جددت الجزائر و نيجيريا عقب الدورة الرابعة للجنة المختلطة الثنائية التي عقدت أمس الأحد بالجزائر العاصمة و ترأسها مناصفة وزير الشؤون الخارجية, السيد عبد القادر مساهل و نظيره النايجيري, جيوفري أونيياما التزامهما باستكمال المشاريع المهيكلة لأنبوب الغاز الجزائر-لاغوس و الطريق العابر للصحراء و كابل الألياف البصرية. في هذا الإطار, جدد البلدان تمسكهما بإنجاز هذه المشاريع التي يشهد تجسيدها تقدما معتبرا. و سيدخل الطريق العابر للصحراء الجزائر-لاغوس حيز التشغيل فور انجاز المحور المتبقى على مسافة 200 كلم في اقليم جمهورية النيجر. و يعد أنبوب الغاز الجزائر-لاغوس, الذي سجلت الدراسات المتعلقة به تقدما معتبرا, مشروعا مهيكلا يكتسي أهمية كبيرة بالنسبة للبلدين اللذين جددا, مرة أخرى, التزامهما الصارم باستكماله لفائدة شعبيهما وشعوب شبه المنطقة. وفي هذا الشأن, قرر البلدان وضع مجموعة عمل مشتركة ستعقد اجتماعها الأول خلال الثلاثي الاول من سنة 2019 لتعجيل تنفيذ هذا المشروع الضخم. وبخصوص كابل الألياف البصرية, فيتعلق الأمر بمشروع يخص كل من الجزائر و النيجر و مالي و نيجيريا و التشاد, من شأنه المساهمة في توطيد العلاقات وتكثيف المبادلات و تعزيز التفاعل الاقتصادي بين البلدان. وجددت الجزائر و نيجيريا -بصفتهما دولتان عضوتان في الاتحاد الافريقي بادرتا بالشراكة الجديدة من أجل تنمية افريقيا (النيباد) وسجلتا هذا المشروع ضمن أولوياتهما- تمسكهما باستكماله, معربتان عن ارتياحهما للتقدم المحرز لاسيما من خلال تنصيب لجنة ربط خط الالياف البصرية العابر للصحراء على هامش الندوة الأفريقية حول حكامة الانترنت التي عقدت سنة 2017 بالجزائر العاصمة. كما أبدى الطرفان ارادتهما في المضي قدما من أجل تجسيد المشاريع الثلاثة المدعوة ليس فقط للمساهمة في تطوير اقتصادهما بل أيضا لمضاعفة التبادلات الاقتصادية و التجارية في شبه منطقة و التي هي بحاجة الى ديناميكية اقتصادية من شأنها السماح للسكان الاستفادة من الارباح التي ستحقق بفضل تحقيق هذه المشاريع. و بمجرد استكمالها, ستشكل هذه المشاريع بالتأكيد اسهاما هاما في العمل الجماعي للدول الأعضاء في الاتحاد الافريقي من أجل تحقيق التكامل القاري المدرج في أجندة الاتحاد لسنة 2063 . و قد توجت الدورة الرابعة للجنة المختلطة العليا الجزائرية-النايجرية بالتوقيع على اتفاقي تعاون في مجال التقييس و الموارد المائية و كذا خارطة طريق حول أعمال ملموسة تهدف إلى تعزيز التعاون الثنائي. و خلال أشغال هذه الدورة, بحث الطرفان ثمانية اتفاقات ثنائية أخرى تخص مجالات مختلفة علما أن هذه المفاوضات توجد في مرحلة متقدمة. و تميزت هذه الدروة أيضا بتبادل مكثف و ثري حول مجموع ميادين التعاون التي تربط البلدين.