فتحت جمعية «أحرار الفن والثقافة» أمس ملف الاحتراف الرياضي الحساس الذي يعرف جدلا غير مسبوق، وتطاله انتقادات لا تنتهي بحكم أن المشروع لم يحضر بدقة وتوفر له الوسائل والإمكانيات فجاء ارتجاليا أسوة بالمشاريع السابقة التي لم تحقق النتائج المرجوة وبقت مجرد حلم يراود الجزائريين. وأكدت الجمعية التي تأسست منذ عامين في ندوة نقاش حول: «الاحتراف بين الحلم والواقع» نظمت أمس بقاعة المحاضرات ل «الشعب» أنها تهتم بمواضيع الساعة التي يجد فيها المواطن ضالته واهتماما. وكسرت الجمعية في خرجتها الحواجز بين المواضيع الفنية الثقافية التي تهتم بها والأخرى الرياضية اعتقادا راسخا أنها تهم المواطن الجزائري الذي يسمع كثيرا بالاحتراف ولا يعثر له على نتيجة في الميدان. وذكر بهذا الطرح رئيس الجمعية أحمد معاش كاشفا عن الأسباب التي أدت إلى تنظيم هذا النقاش المفتوح حول الاحتراف الرياضي بالجزائر بإشراك أهل الاختصاص وأصحاب التجربة من مدربين وممارسين ووجوها إعلامية، منهم عبد الحميد زوبا المدرب القدير ومهداوي مدرب الفريق العسكري حاليا ود.اليمين بوداود، والوجهين الإعلاميين بوطاجين ويوسف وعدية. وشرح المتدخلون في عرض آرائهم واقع الرياضة الجزائرية وكرة القدم بوجه خاص مؤكدين أن الاحتراف لا يقرر بهذه العجالة لكن بتحضير دقيق مع إشراك الجميع حتى لا تكون الإجراءات المتخذة تفتقد للواقعية والنجاعة وتظهر وكأنها إملاءات فوقية وضغوط من الفيفا. وكان السؤال المحير إلى أي مدى يطبق الاحتراف في البطولة الوطنية والى أين ينتهي. وهل الحديث عن الاحتراف الذي ملأ الدنيا وشغل الورى يعني نهاية حتمية للفرق الهاوية التي تنشط في أمور سفلى بعيدة عن دفتر الشروط ومقتضيات النشاط المهني المعتمد على السجل التجاري. وهو نشاط يجعل الأندية شركات ذات أسهم يديرها مجلس إدارة منتخب ويرافقه مؤطرون وموظفون من الكفاءة المعرفية التي لا تسمح بالارتجالية والعشوائية. واجمع المتدخلون في شرح العلاقة بين الاحتراف والواقع أن المسألة يراد تطبيقها مهما كان الظرف في الجزائر دون مراعاة الخصوصية وحالات الأندية الكبيرة والصغيرة، المالكة للملاعب والمرافق والمنعدم بها كل شيء. وقالوا أن الاحتراف في ظل هذا المعطى يبقى مجرد حلم يراود العقود ويستهوي النفوس، وهيهات بين التطلع والحقيقة القائمة الساطعة، محذرين من أية عجالة تزيد الرياضة بالجزائر تدهورا وهي في غنى عنه. الجزائر التي كانت في أعلى القمم لسنوات وأسمعت رياضتها في كل أنحاء المعمورة لا تريد السقوط من جديد في الإخفاق. وهي تسعى جاهدة للخروج من الرتابة الرياضة من خلال مشروع الاحتراف الذي يطبق بقرار سيادي بعيدا على اية أملاءات ووصاية. إنها الرسالة التي أرادت الندوة الفكرية بجريدة «الشعب» إيصالها للمعنيين بوضوح لا غموض فيها ولا تشفير. رسالة تؤكد على أن الاحتراف مرحب به لكن بتوفير له الشروط حتى النجاح ولا يعرف مصير المشاريع الأخرى التي لم تبلغ أهدافها بسبب التسرع في اعتماد الأمور دون إرفاقها بحسابات واقعية تؤمن لها الاستقرار والديمومة كل الرهان.