أفادت مصادر من العاصمة الليبية طرابلس أن الاستعدادات جارية لمسيرة مليونية حاسمة في المدينة، وذلك بعد مواجهات اندلعت فيها مساء أمس الاول وفجر أمس بين قوات أمن ومرتزقة من جهة ومتظاهرين من جهة أخرى يطالبون بإسقاط نظام العقيد معمر القذافي. وقتل فيها أكثر من ستين شخصا وأصيب العشرات. كما أسفرت التدخلات الأمنية ضد المحتجين في مدن ليبية أخرى عن مقتل وجرح المئات من الأشخاص في المظاهرات التي خرجت في عدة مدن منذ أيام للمطالبة بسقوط القذافي ونظامه. وقال الناشط مختار محمد في اتصال مع الجزيرة: إن هناك هدوءا حذرا في طرابلس تحضيرا لمسيرة ضخمة. وصفها بأنها ستكون التحاما تاريخيا. وأضاف: سيسمع العالم اليوم وسيسمع العرب ما يسرهم، وستسمعون خبرا لم تسمعوه من قبل على ليبيا، سنقضي اليوم على النظام الليبي. وكشف أن المنظمين خططوا لمحاصرة قاعدة جوية يتحصن فيها القذافي وأنهم سيسيرون مظاهرات إليها من أربع جهات. وبدوره قال الناشط عبد الحكيم: إن هناك دعوة إلى تنظيم مسيرة مليونية في المدينة اليوم الاثنين. وأضاف: أن الدعوة موجهة إلى باقي المدن والمناطق القريبة من طرابلس للتوجه إليها من أجل المشاركة فيها.
مقتل 61 شخصا في المواجهات بطرابلس أمس وأكدت مصادر طبية للجزيرة مقتل 61 شخصا في هذه المواجهات. كما قال شهود عيان إنه تم إحراق عدة مبان حكومية، حيث اندلعت النيران في المبنى الرئيسي للحكومة في العاصمة. وأفاد شهود آخرون أن أفرادا من قوات الأمن نهبوا مصارف ومؤسسات حكومية في العاصمة الليبية، في حين نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن شهود عيان قولهم: إنه تم نهب مقر التلفزيون الحكومي في طرابلس وإحراق مبان حكومية. كما أفادت مصادر أخرى بوقوع انفجارات في معسكر غرب أجدابيا بعد أن قصفته طائرات مجهولة. وأشار شهود عيان إلى أن الجنود الليبيين اختفوا من كافة شوارع طرابلس وانضموا إلى المتظاهرين. كما قال الضابط في الأمن العام الليبي المقدم أحمد عثمان: إن معظم ضباط الشرطة والقوات المسلحة انضموا إلى الجماهير في العاصمة. وقد دارت اشتباكات في الساحة الخضراء في طرابلس بين آلاف من المتظاهرين وأنصار النظام. كما قالت مصادر طبية إن 18 عاملا كوريا جنوبيا جرحوا عندما هجم مسلحون شركتهم في طرابلس. وأفادت مصادر للجزيرة بحدوث إطلاق نار كثيف داخل كتيبة باب العزيزية بطرابلس. مشيرة إلى أن قوة من الدعم المركزي والشرطة انضمت إلى المتظاهرين. وتحاصر فلول من يوصفون بالمرتزقة وأن معظم الشوارع أصبحت تحت سيطرة الجماهير. وفي الوقت ذاته قالت مصادر للجزيرة نت: إنه تمت السيطرة على سوق قاعدة معتيقة الجوية وإن القوات الجوية والبرية انضمت للمتظاهرين. وأضافت: أن أهل الدهان وسوق الجمعة توجهوا إلى الساحة الخضراء لدعم المتظاهرين، وأن الإذاعة المحلية محاصرة من المحتجين. ونقل مركز الاتصال الليبي، وهو مركز يتابع أخبار ليبيا على مدار الساعة، عن مصادر من طرابلس قولها: إن معسكر خميس في منطقة كاجورا بالعاصمة ومصنع التبغ الحكومي في الدربي مليئان بالمرتزقة الأفارقة، حيث يتم تسليحهم للهجوم على المتظاهرين في العاصمة. كما أفادت المصادر نفسها أن مرتزقة أفارقة هجموا على منطقة بن عاشور في طرابلس. وأوقعوا فيها قتلى، كما نفذوا أعمال سلب ونهب.
المستشفيات الليبية غصت بالجرحى والقتلى ومن جهة أخرى أسفرت التدخلات الأمنية ضد المحتجين في مدن ليبية أخرى عن مقتل وجرح المئات من الأشخاص في المظاهرات التي خرجت في عدة مدن منذ أيام للمطالبة بسقوط القذافي ونظامه. ففي مدينة بنغازي شرقي ليبيا تحدث شهود عيان عما سموها مجازر حقيقية ارتكبتها قوات ليبية خاصة إضافة إلى مرتزقة أفارقة تجلبهم طائرات إلى المدينة، حسب قول الشهود. وقال الناشط أحمد الجزوي: إن قوات القذافي قصفت المتظاهرين بقذائف مضادة للدروع والدبابات في الأيام الأخيرة، لكنه أكد بالمقابل أن قوات الأمن انسحبت من المدينة التي قال إن الأهالي هم من يسيرونها الآن. وأكد شهود أن المتظاهرين والسكان سيطرون على المدينة ونظموا حركة السير على التقاطعات في المدينة بعدما انسحب أو فرّت قوات الأمن، في حين تحدثت أنباء عن أن قوات الصاعقة توجهت إلى مطار بنغازي للسيطرة عليه. كما ينظم أهالي المدينة -وفق الشهود- لجانا شعبية للمحافظة على أنفسهم وممتلكاتهم، وجمع التبرعات لتوفير المؤن للمتظاهرين الذين يقفون منذ بدء الاحتجاجات أمام محكمة شمالي بنغازي. وبدورها قالت مصادر طبية في مستشفى بمدينة بنغازي: إن ما لا يقل عن مائتي شخص قتلوا في الاحتجاجات التي تشهدها المدينة منذ أيام، وأكدت أن نحو خمسين منهم قتلوا في المدينة منذ ظهر يوم الأحد. وفي مدينة بني وليد قال الناشط أكرم الورفلي: إن المدينة وقعت بالكامل تحت سيطرة المتظاهرين. وأضاف: أن الأهالي نسقوا مع أفراد الجيش الموجودين في المدينة ووعدوهم بعدم التعرض لهم. كما وعدهم الجنود بحماية المدينة ضد المرتزقة. مؤكدين أنهم رفضوا تنفيذ أوامر صدرت لهم بضرب المتظاهرين. وفي مدينة طبرق أكد شاهد العيان محمد الغالبي في اتصال مع الجزيرة: أن المحتجين سيطروا بشكل كامل على المدينة، وأضاف: أن من وصفهم بالمرتزقة لم يستطيعوا دخول المدينة بعد منعهم من قوات الأمن. وتأتي هذه التطورات في وقت تفرض فيه السلطات الليبية تكتما إعلاميا شديدا على ما يشهده الشارع الليبي، كما تلجأ في معظم الأوقات إلى حجب خدمات الإنترنت والاتصالات الهاتفية، وحجب قناة الجزيرة وموقعها الإلكتروني. توقف إنتاج النفط بحقل النافورة قالت قناة الجزيرة: ان إنتاج النفط توقف بحقل النافورة الليبي بسبب إضراب العمال ولم تذكر مزيدا من التفاصيل. ويقع حقل النافورة في خليج سرت الذي ينتج الجزء الأكبر من النفط الليبي. وتقوم شركة الخليج العربي للنفط ومقرها بنغازي بتشغيل الحقل. وتقوم شركات النفط الأجنبية بمراجعة أنشطتها في ليبيا وهي عضو في منظمة أوبك. وتنتج أكثر من مليون برميل يوميا. ودفعت الاضطرابات التي تجتاح الشرق الأوسط أسعار النفط للصعود فوق 100 دولار للبرميل. وقالت شركة بي.بي النفطية البريطانية في بيان: إنها أوقفت أنشطتها للتنقيب عن النفط والغاز في ليبيا لكنها أضافت: أن هذه الأنشطة لا تزال في مراحلها الأولية، وأنها لم تنتج بعد نفطا أو غازا من هناك. وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي يدينون القمع الليبي أدان بيان مشترك لوزراء خارجية الاتحاد الاوروبي قمع الاحتجاجات المناهضة للحكومة في ليبيا خلال اجتماعهم امس الاثنين. وتابع البيان: أن الوزراء يدينون القمع المستمر ضد المتظاهرين السلميين في ليبيا. وينددون بالعنف وسقوط قتلى من المدنيين. واجتمع وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي في بروكسل لبحث الانتفاضات في شمال افريقيا ومنطقة الخليج. وركزوا على مصر وليبيا. وقالت الرئاسة المجرية للاتحاد الاوروبي يوم الاحد: ان ليبيا أبلغت الاتحاد الاوروبي بأنها ستوقف التعاون في مجال الهجرة غير الشرعية اذا واصل الاتحاد تشجيع الاحتجاجات الداعية للديمقراطية في البلاد. وذكرت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون خلال زيارة للمنطقة الاسبوع الماضي ان على ليبيا أن تنصت لما يقوله المحتجون وتسمح بحرية التعبير.
أمريكا تدرس التحركات الملائمة قال مسؤول أمريكي إن الولاياتالمتحدة تدرس اتخاذ كل التحركات الملائمة ردا على حملة القمع الليبية العنيفة ضد المحتجين وتقوم بتحليل كلمة سيف الاسلام لمعرفة ما إذا كان هناك امكانية لإجراء اصلاح جاد.واضاف المسؤول: انه يجري إطلاع الرئيس باراك أوباما بشكل منتظم على التطورات السريعة في ليبيا، وان إدارته ستسعى إلى الحصول على ايضاحات من كبار المسؤولين الليبيين، مع حثها على إنهاء أعمال العنف ضد المتظاهرين السلميين. وأعربت الولاياتالمتحدة قبلها عن قلقها البالغ مساء الأحد بشأن التقارير التي أكدت سقوط المئات من القتلى في الاحتجاجات المناهضة للحكومة في ليبيا.