الجزائر تودع رئيسها الأول في جنازة رسمية مهيبة ودعت الجزائر أمس أول رئيس لها المرحوم أحمد ين بلة إلى مثواه الأخير بمقبرة العالية في جنازة رسمية كبيرة حضرها كبار المسؤولين في الدولة يتقدمهم رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة والرئيس الأسبق الشاذلي بن جديد، و مسؤولي دول شقيقة وصديقة من المقام الأول وكذا ممثلي السلك الدبلوماسي المعتمد في الجزائر و شخصيات وطنية عديدة ومواطنين بسطاء يحبون الراحل. وري جثمان الرئيس الأسبق أحمد بن بلة أمس الثرى بمربع الشهداء بمقبرة العالية بحضور رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة وكبار المسؤولين في الدولة المدنيين منهم والعسكريين، والشخصيات الوطنية من مختلف المراحل والحقب ومن مختلف القطاعات والمستويات، وكذا بحضور مسؤولين كبار من الدول الشقيقة يتقدمهم الرئيس التونسي محمد منصف المرزوقي ورئيس الحكومة المغربية والوزير الأول الموريتاني. فقد خصصت الجزائر جنازة رسمية كبيرة لرئيسها الأول أحمد بن بلة الذي وافته المنية مساء الأربعاء الماضي عن 96 عاما، جنازة حضرت فيها كل المراسيم والبروتوكولات المتعارف عليها في مثل هذه المناسبات الأليمة، عرفانا بما قدمه الرجل للجزائر طيلة أكثر من 60 عاما. ففي حدود الساعة الثالثة بعد زوال أمس ووسط تهاطل كبير وغير منقطع للأمطار وصل جثمان أحمد بن بلة إلى مقبرة العالية على متن عربة عسكرية وهو ملفوف بالعالم الوطني وتحيط به أكاليل من الزهور، وقبل ذلك بحوالي نصف ساعة بدأت الوفود الرسمية الوطنية منها والأجنبية تصل تباعا إلى المقبرة التي نصبت بداخلها السلطات المكلفة بتنظيم مراسيم الجنازة خيما كبيرة لحماية المشيعين من الأمطار الغزيرة التي ظلت تتهاطل طيلة نهار أمس. وبعد أن حمل جثمان الرئيس الراحل على أكتاف فرقة عسكرية دخلت به المقبرة، قدمت له تشكيلات عسكرية على أنغام موسيقى الحرس الجمهوري التحية العسكرية، تحية لأول رئيس للجزائر المستقلة يودع إلى مثواه الأخير، ثم حمل النعش إلى مربع الدفن حيث أديت عليه صلاة الجنازة وتمت تلاوة الفاتحة على روحه قبل أن يفسح الأستاذ محمد الشيخ إطار بوزارة الشؤون الدينية والأوقاف المجال للكلمة التأبينية التي ألقاها على مسامع جميع المشيعين وزير المجاهدين محمد الشريف عباس، التي ذكر فيها بخصال ونضال الرئيس أحمد بن بلة عبر مسار طويل من الكفاح والنضال، وبعدها مباشرة بدأت مراسيم الدفن تحت طلقات بنادق فرقة عسكرية تحية لأول رئيس للبلاد، ووسط موسيقى جنائزية وتحت زغاريد نسوة وهتافات شباب وأطفال جاؤوا لتوديع رئيسهم.وعند وصول جثمان الراحل إلى مقبرة العالية تعالت أصوات العديد من المواطنين الكبار منهم والأطفال محيين الرئيس الراحل ومرددين كلمات "الله اكبر" متحملين البرد و الأمطار التي ظلت تتساقط عليهم من اجل المشاركة في توديع الرئيس الأسبق إلى مثواه الأخير، في الوقت الذي كانت فيه شخصيات وطنية عديدة وأعضاء في الحكومة وعمداء وضباط سابقين في الجيش الوطني الشعبي، ودبلوماسيين وملحقين عسكريين معتمدين في الجزائر تحت خيم كبيرة نصبت عند مدخل المقبرة، وقد ظل هؤلاء ينتظرون وصول الجثمان لأزيد من ساعتين، نجد منهم رئيس الحكومة الأسبق مولود حمروش، ومقداد سيفي، العميد المتقاعد محمد عطايلية، بلعيد عبد السلام وغيرهم من الشخصيات الوطنية ورؤساء أحزاب سياسية وممثلي منظمات وطنية وغيرهم. وبما أن الأمر يتعلق بأول رئيس للجزائر المستثقلة وأحد رموز الكفاح ضد الاستعمار في المغرب العربي فقد فضلت شخصيات رسمية سياسية كبيرة من دول المغرب العربي حضور جنازة الرجل، على رأسهم الرئيس التونسي المؤقت محمد منصف المرزوقي الذي حل بالجزائر صبيحة أمس رفقة وفد عالي المستوى يضم أيضا الوزير الأول حمادي الجبالي، ورئيس المجلس التأسيسي مصطفى بن جعفر، كما فضل رئيس حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي الحضور شخصيا لتوديع أحمد بن بلة. كما حضر الجنازة أيضا الوزير الأول المغربي عبد الإله بن كيران ممثلا للملك محمد السادس، والوزير الأول الموريتاني، فضلا عن كل السفراء المعتمدين في الجزائر تقريبا وممثلي البعثات الدبلوماسية خاصة العربية والإفريقية منها التي تعرف جيدا تاريخ وكفاح الرئيس الراحل. وأبى مواطنون بسطاء أيضا مشاركة الجزائر آلامها في فقدان رئيسها الأول، منهم لأول مرة في الجنائز نساء كبيرات في السن ممن تتذكرن الرئيس عندما قاد البلاد بعد الاستقلال مباشرة، حيث فضلن تحمل البرد والأمطار لتوديع بن بلة إلى مثواه الأخير، ولم يفشل احد الشيوخ يبدو انه من محبي الرئيس الراحل في محاولاته المتكررة لاختراق الطوق الأمني وبيده راية وطنية من اجل دخول المقبرة عند اقتراب وصول جثمان الفقيد، فقد ظل يقاوم مرارا وتكرارا رفض أعوان الأمن السماح له بدخول المقبرة إلى أن جاء احد المسؤولين وأخذه إلى الداخل. وبعد دخول الجثمان سمح عناصر الأمن الرئاسي المكلفين بتنظيم الجنازة للمواطنين والضيوف الذين ظلوا لأكثر من ساعتين عند باب المقبرة بالدخول ما خلق فوضى كبيرة عند البوابة، عندما هب العشرات من المواطنين للدخول وشاركوا في المراحل النهائية لجنازة رئيسهم. وكان جثمان الرئيس أحمد بن بلة قد نقل على متن عربة عسكرية من قصر الشعب عبر مسلك يبدأ على طول شارع ديدوش مراد قبل أن يأخذ الموكب الطريق السريع المؤدي إلى مقبرة العالية، وكان موكب رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة وموكب العديد من الشخصيات يتبع الموكب الجنائزي إلى غاية العالية. محمد عدنان مواطنون وبسطاء يتدفقون على قصر الشعب لتوديع بن بلة "عاش ومات كبيرا في صبره و تعالى على مشاعر الحقد و الإنتقام " توافد على قصر الشعب منذ صبيحة الخميس، مئات المواطنين ورفقاء درب الرئيس الراحل أحمد بن بلة في الكفاح، ومسؤولين في الدولة، ومجاهدين، من أجل إلقاء النظرة الأخيرة على جثمان أول رئيس للجمهورية الجزائرية المستقلة أحمد بن بلة. وتواصلت مراسيم الترحم على روح الفقيد إلى غاية صبيحة الجمعة، حيث استقبل قصر الشعب المسؤولين الأجانب وضيوف الجزائر الذين أبوا مشاركة الجزائريين أحزانهم في فقدان رئيسهم الأول. قبل تشييع جثمان الفقيد في مربع الشهداء بمقبرة العالية. تواصلت طيلة صباح أمس، مراسيم الترحم على جثمان الرئيس الراحل أحمد بن بلة، والتي كانت قد بدأت يوم الخميس، بقصر الشعب، وعرفت القاعة التي خصصت للعزاء، توافد المسؤولين الأجانب، الذين حضروا لتشييع جنازة الرئيس الراحل احمد بن بلة الذي وافته المنية يوم الأربعاء، وكان من بين المعزين، الرئيس التونسي المنصف المرزوقي، ورئيس الحكومة التونسي حمادي الجبالي، كما حضر المراسيم زعيم حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي، ووفد رسمي مغربي بقيادة رئيس الحكومة عبد الله بن كيران، إلى جانب عدد من المسؤولين الأجانب لتمثيل دولهم في مراسيم التشييع. ولم تمنع الأمطار الغزيرة والتدابير الأمنية والإجراءات البروتوكولية، مئات المواطنين ورفقاء الرئيس الراحل ومجاهدين من التواجد بقصر الشعب، لأداء واجب العزاء لعائلة الرئيس الراحل ، وتوافد مواطنون ومواطنات من مختلف الأعمار ومجاهدون وممثلو أحزاب وتنظيمات شعبية ونقابية ومسؤولون في الدولة لإلقاء النظرة الأخيرة على جثمان أول رئيس للجمهورية الجزائرية المستقلة وقراءة الفاتحة على روح الفقيد. وبعد صلاة الجمعة، تم نقل جثمان الرئيس الراحل من قصر الشعب إلى مقبرة العالية، في نعشه الذي وضع على عربة تجرها آلية عسكرية، عبر شوارع ديدوش مراد، والبريد المركزي، تتبعه السيارات الرسمية، تتقدمها سيارة رئيس الجمهورية والسيارات التي كانت تقل المسؤولين الأجانب، وقد اصطف العشرات من المواطنين عبر المسلك الذي عبره الموكب الجنائزي لإلقاء التحية الأخيرة لجثمان رئيسهم الأول. الرئيس بوتفليقة رافق بن بلة إلى مثواه الأخير وكان الرئيس بوتفليقة على رأس المشيعين، وقبل أن ينتقل مع الموكل الجنائزي إلى المقبرة، كان قد رافق قبل ذلك، جثمان الفقيد من منزله إلى قصر الشعب صبيحة الخميس، وهو مسجى بالعلم الوطني، ورافقه رئيس الجمهورية، ووضع الجثمان وسط بهو قصر الشعب، حيث تعالى صوت القرآن بمكبر الصوت، بينما تكفل الحرس الرئاسي بتنظيم دخول وخروج أفراد الشعب المعزين. وسجل توافد كبير لوزراء ومسؤولين في الدولة وشخصيات سياسية وتاريخية، إضافة إلى مجاهدين ورفقاء درب الرئيس الراحل، وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد، الذين وقفوا لإلقاء النظرة الأخيرة على جثمان أحمد بن بلة. وطاقم حكومة احمد اويحيى، كما سجل حضور رؤساء التشكيلات السياسية، وهم أبو جرة سلطاني رئيس حركة حمس، ولويزة حنون الأمينة العامة لحزب العمال، وجمال بن عبد السلام رئيس جبهة الجزائرالجديدة. ورئيس حركة النهضة فاتح ربيعي. المواطنون يلقون النظرة الأخيرة على رئيسهم الأول وسمح للمواطنين بإلقاء النظرة الأخيرة على الراحل أحمد بن بلة، في حدود الساعة الواحدة بعد مغادرة الرسميين، وتدفق عبر المدخل الرسمي لقصر الشعب، عشرات المواطنين، لتعزية عائلة الفقيد وإلقاء النظرة الأخيرة على جثمان المرحوم، وقال احد المواطنين من الذين أدوا واجب العزاء، أن "الجزائر فقدت احد رجالاتها المخلصين والذي كان عبرة للمهرولين للتسلط على الشعب فقد عاش الرئيس بن بلة رحمه الله عزيزا و سيبقى في قلوبنا عزيزا"، وقال مواطن آخر كان من بين المعزين "رحم الله الفقيد الرئيس السابق للدولة الجزائرية المستقلة أحمد بن بله رمز من رموز الثورة الجزائرية وأحد أبطالها والله خسارة كبيرة بفقدان هذا الرجل الشجاع والمناضل الذي كرس حياته في خدمة البلد إن لله وإن إليه راجعون" وكانت من بين المعزين سيدة في عقدها الخامس، والتي بدت جد متأثرة، وقالت أنها قدمت من ولاية مغنية لإلقاء النظرة الأخيرة على الرئيس الفقيد والذي كان احد أصدقاء والدها المتوفى، وقالت "رحمه الله في صبره و في كبريائه و في تعاليه على مشاعر الحقد و الإنتقام و تفانيه للوطن رغم كل المصاعب و المصائب". وكان من بين المعزين احد المناضلين السابقين في الحركة من أجل الديمقراطية الذي أسسه الرئيس الراحل في المنفى، منتصف الثمانينات، الذي اعتبر بان الرئيس السابق "لم ينل حقيقة المكانة التي يستحقها بالنظر لكل ما قدمه للوطن" وأضاف "من غير المنطقي أن يعرف أجانب عن بن بلة أكثر مما يعرفه عنه شباب الجيل الحالي"، وقال بان "الراحل حمل معه فصلا من فصول التاريخ الجزائري والذي لا يعرفه الكثير من الجزائريين". وقد أقيمت ليلة الخميس بقصر الشعب، أمسية تأبينية ترحما على روح الفقيد أحمد بن بلة أول رئيس للجزائر المستقلة. وساد هذه الأمسية التأبينية التي حضرتها عائلة و أقارب الفقيد جو من الخشوع تخلله تلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم ترحما على روحه الطاهرة وذلك من طرف عدد من الأئمة. أنيس نواري خادمة بن بلة أثناء إقامته الجبرية بالمسيلة تكشف للنصر كنت آكل مما يأكلون وظل يكرمني بعد مغادرته للإقامة الجبرية أسكن في بيته سيدة مجنونة وزوجته منحتني أساورها عندما توجهنا مساء أمس إلى فيلا بن بلة التي قضى فيها سنتين من الإقامة الجبرية ما بين سنتي 1980 و1982 بالمسيلة لالتقاط صور لإحدى الأماكن التي تشهد على مرور أول رئيس للدولة الجزائرية بعد الاستقلال، علمنا أن هناك سيدة خدمت هذا الرجل طيلة فترة إقامته حيث سارعنا إلى البحث عنها وزيارتها في بيتها بحي طريق البرج لننقل شهادتها عنه. النصر التقت السيدة قريشي خديجة البالغة من العمر 67 سنة في بيتها المتواضع وكم كانت فرحتها كبيرة رفقة أفراد العائلة وهي تستقبلنا أمام باب منزلها بعد أن كنا أخبرناها بمجيئنا هاتفيا عن طريق أحد شباب الحي، وقد وجدناها بصدد متابعة أطوار تشييع جنازة الفقيد عبر التلفاز . السيدة خديجة عادت بنا إلى الوراء وتحديدا 15 يوما قبل قدوم الرئيس الراحل إلى المسيلة للإقامة حيث كان وقتها اختار المجيء إلى مسقط رأس عقيلته فاطمة سلامي التي سبقته إلى الدار الآخرة قبل سنوات قليلة حينها استقبلني والي الولاية وقال لي بأنه عليك تحضير فيلا كابوية استعدادا لاستقبال وزير في الحكومة الجزائرية في البداية رفضت بشدة لأنني كنت أرفض العمل في بيت تقطنه امرأة على خلفية ما حصل لي قبل ذلك مع زوجة رئيس الدائرة آنذاك وبعد أن تلقيت تطمينات من الوالي على اعتبار أنني كنت موظفة في الولاية ، وفعلا فقد قمت رفقة عاملتين بتنظيف البيت وتجهيزه إلا أنه والحمد لله بعد فترة قصيرة من خدمة الرئيس الراحل وزوجته فاطمة الزهراء وحتى والدتها الأجنبية لم أجد إلا كل الخير والاحترام، وفضلا على ذلك كانوا يمنحونني أنا وأبنائي من مؤونة البيت الخضر و الفواكه واللحوم . أتذكر أنه وقتها كنا أربعة نسوة في خدمة الرئيس وعائلته تم طردهن جميعا وبقيت أنا لوحدي إلى غاية انتهاء فترة الإقامة وأذكر جيدا أن أول ما قام به رفقة زوجته التوجه إلى مدينة باتنة أين زار قبر الشهيد بن بولعيد وعاد إلى المسيلة لتوديع أقارب زوجته حيث أقمت مأدبة غداء في بيتي بحي الجعافرة وكان بن بلة تضيف السيدة خديجة يحب تناول كسرة المطلوع والشربة من يدي كما كان يشتهي الشخشوخة والكسكسى . علي الابن الثالث للرئيس الراحل سمته امرأة مجنونة تدعى فطيمة وتعود بنا خادمة الرئيس الراحل إلى الوراء وتحديدا عند ولادة الابن الثالث الذي ولد في مغنية وجيء به في اليوم الموالي إلى المسيلة حيث تقول محدثتنا أنه في تلك الفترة كانت هناك سيدة مريضة تدعى فطيمة هذه الأخيرة كانت من أنصار بن بلة حيث عندما تمر من الفيلا تصرخ بأعلى صوتها ..يحيى بن بلة ...يحيى بن بلة ولذلك كان يوصي زوجته بأن تقوم برعايتها وأذكر أنه في أحد الأيام قال لزوجته اذهبي أنت وخديجة إلى السوق واشتروا لها لباسا جديدا، ثم قمنا بتنظيفها في الحمام الشخصي للرئيس كما أمر بذلك لتقيم بعدها في الفيلا ولهذا عندما تبنى الابن الثالث أطلق عليه اسم علي كما أرادت فطيمة . وواصلت السيدة خديجة قريشي شهادتها الحية عن الرئيس بالقول أنه منحها الحرية المطلقة في رعاية ابنتاه بالتبني مهدية ونورة لمدة سنتين كما أن كرم الرئيس بن بلة لم يتوقف عند هذا الحد وتعداه إلى تخصيص منحة شهرية لي تتراوح مابين 4000 و5000 فرنك فرنسي بعدما غادر الولاية ولمدة سنتين كاملتين بينما قامت زوجته يوم رحيلهما بنزع أساورها من يدها ومنحتني إياهما بكل حب وقالت لي هذه هدية حتى تتذكريننا وفعلا لازلت إلى اليوم أذكرهما بكل خير، و إلى غاية سنوات التسعينات أين التقينا صدفة في مطار تونس وقتها كنت رفقة ابنتي وزوجها عائدين من تونس وفجأة لمحته ابنتي رفقة زوجته وكم كانت فرحته كبيرة رحمه الله لرؤيتنا حيث لم يتوقف كرمه عند هذا الحال ومنحني 2800 دينار تونسي كنت حقا بحاجة إليها في تلك الفترة وكأنه كان يعرف إننا لم نجد حتى ما نصرفه للغداء، وقد كانت تلك آخر مرة التقيهما فيها إلى أن رحلا عن الدنيا رحمهما الله تختم حديثها وعينها معلقة بالتلفزيون تراقب جنازة فقيد الجزائر. فارس قريشي أشادت بنضاله الثوري و إسهاماته في بناء الدولة أحزاب و شخصيات وطنية تعتبر رحيل بن بلة خسارة للعرب و إفريقيا و العلم الثالث عبرت عدة تشكيلات سياسية و شخصيات وطنية عن تأثرها العميق لوفاة أول رئيس للجزائر المستقلة ورئيس لجنة العقلاء للإتحاد الافريقي و تقاطعت مواقفها في الإشادة بإسهامات الراحل في النضال والكفاح من أجل تحرير البلاد ثم بناء الدولة. كما أجمعت على أن رحيل بن بلة لا يعد خسارة للجزائر فقط و إنما خسارة للعالم لعربي و إفريقيا و العالم الثالث. واعتبر رئيس حركة مجتمع السلم أبو جرة سلطاني أن الفقيد قمة عالية في الجزائر كونه أول من جلس على كرسي الدولة الجزائرية بعد أزيد من قرن وربع من الاستعمار، فترك بذلك ''بصمته في قلوب الجزائريين وعاش متسامحا مع الجميع''. وقالت الأمينة العامة لحزب العمال إن الفقيد ''لا يعد جزءا من تاريخ الجزائر فحسب، باعتباره أول رئيس لها، بل يتعدى نضاله النطاق الوطني إلى القارة الإفريقية وأمريكا اللاتينية والبشرية جمعاء''. جبهة العدالة و التنمية ذكرت في برقية تعزية أن الفقيد بن بلة لم يكن للجزائر وحدها، و إنما كان للعالم العربي و العالم الثالث كله. و أشادت بجهاده في سبيل تحرير الجزائر من الهيمنة الاستعمارية و مؤامراتها، مبرزة تجربته الطويلة في النضال السياسي المرتكز عل القيم الوطنية و الوفاء لتضحيات الشهداء. واعتبر الحزب الوطني للتضامن والتنمية في برقية تعزية، أن الفقيد يبقى في ذاكرة الشعب الجزائري باعتباره رمزا للثورة التحريرية ، مشيدا بالدور السياسي الذي لعبه إبان الثورة التحريرية.. كما تقدم من جهته حزب حركة الوفاق الوطني بتعازيه إلى الشعب الجزائري و عبرت جبهة المستقبل و كذا حزب جيل جديد عن تعازيهما لأسرة الفقيد و الأسرة الثورية و الشعب الجزائري. واعتبر حزب النور الجزائري رحيل بن بلة خسارة لا تعوض. و بالنسبة لرئيس مجلس الأمة، فإن الجزائر فقدت شخصية وطنية نادرة من طراز الزعماء الكبار الذين ساهموا في بناء الدولة الوطنية و العالم العربي و العالم بحضوره المؤثر، ما أهله لموقع الحكماء و العقلاء الذين كما قال بن صالح تتفتح الآذان و القلوب لآرائهم و نصحهم. و في حديثه عن تضحيات الرئيس الأول للجزائر، قال بن صالح في برقية تعزية إلى عائلة الفقيد، أن بن بلة كان ضمن طلائع الوطنين الذين مهدوا للكفاح المسلح و انخرطوا في قيادة الثورة التحريرية بشجاعة و إقدام حيث كان إلى جانب رفاقه القادة التاريخيين فاعلا في توجيه العمل المسلح. و أكد رئيس المجلس الشعبي الوطني عبد العزيز زياري أن الجزائر فقدت برحيل أحمد بن بلة "مناضلا ومجاهدا من الرعيل لأول ومن الرموز الذين ساهموا في تحرير الجزائر من ربقة الاستعمار". و أضاف أن "تاريخ الجزائر المعاصر حفظ بصمات الراحل سواء خلال فترة الكفاح المسلح أو خلال مرحلة بناء الجزائر المستقلة بدء من اخلاصه لفكرة الجزائر المستقلة". وقد عاش الفقيد حياته -يقول زياري- "مؤمنا بضرورة تقديم مصلحة الجزائر على سائر الاعتبارات و رغم تقدمه في السن فقد ظل حريصا على المشاركة في بناء دولة تعيش في كنف الحرية و الديمقراطية متحررة من التبعية لأي قوة مهما كانت" و في برقية تعزية بعث بها إلى عائلة الفقيد، قال رئيس المجلس الدستوري الطيب بلعيزأنه بوفاة الرئيس الأسبق تفقد الجزائر مناضلا و رمزا وطنيا لامعا. و أضاف منوها بمناقب الفقيد، أن بن بلة مثلما عاش و مات صادقا مخلصا لوطنه، كان أيضا مناصرا للقضايا العادلة في العالم العربي، ما يؤكد نبل شخصيته و سمو أخلاقه و إنسانيته. من جهته اعتبر الوزير الأول أحمد أويحيى أن رحيل الرئيس الأسبق أحمد بن بلة خسارة كبرى للجزائر خاصة، وللعالم العربي و الأفريقي عامة وأن بوفاته تفقد الجزائر قلعة من أكبر قلاعها و رجلا من أعظم رجال النضال في سبيل حرية الجزائر . محمد.م في كلمة تأبينية بالعالية وزير المجاهدين يحيي الرجل الحكيم حامل رسالة الحرية أكد وزير المجاهدين السيد محمد الشريف عباس في كلمة تأبينية خلال تشييع جنازة الرئيس الأسبق أحمد بن بلة بأن الفقيد يعتبر رجلا كبيرا وهامة شامخة من أبناء الجزائر الذين أحبوا هذا الوطن وضحوا من أجله غير آبهين بالصعاب والمطبات التي تعترضهم. كما عدد وزير المجاهدين خصال الرئيس الراحل ونضاله الدؤوب من أجل انتزاع الاستقلال بدءا من انضمامه إلى الحركة الوطنية وهو في مقتبل العمر وصولا إلى مشاركته في تفجير ثورة أول نوفمبر التي توجت بالنصر وحصول الجزائر على استقلالها وقال السيد محمد الشريف عباس أن الفقيد كان أول من قاد البلاد بعد الاستقلال و"ساهم في وضع اللبنات الأولى للدولة الجزائرية التي كانت ساكنة في قلبه" معتبرا رحيله خسارة للجزائر وللأمة العربية والاسلامية ولكل الشعوب التواقة للحرية والانعتاق. وأوضح أن التاريخ لن ينسى المواقف المشرفة للرئيس الراحل فيما يتعلق خاصة بوقوفه إلى جانب سياسة الوئام والمصالحة وكذا اسهامه في الحفاظ على العدالة والمساواة وذكر وزير المجاهدين في كلمته التأبينية بأن الأجيال اللاحقة ستبقى تذكر الرئيس الراحل وسيبقى قدوة لها ورمزا في مسيرتها المستقبلة. مضيفا بأن هذا الراجل العظيم قد وهب نفسه للجزائر وظل مناضلا من أجل حريتها واستقلالها ثم رافقها في تطورها وازدهارها عاش قائلا " لقد شاء القدر أن يغادرنا الرئيس بن بلة والجزائر تتأهب للاحتفال بالذكرى ال 50 لاستقلالها" هذا الاستقلال الذي – كما قال- " شارك الراحل بن بلة في استعادته ولذلك سيبقى الراحل المناضل الرمز والقائد المحنك". وأضاف أن الراحل "كان يتميز ببعد النظر والعقل الحكيم ويحمل رسالة الحرية والسلم وحب الوطن والتضحية من أجل الكرامة والعزة، نم قرير العين أيها الرجل العظيم إلى جوار رفقائك ممن سبقوك فالجزائر بخير وستبقى كذلك بفضل رجالها الأوفياء وأبنائها المخلصين" يضيف السيد عباس في تأبينيته. جنازة بن بلة تجمع المغاربة حضور الرئيس التونسي محمد منصف المرزوقي والرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز إضافة إلى الوزير الأول الموريتاني مولاي ولد محمد الأغدس ورئيس الحكومة المغربية عبد الاله بن كيران و مستشار الملك محمد السادس طيب فاسي فهري والوزير الأول السابق المغربي عبد الرحمان يوسفي. و حضر الجنازة أيضا رئيس حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي. و رغم أن المناسبة كانت أليمة و حزينة إلا أنها جمعت قادة و مسؤولين مغاربيين قلما كانوا يتفقون على اللقاء، و كأنما استطاع حكيم عقلاء إفريقيا حتى بعد أن غيبه الموت أن يمد خطوة أخرى في لم شمل مسؤولي الاتحاد المغاربي الذين كثيرا ما فرقتهم السياسة و تجاذباتها. الرئيس التونسي حضر مراسم تشييع جنازة الرئيس الأسبق أحمد بن بلة، مرفوقا بالوزير الأول حمادي جبالي و رئيس الجمعية التأسيسية مصطفى بن جعفر و وزير الخارجية رفيق عبد السلام. و كان المرزوقي قد ذكر في وقت سابق، أن بن بلة يعتبر من أبرز قادة حركة التحرير الوطني ضد المستعمر الفرنسي، و من رموز النضال في القارة الافريقية والقارة الاسيوية. كما أكد الرئيس التونسي أن الفقيد يعتبر أيضا من الشخصيات العربية والإفريقية التي تحظى باحترام وتقدير كبيرين وهذا ما سمح له أن يتقلد رئاسة مجموعة حكماء إفريقيا للوقاية من النزاعات. مراسيم الجنازة الوطنية حضرها أيضا رئيس الحكومة المغربية عبد الإله بن كيران و كان بن كيران الذي جاء ممثلا للعاهل المغربي الملك محمد السادس مرفوقا بالوزير الأول السابق عبد الرحمان يوسفي الذي كان صديقا للمرحوم و مستشار الملك محمد السادس طيب فاسي فهري، قد قال في تصريح للصحافة أن أحمد بن بلة كان أحد الرموز و الشخصيات البارزة في المغرب العربي. قبل أن يضيف "اننا نشعر و كأننا فقدنا أحد قادتنا. فنحن لم نأت لتقديم تعازينا فحسب بل لتقاسم آلام الشعب الجزائري". كما كان الوزير الأول الموريتاني السيد مولاي ولد محمد الاغدس بين الذين شاركوا في تشييع جثمان المرحوم بن بلة الى مثواه الأخير بمربع الشهداء بمقبرة العالية وأبرز الوزير الأول الموريتاني أن وفاة بن بلة تعتبر خسارة للجزائر و للعالمين العربي و الاسلامي بالنظر كما قال إلى دوره التاريخي في الحركات التحررية وفي وحدة المغرب العربي والعالم العربي. الرئيس الصحراوي الذي كان بين المشيعيين في الموكب الجنائزي المهيب، كان قد صرح أن بن بلة يعتبر أحد ابطال الجزائر و رموز كفاحها وقادتها البارزين، و بأنه "ساهم بجهده النضالي في تحرير الكثير من الشعوب كما كان الشأن بالنسبة لتحرير الشعب الجزائري من الاستعمار الفرنسي". يذكر،أن مراسيم الجنازة حضرها أيضا ممثل رئيس اللجنة الافريقية مفتاح مصباح أزوان وكذا الامين العام المساعد للجامعة العربية محمد صبيح فضلا عن ممثلي السلك الدبلوماسي المعتمد بالجزائر. ونجل أمير دولة قطر جوعان بن خليفة آل ثاني.