ووري جثمان شريف بلقاسم المدعو "سي جمال" إلى مثواه الأخير أول أمس بمقبرة العالية في جو جنائزي مهيب حضره أفراد عائلته ورفقاء الفقيد وأعضاء في الحكومة أبرزهم الوزير الأول احمد اويحيي. وتحولت مقبرة العالية ظهر أول أمس إلى موطن لقاء لعدد كبير من المسؤوليين الحاليين والسابقين في الدولة جاءوا كلهم لإلقاء آخر نظرة على روح الفقيد شريف بلقاسم الذي وافته المنية الأربعاء الماضي بباريس عن عمر يناهز 79 عاما بعد مرض عضال عالجه بالمستشفى العسكري بعين النعجة بالعاصمة قبل ان يتم نقله الى مستشفى العاصمة الفرنسية. ووصل جثمان الفقيد إلى مقبرة العالية في حدود الواحدة زوالا في نعش كان يرفعه ستة أعوان من الحماية المدنية، وضع عليه العلم الجزائريين ويتبعه أفراد عائلته. اقترب حاملو النعش إلى ساحة المقبرة المقابلة لمربع الشهداء أين يستريح قادة البلاد من بينهم الأمير عبد القادر وهواري بومدين، واقترب المشيعون خلف الإمام وفي الصف الأول، من بينهم الوزير الأول احمد اويحيي الذي كان الى جانب أبناء الفقيد شريف بلقاسم. وألقى الوزير الأسبق للشؤون الدينية عبد الحفيظ أمقران كلمة تأبينية ذكر فيها مناقب الفقيد وأشار إلى ان الراحل اختار تحصيل العلم، وفضل الجهاد إلى جانب إخوانه، وأضاف ان ذكرى رحيل شريف بلقاسم المدعو سي جمال ستبقى خالدة في ذكرى الأجيال الصاعدة وقال عبد الحفيظ أمقران راثيا الراحل " انت يا شريف وهبك الله لك الأخلاق والسلوك المتميز اخترت العلم والنضال". وذّكر أمقران بمسيرة الراحل الى جانب الرئيس هواري بومدين حيث كان مساعدا له برتبة رائد في الولاية الخامسة التاريخية. وخص الوزير الأسبق للشؤون الدينية الراحل بشاهدة أكد خلالها انه سجل أعمالا خالدة في نشاطه كنائب في أول برلمان تأسيسي ثم كوزير دولة ووزير للتعليم. وفي هذا السياق قال عبد القادر طالبي عضو جمعية العلماء المسلمين الذي ألقى كلمة باسم الشيخ عبد الرحمان شيبان رئيس جمعية العلماء المسلمين الذي لم يحضر لأسباب صحية أن الراحل شريف بلقاسم كان له الفضل الكبير في إدماج مٌدرسي الجمعية في قطاع التربية، وانه أكرم اللغة العربية ومنح لها المكانة التي تستحقها. ومباشرة بعد التأبينية توجه الوزير الأول احمد اويحيي الى أبناء الراحل لتقديم التعازي باسمه وباسم الحكومة، ليرفع النعش باتجاه مثواه الأخير. وقد اختير ان يٌدفن جثمان عضو مجلس الثورة في المقبرة الواقعة على اليمين عندما تدخل المقبرة أي بالجهة المقابلة لمربع الشهداء، أمام الحاج بن علا رئيس البرلمان الأسبق الذي وفته المنية في 2 ماي الماضي، وفي نفس الرواق الذي ووريت جثامين كل من الشريف قلال الدبلوماسي الجزائري والمسؤول بالأمم المتحدة الذي وافته المنية في افريل الماضي، وعبد الحميد لطرش رئيس لجنة الدفاع بالمجلس الشعبي الوطني الذي توفي سنة 2007. وفي الوقت الذي كان أعوان الحماية المدنية يٌتمون مراسيم الدفن اقترب عمارة بن يونس رئيس حزب الاتحاد من الديمقراطية والجمهورية (غير المعتمد) من الوزير الأول احمد اويحيي وراح بتبادل معه أطراف الحديث، وتسلل وسط الجماهير الغفيرة احمد بن محمد رئيس حزب المعاصرة المنحل رفقة ميلود قادري القيادي في حركة الإصلاح. وبقي دحو ولد قابلية الوزير المنتدب المكلف بالجماعات المحلية خلف الجماهير، ولم تمنعه الشمس الساطعة من تبادل أطراف الحديث مع بعض المجاهدين اغلبهم من قدماء وزارة الاتصالات والتسليح (المالغ) . ولم يكن هؤلاء الوحيدين الذين جاءوا ليودعوا شريف بلقاسم الى مثواه الأخير بل غصت مقبرة العالية بوجود تاريخية وحكومية وسياسية وحتى فنية، وكان وزير الاتصال السابق عبد الرشيد بوكرزازة والعضو القيادي في حزب جبهة التحرير الوطني صالح قوجيل وعبد الرزاق بوحارة الأوائل الذين وصلوا الى المقبرة، قبل ان يكتشف الحضور وصول الوزير الأول احمد اويحيي، الذي فضل ان يستظل بظل شجرة يقيه من حر الشمس، وشوهد بعدها وصول اللواء المتقاعد ووزير الدفاع الأسبق خالد نزار رفقة اللواء محمد تواتي. وجاء لتوديع شريف بلقاسم الى مثواه الأخير وزير الدولة وزير الداخلية نور الدين يزيد زرهوني وكاتب الدول المكلف بالاتصال عز الدين ميهوبي، ووزير المجاهدين محمد الشريف عباس، ورؤساء حكومة سابقين منهم بلعيد عبد السلام ومقداد سيفي ومولود حمروش الذي كان برفقة اللواء المتعاقد عطايلية، إضافة الى الهادي لخذيري والشيخ بوعمران رئيس المجلس الإسلامي الأعلى، واللواء حسان بن معلم، وعلي يحي عبد النور الرئيس الشرفي للرابطة الوطنية لحقوق الإنسان، والسكريتير الاول الاسبق لحزب جبهة القوى الاشتراكية مصطفى بوهادف. ولاحظ الجميع غياب قيادات سياسية بارزة من بينها رئيس حركة مجتمع السلم ابو جرة سلطاني وكذا قيادات الحزب وحتى من حركة الدعوة والتغيير، إضافة الى ممثلي الافافاس والتجمع من اجل الثقافة والديمقراطية، وكذا الاتحاد العام للعمال الجزائريين، ولاحظ الجميع غياب من كان يشكل رفقة الراحل ما كان يعرف بمجموعة العشرة زائد واحد التي تشكلت عشية الانتخابات الرئاسية ل2004 من بينهم رئيس الحكومة الأسبق علي بن فليس ورئيس المجلس الشعبي الوطني كريم يونس، واللواء رشيد بن يلس واحمد طالب الابراهيمي ومرشح الرئاسيات الماضية محمد السعيد،. كما لوحظ غياب رئيس المجلس الشعبي الوطني عبد العزيز زياري.