اهتزت أمس ساحة البريد المركزي بالعاصمة على وقع موجة احتجاجية قوية للآلاف من طلبة المعاهد العليا والجامعات متبوعة بمسيرة متوجهة إلى مقر الرئاسة رافضين القرارات الأخيرة التي خرج بها اجتماع الندوة الوطنية لمدراء مؤسسات التعليم العالي بحضور ممثلي الطلبة . عبر الطلبة في التجمع القوي بالبريد المركزي في بداية الأمر قبل الشروع في المسيرة الذي شارك فيه ممثلو اتحادات الطلبة من مختلف الولايات عن غضبهم الشديد في هتافات رددوها بدون انقطاع تنادي بضرورة «إقالة الوزير» وإرجاع النظام الكلاسيكي القديم مؤكدين أنها مظاهرة سلمية. ورفعوا شعارات مستنكرة لوضعهم المزري تحمل الكثير من العبارات الساخطة حاملين بطاقات الطالب ومرددين: «نحن طلبة ولسنا صعاليك نريد تلبية حقوقنا وتغيير المسؤولين». هذا ما استقته «الشعب» من عين المكان واتضحت أمامها صورة الوضع الذي يكشف أن الكثير ما زال ينتظر حله في الجامعات والمدارس. وقال بعض الطلبة في تصريحاتهم لنا مجيبين عن استفساراتنا عن سبب هذا التجمع القوي والمفاجئ انهم ينتظرون الملموس مما اتخذ في الندوة الوطنية دون الاكتفاء بالوعود. وأكدت طالبة لم تفصح عن اسمها انها قدمت من بومرداس وهي من شعبة علوم تكنولوجية مصرحة ل«الشعب» أن قرار الندوة الوطنية الخاص بالاحتفاظ بالنظام الكلاسيكي إلى جانب نظام «أل.أم.دي» إلى آخر طالب من العهد القديم غير عادل. وتأسفت نفس المتحدثة للتمييز الحاصل بين الطلبة فيما يخص اجتياز مسابقة الماستير مؤكدة انه تم اختيار فئة خاصة لاجتياز المسابقة دون آخرين. وطالبت محدثتنا بضرورة إلغاء الشروط الخاصة باجتياز مسابقة الماستير. وأضاف آخر منتقدا الوضع: «لا نريد إزالة النظام الكلاسيكي كما أن الندوة الوطنية خرجت بنتائج لصالح المدارس العليا على حساب الجامعات وخاصة المتعلقة بشهادات التخرج ولهذا لا بد من مراجعة الأمر بإزالة المساواة بين النظامين». ودعا طلبة آخرين بضرورة وضع رزنامة قبل نهاية السنة الجارية من طرف الوزارة فيما يتعلق بالمرسوم الرئاسي الذي صدر سابقا في الجريدة الرسمية والذي يخص إلغاء المرسوم 10 315 الصادر في 13 ديسمبر 2010 وخاصة المتعلق منه بالتصنيف الجديد 13 14 لتطبيق الحلول الممكنة وتحسين البيداغوجي للطالب. على هذا الدرب سارت الطلبة مرددين الشعارات المذكورة سابقا ملوحين بان خرجتهم الاحتجاجية غايتها لفت انتباه السلطات بضرورة أخذها مأخذ جد. ورغم أن عناصر الأمن بدوا متحكمين في زمام الأمور في الساعات الأولى من المسيرة السلمية التي هاتف بها الطلبة وغلقهم كل المنافذ المؤدية إلى قصر الحكومة مشكلين حاجزا بشريا طوق المحتجين، إلا أن الأمور أخذت في الانفلات بالتدريج خاصة بعد تزايد عدد الطلبة واستطاعوا تغيير الوجهة نحو الرئاسة أين نجحت قوات الأمن في إيقاف بعض المحتجين بشارع سويداني بوجمعة فندق الجزائر «سان جورج» سابقا. ونشبت مشادات بالقرب من فندق الجزائر عنيفة بين الطرفين أدت إلى حالات الإغماء لبعض الطلبة وإصابتهم بجروح طفيفة بعد عمليات التدافع الشديد مع عناصر الأمن للحيلولة دون تقدمهم نحو الرئاسة مما استدعى تدخل عاجل للحماية المدنية تحسبا لحدوث أي طارئ.