تسعى الجزائر من خلال الاستثمار في الموارد المائية لتأمين احتياجاتها المستقبلية والاستجابة للطلب المتزايد على الذهب الأزرق الذي يرشحه الخبراء ليكون السلاح المقبل، فالكثير من الدول مهدّدة بالعطش أو بالدخول في حروب مستقبلية من أجل ضمان مياه الشرب. وركزت السلطات منذ نهاية التسعينات على توجيه استثماراتها العمومية لقطاع المياه، بعد الأزمة الكبيرة التي عرفتها بلادنا طيلة فترة التسعينات، ووصل بنا الأمر الى التفكير في استيراد المياه لسد العجز بعد موجة الجفاف التي عرفتها بلادنا والأزمة الاقتصادية الخانقة التي جمّدت جميع الاستثمارات بما فيها العمومية. ومن حسن الحظ أن انتعاش الأسواق النفطية جاءت في وقتها، وهو ما مكن الجزائر من استدراك تأخرها وإنجاز مشاريع كبيرة رفعت من قدراتها الاحتياطية والتخزينية للمياه، وهو ما جعل القلق يزول نهائيا وبتنا الآن نفكر في المستقبل بعد تجاوز جميع الأوراق المستعجلة. قدرات السدود توسعت بمليار متر مكعب في 2010
تدعّم قطاع المياه سنة 2010 بقدرات تخزين بمليار متر مكعب، وهذا بعد استكمال تشغيل سبعة (07) سدود جديدة ويتعلق الأمر الأمر بسدود كل من كدية اسردون (البويرة)، وبوسيابة (جيجل)، وكيسير (جيجل)، ودويرة (الجزائر،) وبوقوس (الطارف)، والصفصاف (تبسة)، وكرادة (مستغانم)، مع البدء في استغلال مشروعين كبيرين لتحويل المياه و ستة (06) مشاريع لنقل المياه الصالحة للشرب. وبالمقابل، وحسب موقع رئاسة الجمهورية تم استلام مصنعين لتحلية مياه البحر بطاقة 300000 م3 / يوميا بسكيكدة وببني صاف، مع تشغيل خمس محطات لتصفية المياه بكل من مدن عين الترك (وهران)، والعلمة (سطيف)، وعنابة وميلة وسعيدة. والانتهاء من أشغال حماية مدن سيدي بلعباس وباتنة من أخطار الفيضانات. وعرفت الجزائر إنجاز وتجهيز أربع محيطات للسقي على مساحة إضافية تبلغ 312ر9 هكتار، ما أدى الى تحسن ملموس لمؤشرات التنمية البشرية في مجال الموارد المائية. في هذا الصدد، بلغت نسبة الربط بشبكات التزويد بالمياه الصالحة للشرب حاليا 93 بالمائة، كما أن التزويد اليومي بالماء الصالح للشرب لكل ساكن قد انتقل إلى 168 لتر يتم توزيعها يوميا على مستوى أكثر من 70 بالمائة من مقرات البلديات، في ذات الوقت بدأت عملية التوزيع المستمر للمياه على مدار 24 ساعة تصبح واقعا ملموسا في عديد المدن الكبرى. معالجة المياه المستعملة بلغت 80 بالمائة وقامت الجزائر في مجال التطهير الصحي باستثمارات عملاقة أوصلت نسبة ربط المنازل بهذه الشبكة بنسب 86 بالمائة، كما أنه ومن خلال طاقة المعالجة لمحطات التصفية الموجودة ب 600 مليون م3 / سنويا، أصبح بمقدور بلادنا معالجة 80 بالمائة من المياه المستعملة. ولتجسيد التنمية المستدامة وتحقيق توازن جهوي ستعرف ولاية تمنراست استغلال المشروع الكبير للتزويد بالمياه الصالحة للشرب بتمنراست، انطلاقا من الطبقات الجوفية لعين صالح، كما ستستفيد الهضاب العليا من مشروع تحويل المياه نحو الهضاب العليا لسطيف مع إنجاز ثلاثة سدود التي تعرف وتيرة أشغالها تقدما مطردا. وفي سياق متصل، قررت السلطات الشروع في برنامج تحلية مياه البحر الذي يتضمن إنجاز 13 محطة تحلية وتهيئتها البعدية من أجل إنتاج 26ر2 مليون م3 / يوميا، وهو يعرف نسبة تقدم فعلية على أرض الميدان. كما قررت توسيع نظام سد بني هارون، من خلال إنجاز عملية ربط السدود الخمسة التي تكونه والتي انطلقت أشغاله مؤخرا.