الفتاك والذي يطال حتى الأبرياء من الصغار والكبار . وللعلم فإن ذات المركز ينسق بإشراف من الطبيبة قزوي على عملية الكشف عن الأفارقة الذين يلجئون إلى الجزائر قادمين إليها عبر الحدود مع فرق الأطباء المثبتين في نقاط محددة عبر الحدود الجزائرية المالية والنيجرية. ويسجل عبر هذه النقاط إقبال من طرف الأفارقة من مختلف الجنسيات على الكشف خاصة الطوعي للتأكد من خلوهم من فيروس الإيدز القاتل. ̄ مبعوثة الشعب إلى تمنراست: فضيلة بودريش