أغلقت إسرائيل ملف التفاوض كليا مع الفلسطينيين من خلال مواصلتها لنشاطاتها الاستيطانية وسياسة التهويد والاعتداءات المتكررة على الفلسطينيين وأثبتت للعالم أنها لا تريد السلام بعد قرارها أمس الأول بناء مئات الوحدات السكنية في الضفة الغربية. وكانت سلطات الاحتلال الإسرائيلي قد قررت يوم السبت التصديق على بناء 500 مسكن استيطاني في أنحاء الضفة الغربيةالمحتلة. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أمس ان الوحدات الاستيطانية ال 500 سيتم بناؤها في الكتلة الاستيطانية «غوش عتصيون» بين القدس والخليل ومستوطنة «معاليه أدوميم» الواقعة شرق القدس ومستوطنة «أريئيل» جنوب نابلس ومستوطنة «كريات سيفر». وزعمت سلطات الاحتلال أن القرار يأتي «ردا على مقتل خمسة مستوطنين أمس الأول في مستوطنة ايتمار قرب نابلس شمال الضفة المحتلة» على يد مواطنين فلسطينيين. وأدانت السلطة الفلسطينية بشدة قرار تكثيف البناء الاستيطاني وأكدت أن إسرائيل تتذرع بأي شيء لمواصلة الاستيطان وأن استخدامها لذريعة مقتل خمسة مستوطنين أمس الأول لبناء 500 وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربية «ليست بالذريعة الجديدة فإسرائيل سبق واستخدمت هذه الذريعة في أكثر من مناسبة». وطلبت من اللجنة الرباعية تدخلا عاجلا لوقف اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين، وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات «إننا ندين بشدة قرار الحكومة الإسرائيلية تسريع وتكثيف البناء الاستيطاني» في الضفة الغربية. ودعا عريقات أطراف اللجنة الرباعية الدولية إلى تدخل عاجل لوقف حملة اعتداءات المستوطنين، مؤكدا أن الأمن والاستقرار والسلام لن يتحقق للجميع دون إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية المحتلة منذ 1967. كما دعت حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح اللجنة الرباعية والمجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لوقف جرائم المستوطنين بحق أبناء الشعب الفلسطيني الأعزل والضغط على حكومة إسرائيل لإيقاف عمليات البناء الاستيطاني باعتباره سياسة تحريضية تؤجج الصراع في المنطقة. وقال المتحدث باسم حركة فتح أحمد عساف في بيان أمس ان استغلال إسرائيل لحادثة مستوطنة ايتمار لشن حملة تحريض على الرئيس محمود عباس والسلطة الوطنية والإعلان عن مشاريع لبناء وحدات استيطانية جديدة محاولة لحل مشاكلها الداخلية والهروب للأمام. وتأتي هذه الدعوة في الوقت الذي كثف فيه المستوطنون الإسرائيليون اعتداءاتهم على المواطنين الفلسطينيين وممتلكاتهم في العديد من القرى والبلدات في الضفة الغربية. ففي بيت لحم أصيب خمسة أفراد من عائلة فلسطينية واحدة جراء اعتداء نحو 200 مستوطن عليهم وعلى مركبتهم وهم في طريق عودتهم لمحافظة بيت لحم عبر شارع القدس الخليل. وقالت مصادر فلسطينية أن نحو 200 مستوطن متطرف يحملون السلاح والسكاكين والهروات اعترضوا سيارات تابعة للفلسطينيين على طريق القدس الخليل. وفي محافظة الخليل اعتدى مستوطنون على المواطنين في بيت أمر ومخيم العروب وهاجم عدد منهم المنازل الفلسطينية الواقعة على الطريق الرئيسي بين مدينتي الخليل والقدس وبجوار بلدة بيت أمر ومخيم العروب والعديد من البيوت. كما اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي 20 مواطنا فلسطينيا على الأقل في حصيلة غير نهائية خلال عمليتها العسكرية التي بدأتها صباح أمس الأول في قرية عورتا جنوب مدينة نابلس بالضفة الغربية. ونقلت تقارير اخبارية عن شهود عيان قولهم: إن عمليات التفتيش طالت أغلب منازل القرية وتركزت في الحارة الوسطى بالقرب من المسجد القديم فيها حيث حاولت قوات الاحتلال منع المواطنين من الخروج من منازلهم عبر إلقاء قنابل الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت فيما تم اعتقال نحو 20 مواطنا. وكان تقرير صادر عن «مركز القدس» قد أكد أمس الأول أن سلطات الاحتلال الإسرائيلية تواصل انتهاكاتها لحقوق المقدسيين وكثفت من نشاطاتها الاستيطانية الهادفة إلى تهويد المدينة المقدسة خلال شهر فيفري الماضي.