أثار المتدخلون خلال ندوة أمس التي نشطها الخبير الدولي «سارج ديبوا» بمركز «الشعب» للدراسات الاستيراتيجية بعنوان «تطوير الكفاءات التسييرية من اجل أداء فردي ومهارة جماعية»، جملة من التساؤلات حول المناهج المعتمدة من طرف الشركة الفرنسية «ابتيتود» المتخصصة في التسيير ومرافقة الاطارات. وطرحوا في النقاش أسئلة كثيرة عن جدوى «ابتيتود» في مرافقة المؤسسات الجزائرية التي تخوض معركة الوجود في محيط تنافسي كبير. وكان التساؤل اكبر لماذا عدم الاهتمام بمرافقة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة باعتبارها خالقة للثروة، ومناصب الشغل لكن إجابة المحاضر لم تكن حاسمة في الأمر بتأكيده أن هذه المسالة من قرار المؤسسة وحدها صاحبة السيادة، وان «ابتيتود» في الخدمة ومرافقة كل هيئة تبحث عن التأهيل والرسلكة. وفي تدخله أوضح الدكتور عبد الحق لعميري، أن عملية تطوير المؤسسات يمثل شقا مهما، لأنه يحقق المردودية. وقال لعميري أن هناك نوعين من المؤسسات الاقتصادية الأولى تسهر على تكوين موارده البشرية وتطمح لتحسين أداء وقيمة مؤسسته على مستوى تسيير المشاريع وهناك نوع آخر لا يستثمر شيئا في هذا المجال. وحسب تجربة الخبير الجزائري لعميري في التعامل مع المؤسسات الأجنبية والوطنية فان هذا النوع من المؤسسات لا يجد المستشارون الاقتصاديون مشاكل معهم، بحكم امتلاكها لذهنية ترقية التسيير الجيد، في حين النوع الثاني من المؤسسات أضاف الدكتور لعميري يعتقدون أن تكوين الموارد البشرية وحده كفيل بنجاح المؤسسة دون تحسين الأداء وإدخال طرق تكنولوجية عالية لتطوير الإنتاج كما ونوعا. وقد شاطر الخبير الدولي «سارج ديبوا» هذا الرأي، قائلا أن إدخال التكنولوجيات الحديثة في مجال تسيير المؤسسات عنصر بالغ الأهمية في نجاح الشركة وقدرتها على المنافسة بالسوق، منوها في معرض إجابته بالخبرة والمحتوى الذي تتوفر عليها شركة «ابتيتود» الفرنسية في مجالات الإدارة، الممارسات التجارية، والريادة لمرافقة زبائنها وتقديم لهم النصائح الاقتصادية. وأكد في هذا الإطار، أن 100 بالمائة من الزبائن يقصدون شركة «ابتيتود» ويفضلون خدماتها. وفي رده على سؤال احد الصحافيين حول سبب اقتصار تعامل «ابتيتود» مع الشركات الأجنبية بشكل كبير على عكس المؤسسات الجزائرية حيث التعامل معها قليل جدا، عدا «سوناطراك» أجاب «سارج ديبوا» بوضوح أن شركته لديها نجاح كبير مع المؤسسات الأجنبية كونها تتوفر على عنصر التحدي والمعايير الدولية وكذا القيادة في إدارة المشاريع. وأشار في ذلك، إلى انه للأسف بعض المؤسسات الجزائرية ينقصها عنصر إدارة المشاريع والقدرة على المنافسة، لكنه استطرد قائلا أن هناك إرادة سياسة لدى الدولة الجزائرية لتحسين أداء مؤسساتها الاقتصادية، مما سيؤهلها لاقتحام العالم الاقتصادي الحقيقي مستقبلا. وبالمقابل، ابرز المتحدث قدرة الأشخاص الذين تلقوا تكوينا عاليا في مجال إدارة وتسيير المشاريع بالمعاهد المتخصصة، في التأقلم بصورة سريعة مع أهداف المؤسسات الأجنبية الكبرى. وبالنسبة لمشاركة مؤسسة «ابتيتود» في تقييم قيمة شركة «اوراسكوم» قال الخبير الدولي أن مؤسسته لا علاقة لها بهذا النوع من العمل، ونشاطها يقتصر على اقتراح الحلول العالية وتطوير الكفاءات في مجال التسيير والقيادة.. وألح «سارج ديبوا» في هذا المضمار، على ضرورة تغيير الذهنيات وتحضير الأشخاص القادرين على إدارة وتسيير المشاريع ، مع إدخال التكنولوجيات العالية إن أرادت الجزائر أن تطور مردودية مؤسساتها وتجعلها قادرة على المنافسة، مشيرا إلى انه في غياب هذه العوامل فان المؤسسات ستزول من الساحة الاقتصادية. ولم يفوت المحاضر الفرصة، للإشادة بالنموذج الأمريكي الناجح في إدارة المشاريع لأنه يتوفر على مناهج صحيحة والثقة ورؤية استيراتيجية واضحة في تسيير المؤسسة.