عندما طالب مستخدمو الوظيف العمومي، وبالأخص موظفو قطاع التربية، وبأخص الأخص المعلمون والأساتذة بتحسين أجورهم كغيرهم من موظفي القطاعات الأخرى.. ثارت ثائرة مسؤولي الوصاية وكأن المطلب لم يكن قانونيا أو مشروعا، رغم أن المطلب تبنّته مختلف التنظيمات النقابية التي لجأت أكثر من مرة الى شن اضرابات كآخر وسيلة للتعبير وايصال المطلب الى الجهات المعنية،، وبقي المطلب بين أخذ ورد.. وكان التلاميذ الأبرياء هم الضحايا أولا وأخيرا بسبب التعنت تارة، وحوار الطرشان تارة أخرى.. وبعد تماطل طويل والضجة الكبيرة والجعجعة التي لم تنتج طحينا، استجابت الوزارة الوصية للمطلب، الذي كاد أن يدول (كما دولت قضية فريق القبة) وإن كانت الاستجابة لم تكن كافية، حيث بقيت الاحتجاجات متواصلة. لكن عندما طالب نواب الشعب بالزيادة في أجورهم (الضعيفة جدا !) كانت الاستجابة سريعة جدا وفي هدوء تام، حتى لانقول في سرية تامة، عملا بالمقولة المأثورة (المؤمن يبدأ بنفسه) نقول هذا ليس غيرة أوحسدا، لأن أول حكمة قرأناها وحفظناها عن ظهر قلب ونحن صغار هي (الحسود لايسود) وانما سقنا هذا الكلام إحقاقا للحق، وإنصافا للذين يجدّون ويجتهدون ولايتغيبون، وفي آخر الشهر لايجدون ما ينفقون أو يدخرون لليوم الأسود..! وإذا كان المواطنون الناخبون قد تنازلوا عن إرادتهم لنوابهم في المجلس الشعبي الوطني ليعبروا ويتبنوا انشغالاتهم و »يتكلموا« مكانهم و »يسافروا« مكانهم... فلم يبق لهم الا أن يتنازلوا لهم عن رواتبهم »الضخمة« و »يأكلوا« مكانهم.. فيريحوا ويستريحوا وكفاهم شر المطالبة التي لاتستجاب. أخيرا سمعنا أن النواب »المساكين« ينوون التبرع ب 50 ألف دينار لمنكوبي فيضانات غرداية تضامنا معهم في محنتهم فنقول لهم تقبل الله صدقتكم الجارية.. لكنها غير كافية مقارنة مع أجورهم المضعّفة والمضخّمة الى درجة الافلاس.. وافلات عقول كثير من الناس..!؟ لكن كما تقول الحكمة (بتصرف طبعا) »نواب قوم عند قوم مصائب !« ------------------------------------------------------------------------