كسب الصالون الدولي للبناء والعقار والأشغال العمومية بوهران الرواج الكبير بسبب نجاعة التنظيم ومهنيته وإجرائه في مواعيده بلا تأخير وتأجيل. وبين الصالون الذي يستعد لتنظيم طبعته ال10 في مارس الداخل ، انه واجهة لرجال الأعمال ورؤساء المؤسسات والمرقين بامتياز ، يجد كل واحد فيه فضاء مناسبا للحوار مع الآخر حول أقوى وسائل الانجاز وأكثرها نجاعة. وكشف الصالون الذي تتدفق عليه المؤسسات المختصة في البناء والسكن والعمران انه فضاء لتدارس التجارب واخذ العبر من نجاحها في زمن كثر الطلب على القطاع بسبب تحول الجزائر فيه إلى ورشة مفتوحة للأشغال والانجازات. وفتح هذا الوضع للوحدات العمل ما في المقدرة من اجل رفع مستوى الخدمات وتحسين إنتاج مواد البناء جريا وراء المهنية. وهي مهنية تكسب بنيل الثقة المحققة من العلامة التجارية المميزة دون الاكتفاء بالإنتاج من الإنتاج. من هنا تكمن أهمية الطبعة العاشرة المقررة من 20 إلى 25 مارس الداخل التي تجري تحت شعار «البناء والسكن في قلب النمو الاقتصادي». وتسير الطبعة على القاعدة المألوفة والمثل المردد على المسامع من زمان: «إذا تحرك البناء والتعمير تحركت معه القطاعات الأخرى»، وانطلقت نحو خلق الثروة والقيمة المضافة والعمل. ذكرت بهذا الجانب والبعد شركة تنظيم المعارض «سوجي اكسبور» التي تتولى الإشراف على الطبعة وسير أشغالها مؤكدة على أهمية تحلي المؤسسات الوطنية بمعيار المواصفات ومهنية الانجاز باعتماد هندسة جمالية جذابة تأخذ في الحسبان هوية الانتماء والشخصية الجزائرية بعيدا عن طرق الانجاز الحالية التي شوهت العمران وأعطته صورة تعيسة بائسة نافرة. وقد انتقد رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة أكثر من مرة في زيارات ميدانية طريقة الانجاز والتشييد طالبا المؤسسات الجزائرية بمهنية اكبر دون الاكتفاء بالبناء المربع الذي يستهلك الاسمنت بكثرة ولا يضفي أي شيء جمالي على العمران. ودعا مكاتب الدراسات الهندسية الخروج من هذه القوقعة إلى أوسع صور العمران وجاذبيته في زمن النوعية المطلق قاهر الحدود والحواجز. وجاءت هذه التوجيهات والتعليمات في وقت شيدت فيه مدن جديدة بالجزائر بأنماط تفتقد إلى الهندسة المعمارية الجديرة بالعناية والاعتبار. وصارت المدن المنجزة بأموال طائلة نافرة للسكان بسبب نقص الهياكل الخدماتية والمرافق والمساحات الخضراء. وتحولت فجأة إلى مراقد ومرتعا لكل اشكال الانحراف والإجرام. وفرضت الإشكالية المطروحة سياسة جديدة للمدينة تسير الحظيرة السكنية وتديرها بصفة تبقى القاطنين في جو مريح لا يعترضه أي مظهر قلق وتذمر وكابوس حضري. ولا شك في ذلك فان اللجوء إلى هندسة معمارية بديلة تنجز المشاريع السكانية والأشغال بمعاير تراعي شخصية الجزائر وثقافتها وانتماءها الإسلامي العربي الامازيغي يساعد على خلق هذا الجو الحضري المريح للسكان. المسالة تحسس بها الطبعة العاشرة لصالون البناء والعقار والأشغال العمومية الذي يعطي إضافة إلى الجهود الوطنية في الانجاز بالمعايير الجزائرية وخصوصيتها وليس تشييد هياكل بنائية تليق لكل شيء عدا السكن!.