صفحة من كتاب التاريخ الوطني طويت للأبد شيع مساء أمس جثمان الفقيد احمد بن شريف بمقبرة الزميلة ،بببلدية عين معبد «شمال ولاية الجلفة، وسط حضور الالاف من المشيعين ،حيث اوصى الفقيد قبل وفاته بدفنه بنفس المقبرة التي دفن فيها والداه ، وقد سخرت السلطات المحلية كل الوسائل الضرورية و التحضيرات اللازمة لمرور الموكب الجنائزي. في تمام التاسعة صباحا من يوم الثلاثاء امس وبتوقيت الجزائر،حطت الطائرة المقلة لجثمان الفقيد احمد بن شريف ، حيث كان في استقباله بالقاعة الشرفية بمطار هواري بومدين جمع غفير من الشخصيات الوطنية من بينهم وزراء سابقون ، وممثلو الاحزاب السياسية يتقدمهم الامين العام للافلان جمال ولد عباس وأبو جرة سلطاني رئيس «حمس سابقا ، اضافة الى ضباط متقاعدين في جهاز الدرك الوطني عملوا الى جانب العقيد بن شريف خلال تر ؤسه السلاح في منتصف الستينيات . حمل اعوان الحماية المدنية الجثمان مسجى بالعلم الوطني بساحة المطار وسط حضورمن اصدقاءه من اعضاء مجلس الثورة والشخصيات الوطنية ، كما حضر مراسيم استقبال الجثمان كل من وزير الداخلية السابق ، رئيس جمعية المالق دحو ولد قابلية ،والأمناء العامون لعدة قطاعات وزارية، وبعد قراءة الفاتحة على روحه ، ليسمح بعدها بتقديم التعازي لأهل الفقيد ، ونقل جثمانه الى الجلفة . توفي احمد بن الشريف يوم السبت 21 جويلية بأحد مستشفيات فرنسا اثر وعكة صحية ، عن عمر ناهز 91سنة ، وفور اعلان خبر وفاته بعث رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة رسالة تعزية الى اسرة وعائلة الفقيد جاء فيها :» ان الجزائر فقدت فيه «مجاهدا كبيرا ومناضلا فذا من رجالات نوفمبر الذين سطروا في تاريخها صفحات عز ومجد وفخار, إذ كان الفقيد يمثل جيلا كاملا بما ينطوي عليه الجيل من حب وإخلاص للوطن» خيم الحزن على ملامح الوجوه ممن حضرت بالقاعة الشرفية وبدا التأثر واضحا على رفاق الفقيد وأهله حيث حضرت زوجته وابنه وبعض الاقارب ، الى جانب جموع من المشيعين يلقون النظرة الاخيرة على روحه ، وقد بدا التأثر على ابنه الاكبر الذي اوضح ل «الشعب « ان علاقته بوالده كانت دائمة التواصل يميزها الانضباط الذي ورثه الفقيد بحكم ثورة التحرير وإشرافه على جهاز الدرك الوطني ، مضيفا ان تاريخ الثورة دائما على لسانه ، في حديثه معهم بالبيت او خارجه ، ويتذكر بصدق كفاحه مع رفاق السلاح ، نفس التأثركان باديا على زوجته ، التي كانت متأثرة جدا بوفاة رفيق دربها ، خانتها الدموع في القول اكثر من انه كان بالنسبة لها الرفيق والزوج وكان يمثل كل شيء بالنسبة لها ولعشيرته وأهله. اما الوزير الاسبق بوقرة سلطاني فقد صرح «بانه كلما تفقد الجزائر واحدا من ابنائها فكأنما تقطع صفحة من صفحات تاريخها ، داعيا الجيل الصاعد والحالي على قراءة هذه المحطات من صفحات تاريخ الجزائر قراءة عميقة ، لتبقى لجزائر واقفة ومستمرة «. من جهته اكد الرائد المتقاعد ايت قاسي حسين، وكان يشتغل الكاتب الخاص للفقيد بن شريف في جهاز الدرك في منتصف الستينيات حيث كان حافظ أسراره ، موضحا بوصفه كان صارما في اداء مهامه وأكثر انضباطا وهو الذي ورث هذه الميزات من كفاحه وتدرجه في المهام بداية بعضويته بمجلس الثورة واشرافه على قيادة الدرك ، يضيف ايت قاسي ، بان علاقته بقيت مع قائده الى غاية الايام الاخيرة من مرضه و اخر مكالمة بينهما منذ مدة قصيرة ، اطمئن فيها على حالته الصحية ، ليتفاجأ بخبر وفاته.