تشهد أسواق وهران إقبالا كبيرا على شراء لوازم العيد، خاصة عبر مختلف نقاط البيع الفوضوية التى تنتشر بشكل ملحوظ في أغلب وسط الأحياء الشعبية، في ظل الغياب الشبه تام لفرق الرقابة من مصالح الأمن ومديرية التجارة والبلديات، كما عاينت «الشعب» ذلك، خلال جولة ببعض الأحياء. و كشفت الزيارة الميدانية التي قامت بها اليومية إلى عدد من نقاط بيع أدوات الذبح عبر إقليم الولاية، انتشار غير مسبوق للتجار الموسميين، حولوا الشوارع والساحات العمومية إلى تجمعات فوضوية، تنتهي غالبا بشجارات تستعمل فيها حتى الأسلحة البيضاء والتي تتوفر بمختلف أنواعها وبدون ترخيص. حول عشرات الشباب والمراهقين الأرصفة وحواف الطرق إلى نقاط لبيع مختلف مستلزمات عيد الأضحى، من قبيل «الجمر» المستعمل في الشواء والمواقد الفخارية أو الحديدية، وكل ما يتعلق بالذبح والسلخ والنفخ من سكاكين ومواد حادة مختلفة الأحجام.. وإلى جوار هذه المهن الصغيرة والمناسباتية تنشط خدمات أخرى يراها المواطن ضرورة خلال هذه الأيام المباركة، مثل شحذ السكاكين وبيع علف الأغنام، رغم أن الخروف يقضي أياما قليلة في البيت، أحيانا لا تتعدى يوم واحد. الأمر الذي أثار انتباهنا للوهلة الأولى، الانتشار الواسع للأطفال الصغار، وخاصة منهم المتمدرسين، حيث يقضي أغلبهم يومياتهم بحثا بأصواتهم القوية عن الزبائن، وينحصر نشاطهم خاصة في بيع أكياس التبن ولوازم الشواء، على اعتبار أنها منخفضة الأثمان ومتواجدة على مستوى السوق المحلية. و عبّر الكثير من السكان المجاورين وحتى الزبائن عن خطورة الوضع، محذرين من العواقب المحتملة، نتيجة توسع تجارة الأسلحة البيضاء الكبيرة والحادة بمختلف أحجامها وأنواعها، وفي مقدمتها السواطير وآلات حادة خطيرة، داعين إلى ضرورة تخصيص فضاءات منظمة بعيدة عن الشوارع الرئيسة والأطفال الصغار. وحسب ما أوضحه لنا معظم الباعة الذين زرناهم خلال جولتنا عبر مختلف شوارع وهران، فإن هذه الأنشطة الموسمية تعود عليهم بالأرباح، ولو مؤقتا، كما قال بعضهم أنها الملجأ الوحيد لعدد كبير من البطالين، موضحين بأنهم يعتمدون في التمويل على تجار الجملة. وعن الأسعار فهي تتراوح مابين ما بين 450 إلى 1800 دج للسكين الواحد، مقابل 900 إلى 2000 دج للساطور متوسط الحجم، وما بين 200 و400 دج للسفافيد في حين يقدر سعر آلات الشواء ب500 دج، تناهز آلة المستعملة في نفخ الأضاحي ب150 دج، بعدما تحولت إلى ضرورة محتلة عادة نفخ الأضحية بواسطة الفم، المتوارثة أبا عن جد. وفي الوقت الذي يجد بعض المواطنين ضالتهم في التجارة الفوضوية نظرا لانخفاض أسعارها، يعاني البعض منهم من الفوضى التي يخلفها أصحاب الطاولات كل مساء، أمام منازلهم ومحلاتهم التجارية، والتي يدخل أصحابها في شجارات يومية و ملاسنات حادة تتحول في العديد من المرات إلى شجارات عنيفة، بسبب الإزعاج والفوضى وانتشار الأوساخ والروائح الكريهة ، ناهيك عن عرقلة حركة المرور والتهديدات اليومية. وهران: براهمية مسعودة