تجمع عدد كبير من سكان حي ''عدل''1 و2 بباب الزوار أول أمس، أمام وكالة تحسين وتطوير السكن احتجاجا على الحالة التي آلت إليها عماراتهم بسبب سياسة اللامبالاة الممارسة من طرف مكتب الوكالة الذي يتولى تسيير هذه الحظيرة العمرانية. وانتقد المحتجون بشدة عدم التزام وكالة «عدل» بمضمون العقد الذي يربطهم بها والمتعلق بالتكفل الكلي بالخدمات الملحقة داخل العمارات، رغم المصاريف التي يدفعونها من أجل ذلك. وأكد المستفيدون من سكنات «عدل» في عرض انشغالاتهم ل«الشعب» بعين المكان عدم التزام الوكالة بوعودها تجاه عماراتهم التي تعاني نقائص كثيرة يعكسه واقع الخدمات المقدمة دون مستوى الحضري. وقالوا في هذا الشأن: أن هناك عمارات لم تستفد لحد الآن من أي خدمة تضمنتها بوضوح بنود العقد وشروطه غير القابلة للاختراق، منها الأضواء المنعدمة وصهاريج المياه والمصاعد الكهربائية التي توجد في وضع مزري لانعدام الصيانة والمراقبة. وتحدث سكان لنا عن إهمال كلي لصهاريج الماء إلى درجة أن الكثير منها تعرضت للثقب ولم تعد تصلح للتخزين فكيف استعمالها للشرب في هذه الوضعية الكارثية؟. وأوضح السكان في شهادتهم بغضب ونرفزة: أن هذه الوضعية التي آلت إليها الكثير من سكناتهم جعلتهم يعيشون مشاكل يومية بسبب تعطل المصاعد باستمرار وهناك من ظل معطلا لأكثر من سنتين، بالإضافة إلى متاعب وصول المياه إلى الطوابق العليا التي أضافت إليهم معاناة أخرى في التزود بمياه الشروب حيث أضحت هذه الوضعية هاجسا وكابوسا لا يفارقهم. ويطالب السكان وكالة «عدل» بحي باب الزوار المسؤولين المعنيين بهذه الصيغ السكنية الالتزام ببنود العقد الذي يربطهم معها وتوفير الخدمات التي يدفعون تكاليفها شهريا والتي أثقلت كاهلهم دون فائدة. وقالوا لنا انه رغم الشكاوى والنداءات المتكررة الموجهة للوكالة دون جدوى حيث لم يسجل أي تدخل من مكتب «عدل» المتواجد وسط الحي، مؤكدين أن هذه الأحياء لا ترقى للمستوى المطلوب . وأثار السكان في وقفة الاحتجاج مشاكل أخرى مطروحة بحدة، وتتمثل في غياب مرافق صحية وتربوية واجتماعية ما يدفعهم إلى اللجوء إلى منشآت الأحياء المجاورة للاستفادة من تلك الخدمات، خاصة وان الحي يضم عدد كبير من العائلات تقدر بحوالي ألف 600 عائلة. وشكل هذا الوضع ضغطا على مرافق الأحياء خاصة على مستوى المدارس والعيادات المتعددة الخدمات . من جهة أخرى عبر أحد سكان الحي بغضب عن الوضعية التي آل إليها الحي لانعدام المتابعة والتهيئة حيث يلاحظ انهيار فظيع للأرصفة التي تآكلت وانتشار الروائح الكريهة بسبب النفايات المبعثرة في كل مكان نتيجة غياب مفرغات وفضلات أنشطة التجار الفوضويين. وانتقد نفس المتحدث مرور حافلات نقل الطلبة وسط عمارات «عدل» مما يشكل حسبه خطرا محدقا على المارة وخاصة الأطفال. كما تطرق إلى مشكل انتشار الغبار بسبب مرور الشاحنات المحملة بمواد البناء المزودة لورشة البناء التابعة لمؤسسة ترقية السكنات العائلية حيث تتطاير مخلفات تلك المواد في الهواء مسببة أمراض الحساسية والربو خاصة وسط الأطفال ما يضطر سكان العمارات إلى غلق النوافذ على مدار اليوم والبقاء أسرى هذه الحالة المقلقة.