يقول أحد المصلحين أن الكذب خبث يسقي كل شر كما يسقي الماء جذور الأشجار والبعض من الناس يسترسلون في الكذب ويعتبرونه ذكاء، ويعتقدون أنه من مستلزمات الحياة العصرية. لا يسمح هذا الحيز بالحديث عن الموضوع بالتفصيل، ولكن من المفيد تقديم المعلومات والحقائق التالية: 1 يؤكد علماء النفس أن الكذاب يتميز بشخصية مصطنعة بعيدة عن الحقيقة محب للباطل كاره للحق، والكذب ينتقل من النفس إلى اللسان فيفسده ثم ينتقل إلى الجوارح فيفسد عليها أعمالها فيؤكد الكذب أقوال الإنسان وأحواله وأعماله فسيحكم فيه الفساد في القول والفعل وصدق أحد الشعراء بقوله: والنفس كالطفل إن تهمه شب على حب الرضاع وإن تفطمه ينفطم 2 حذّر الصحابة من عواقب الكذب، حيث قال الإمام علي كرم اللّه وجهه »أعظم الخطايا عند اللّه اللسان الكذوب« وقال عمر بن عبد العزيز : »ما كذبت منذ علمت أن الكذب يضر بصاحبة«، وقال أحد الحكماء »لا يتوقف الصراع في القلب بين الصدق والكذب حتى ينتصر أحدهما على الآخر« وقال الإمام الشافعي: »ما حلفت باللّه صادقا أم كاذبا«. 3 يوصي الفقهاء بالفكاهة والمرح والضحك صدقا مع عدم الإكثار وكان النبي صلى اللّه عليه وسلم يمزح ،لا يقول إلا حقا أما المزاح بالكذب لا يجوز بنص الحديث الشريف »ويل للذي يحدث فيكذب ليضحك به القوم، ويل ثم ويل له« وللتحذير من عواقب الكذب قال أحد الشعراء: أدبت نفس فما وجدت لها من بعد تقوى اللّه من أدب في كل حالاتها وإن قصرت صمتها أفضل من الكذب غيبة الناس إن غبتم حرمها ذو الجلال في الكتب إن كان من فضة كلامك يا نفس فالسكوت من ذهب 4 إن الكذب يفسد علينا تصور الأمور على حقيقتها، فآفة الكذاب أنه يصور المعدوم موجودا أو الموجود معدوما والحق باطلا والباطل حقا، والخير شرا والشر خيرا. 5 هاجم أحد الشعراء آفة الكذب بقوله: لي حيلة في كل الأمور وليس في الكذاب حيلة من كلن يخلق ما يقول فحيلتي فيه قليلة ويؤكد خطورة الكذب شاعر آخر بقوله: لا يكذب المرء إلا من مهانة أو فعلة سوء أو قلة أدب جيفة الكلب خير رائحة من كذب المرء في جد أو لهو.