أويحيى: إعادة الرعايا الجزائريين في وضعية غير قانونية بألمانيا بعد تحديد هويتهم أبدى الوزير الأول أحمد أويحيى، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، أمس، ارتياحهما للتعاون بين الجزائروالمانيا في تسوية ملف الهجرة غير الشرعية، وتم التأكيد على أهمية الشراكة الإقتصادية التي تعرف تطورا نوعيا، مشددين على تطابق وجهات النظر بين البلدين بشان تسوية ملف الصحراء الغربية، والوضع في ليبيا ومالي، ومكافحة الإرهاب والتطرف.جاء هذا في ندوة صحفية نشطها الطرفان بالمركز الدولي للمؤتمرات «عبد اللطيف رحال» بنادي الصنوبر. في هذا الاطار، أشادت مستشارة المانيا، ميركل بدور الجزائر المحوري في محاربة الإرهاب والتطرف، وقالت إنها تعتبر الجزائر دولة عظيمة وقوية في القارة الإفريقية، ما يسمح لها بأداء دور هام في استقرار المنطقة، سيما وأن حدودها الواسعة تشمل مالي والنيجر وليبيا، وهي مناطق تعرف وضعا غير مستقرا تسهم الجزائر في تسوية نزاعاتها بشكل كبير للحفاظ على الاستقرار الشامل.وتوقفت المستشارة مطولا عند جهود الجزائر في في تدعيم مسار المصالحة المالية وتسوية الازمة الليبية. وشكل موضوع الهجرة غير الشرعية محور الندوة أويحيى وميركل، حيث أعرب الوزير الأول في الندوة الصحفية مع ميركل بالمركز الدولي للمؤتمرات عبد اللطيف رحال بالعاصمة عن إستعداد الجزائر التام لاسترجاع كل المهاجرين الجزائريين غير الشرعيين المتواجدين بألمانيا وعددهم حوالي 40 ألف، قائلا «سواء قدر عددهم ب 5 آلاف مهاجر»، مضيفا «أن الجزائر تسعى إلى تقوية التعاون في مجال الهجرة القانونية». ترحيل اللاجئين يكون بشروط التعرف عليهم وتطرق أويحيى إلى شروط عملية الترحيل، وتتعلق «بالتأكد من هوية المرحلين، بالاعتماد على البطاقية الوطنية للحالة المدنية والبصمة الوراثية لتسهيل عملية التعرف على هوية المرحلين»، مشيرا بان «المصالح القنصلية حضرت أزيد من 700 رخصة للترحيل»، مضيفا أن «شركة الخطوط الجوية الجزائرية التي تضمن 6 رحلات أسبوعيا إلى ألمانيا ستتكفل بنقل المرحلين بمعدل 5 أشخاص في كل رحلة»، داعيا «الطرف الألماني إلى إقناع شركة «لوفتانزا» للطيران التي تضمن 11 رحلة أسبوعيا بنقل المرحلين». من جهتها قالت المستشارة ميركل أن ألمانيا ترحب بالتعاون الجزائري لإعادة كل المهاجرين الجزائريين غير الشرعيين وتؤكد احترام كل من له إقامة قانونية، مشيرا إلى أن إجراءات تحديد الهوية مستمرة لمعرفة العدد الرسمي منهم، مبدية ارتياحها لدور الجزائر في التعاون الحثيث في هذا المجال وكل المجالات ذات الإهتمام المشترك. وفي رده على سؤال صحفي رفض أحمد أويحيى الانتقادات التي وجهتها منظمات حقوقية دولية للجزائر في مجال احترام المهاجرين الأفارقة وأكد بأن الجزائر وفرت كل الإمكانيات من أجل نقل الأفارقة إلى بلدانهم الأصلية بدل منهم، موضحا أن المحادثات التي جمعته مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، لم يتم التطرق فيها إلى موضوع فتح مراكز لإيواء الأفارقة بالجزائر، مفندا كل المعلومات التي تتحدث عن وفاة بعض الأفارقة في الصحراء الجزائرية، مؤكدا أنه قد تم توفير كل الإمكانيات لنقلهم إلى بلدانهم الأصلية. وقال الوزير الأول أن الجزائر تعرف هامشا كبيرا من حرية الصحافة وليس هناك ما يعيق حرية التعبير للصحفيين بدليل الانتشار الواسع لعدد وسائل الإعلام، موضحا أن الرسوم الساخرة التي تنشرها الصحافة يمكن أن تسخر من رئيس الجمهورية، والوزير الأول وليس هناك من يعيقها، مشيرا إلى ان الصحفيين يؤدون بمهامهم ولديهم حرية التعبير بشكل كبير ولديهم ضمانات خاصة لممارسة عملهم بشكل مريح. شراكة إقتصادية هامة ملف الشراكة الإقتصادية بين الجزائروبرلين حظي باهتمام كبير خلال مباحثات ميركل، وأويحيى، وبالنظر إلى حجم المبادلات التجاري السنوية التي بلغت 4 مليار دولار سنويا، يجعل من ألمانيا ثالث شريك اقتصادي للجزائر حسب الوزير الأول، الذي أكد أن البلدين تربطهما شراكة اقتصادية قوية، وأن ألمانيا شريك تجاري، حيث أن هناك عديد المشاريع التي تم تنفيذها في انتظار التوقيع على 20 اتفاقية أخرى يجري التفاوض حولها بين رجال الأعمال»، مؤكدا أن «السوق الجزائرية ليست حكرا على أحد. وقال أويحيى أن الكثير من الشركات الألمانية، تعمل في الجزائر في القطاع العمومي، وكذا القطاع الخاص وفي في عديد المجالات مستدلا بمصنع العلامة العالمية مرسيدس، وكذا الشراكة مع الخواص في مصنع صوفاك، كاشفا عن وجود 20 ملف شراكة في طور المحادثات مابين البلدين لتعزيز الإستثمارات البينية، وهوما نظرت إليه ميركل بتفاؤل كبير لصالح إقتصاد البلدين. رغبة في تطوير مستوى التعاون الأمني من جانبها أبدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل رغبة بلادها في مساعدة الجزائر على تنويع اقتصادها بعد المشاكل المالية التي عاشتها الجزائر في الفترة الأخيرة، كما أكدت استعداد برلين لتوسيع التعاون الأمني في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف، مشيرة إلى التعاون في مجال الدفاع، والامن الذي يشكل محور مباحثات هامة خلال زيارتها التي ستتوج في النهاية بالتوقيع على عدة اتفاقيات في مجالات عديدة كالطاقة والدفاع. وتحدثت ميركل عن ملف النزاع في الصحراء الغربية وقالت أن برلين تتطلع إلى تسوية هذا الملف بشكل سريع ، معربة عن أملها في التوصل لحل نهائي في الوقت القريب، وبخصوص الأزمة الليبية قالت، أن حلها سيكون من صالح الجزائروألمانيا، مشيرة أنه لابد من تضافر جهود البلدين من أجل حل الأزمة الليبية قبل أن تشيد في ذات سياق بدور الجزائر في حل الأزمة المالية، كما كشفت ميركل أنها تحدثت مع الجانب الجزائري حول الوضع في مالي.