أوضحت مديرة ملحقة الديوان الوطني لمحو الأمية بورقلة ليلى عوام في حديث ل «الشعب»، أن عدد الملتحقين بصفوف محو الأمية في هذه السنة قد يصل إلى حدود 4500 دارس من بينهم 2792 معيد في كل من المستويين الأول والثاني، مؤكدة على أن المسعى المراد بلوغه هو التأكيد على مصداقية ما يقدم من مجهودات في هذا المجال من خلال تأسيس فصول لمحو الأمية بحضور فعلي لا تسجيل وهمي، مضيفة أن العمل جار من أجل تطهير كل القوائم من المتحررين من الأمية قبل الانطلاق الفعلي في الفاتح من أكتوبر القادم. واعتبرت ذات المتحدثة أن ما ميز انطلاق عملية التسجيل في فصول محو الأمية هو الإقبال الكبير من طرف الراغبين في الالتحاق بصفوفها، ولكن عدد المناصب الشاغرة بالنسبة للمؤطرين، والذي يبقى غير كاف حتم ضرورة دراسة طلبات تجديد العقود بدقة لمنح فرص أكبر للمؤطرين الجدد خاصة المتواجدين في المناطق النائية من أجل المساعدة على تحرير الكثيرين من الأمية وإتاحة الفرصة لهم للالتحاق بأقسام محو الأمية، مشيرة إلى أن عدد المؤطرين يقدر ب 125 مؤطر وأغلبهم إناث، وسيتم هذه السنة حسبما ذكرت التنسيق مع مدير التربية بورقلة لتكليف معلم من المدرسة النظامية لتأطير قسم محو الأمية بحي النصر ورقلة. وحسب مديرة الملحقة، فهي تعمل على تكييف برامجها ونشاطاتها لفائدة هذه الفئة بما يتناسب وطبيعة المنطقة ويخدم المتمدرسين على حد سواء، موضحة أنه سبق وأن كانت للملحقة تجربة فيما يخص محو الأمية الريفية وتعليم المبادئ الأولية للإعلام الآلي لفائدة المتمدرسين في المناطق النائية التابعة لدائرة انقوسة على غرار عوينة موسى، غرس بوغفالة، عقلة لرباع وهي كلها مناطق نائية يعاني سكانها من مشكل بعد المؤسسات التربوية ومراكز التكوين المهني لذلك تسجل انتشارا للأمية في أوساط سكانها على غرار مناطق أخرى. وأشارت أيضا إلى أن التكوين في صفوف محو الأمية يتواصل لمدة سنتين تسمح للمتعلم من الحصول على شهادة التعليم القاعدي التي تؤهله للتسجيل عن بعد وبمراكز التكوين المهني، وفي هذا الصدد يذكر أن ملحقة ديوان محو الأمية لولاية ورقلة منذ إنشائها وإلى غاية 2018 ساهمت في خفض نسبة الأمية بولاية ورقلة إلى 10.04 في المائة بالنسبة لفئة أكثر من 10 سنوات. أما فيما يخص العمل التحسيسي الميداني فهو متواصل كما أكدت مديرة ملحقة ورقلة من أجل الوصول إلى الأمي خاصة في المناطق البعيدة أو النائية التي تحظى بالأولوية، وأوضحت السيدة عوام أن الملحقة تسعى اليوم إلى التنسيق مع العديد من الجهات على غرار قطاع التكوين المهني والصحة والبيئة وكل الهيئات التي بإمكانها التعاون لتمكين الملتحقين بأقسام محو الأمية من الاستفادة من كافة الأنشطة التعليمية والتوعوية في هذه المجالات والتي تخدمهم في حياتهم اليومية، وأضافت أن فصول محو الأمية تمثل عينات جاهزة للتحسيس والتوعية في مختلف المجالات. وفي هذا السياق دعت مديرة الملحقة كافة الهيئات وجمعيات المجتمع المدني المتخصصة وغير المتخصصة إلى التعاون باعتبارها شريكا اجتماعيا فعالا في رفع الأمية، وتحرير الكثيرين منها عبر المساهمة في تنظيم نشاطات مختلفة في هذه الصفوف على غرار تحسيس هذه الفئة بأهمية التسجيل في صفوف محو الأمية، مؤكدة أن كافة الأبواب مفتوحة لاستقبال مثل هذه المبادرات لأن محو الأمية كما ذكرت مسؤولية مجتمعية مشتركة.