تؤكد الدراسات النفسية أن الذين ينهارون نفسيا يكونون من الذين لا يتقبلون تعرض الإنسان لبعض المشاكل من حين لآخر، إضافة إلى الذين يكرهون أنفسهم على الحرمان من الاستمتاع بالحياة والحكمة تقول بأن خير الأمور أوسطها. لا يسمح هذا الحيز بالحديث عن أسباب الإحباط في التعامل مع الحياة بالتعامل مع الحياة بالتفصيل، ولكن من المفيد تقديم الحقائق التالية: 1 يتعرض الإنسان الضعيف الشخصية لمشاكل حقيقية أو وهمية، فاذا ما حاول شخص آخر أن يساعده ينظر إليه بعدوانية ويتهمه بعدم تفهم معاناته، ولا يرتاح هذا الانسان إلا بتصدير كآبته إلى الأخرين وكأنه يريد زيادة عدد التعساء في العالم. ويؤكد علماء النفس أن التمادي في الرثاء يوقع صاحبه في العبوس وشرود الذهن وعدم الرضا بالوضع فيخسر نفسه وينصرف عنه الناس. 2 يردد الإنسان الضعيف الشخصية أن زملاءه قد سبقوه إلى درجات أعلى في الحياة ويستسلم للركود ولا يدري أنه يمكن زيادة كفاءته في الحياة بالحصول على دورات تعليمية متخصصة أو شهادات جامعية أعلى أو اكتساب مهارات جديدة، ولا يدري أن الحل يكن في زيادة الثقة في النفس لإيجاد الفرص الحقيقية للنجاح ويقول أحد المفكرين: الذين يستطيعون تحقيق النجاح هم الذين يعتقدون أنهم يستطيعون. 3 بعض الناس يحمّلون أنفسهم فوق ما تطيق يفكرون ليل نهار في مشاكلهم ولا يشعرون بالرضا عن أنفسهم مهما أنجزوا ولا يمنحون أنفسهم حق الراحة والاسترخاء من حين لآخر، لأن الاستسلام للراحة يزيد من طاقتهم ويمنحهم المزيد من الطاقة لمواصلة الحياة بصورة أكثر هدوءا وفرص أكبر للنجاح، وفي هذا الموضوع يقول الفيلسوف فولتير »أدعوكم إلى التسلية واللهو أحيانا فبدونهما يصبح الوجود ثقيلا«. 4 ينشغل بعض الناس في البحث عن الأمان، ولكن هذا الإحساس يخالف الواقع الذي يفترض وجود المخاطر من حين لآخر، فالحياة لن تخلو من المتاعب، وعند التعرض لبعض المشاكل يجب أن نقع فريسة لليأس فهو مناقض للإيمان باللّه، ويجب أن نعتقد أن هذا الإحساس هو مجرد حالة ظرفية. 5 يؤكد علماء النفس، أن الناس عادة لا يحبون الشخص الذي يكون مختلفا عنهم، فهم يشعرون بالانزعاج من الشخص المتميز، فالاشخاص الذين دون مستواه يحاربونه ما لم يكن مثلهم، أما الأشخاص الذين فوق مستواه فإنهم يتقبلن تميزه. 6 لا يعرف معظم الناس أن العيش في حدود اليوم يتفق مع الحديث الشريف:» من أصبح منكم معافى في جسده وعنده قوت يومه فكأنما خيرت له الدنيا«. والعيش في حدود اليوم لا يعني تجاهل المستقبل أو ترك الأعداء له، ولكن يعني عدم الاستغراق في الهموم، وبالتالي فإن الأشخاص الساعين إلى النجاح يتنافسون مع قدراتهم الخاصة أما الأشخاص الساعون نحو الفشل فهم يتنافسون مع الآخرين. ------------------------------------------------------------------------