انصب النقاش في الندوة الفكرية التي نظمها مركز الشعب للدراسات الاستراتيجية أمس حول يوم العلم والهوية الوطنية ونشطها الاستاد عبد الحق ابن باديس شقيق الإمام ابن باديس والأستاذ محمد الصالح الصديق والدكتور عمار طالبي نائب رئيس جمعية علماء المسلمين على جملة من النقاط المهمة أثيرت حول المبادرات العظيمة التي قام بها الشيخ عبد الحميد ابن باديس ومسألة اغتياله التي يجهلها الكثيرون. وفند الاستاد عبد الحق ابن باديس شقيق الإمام في هذا السياق المعلومة التي تقضي بان الشيخ ابن باديس توفي بعد أن اغتيل من طرف امرأة فرنسية ادعت أنها تريد معالجته من المرض وأعطته إبرة، مؤكدا أن العلامة توفي من كثرة التعب والإرهاق ومن كان معه في آخر اللحظات هو شقيقه الأكبر «سي زوبير» و«الشيخ جلول» وأكد عبد الحق ابن باديس أن آخر الدروس التي ألقاها الشيخ قبل ثلاث أيام من وفاته كانت خاصة بالنساء في الجامع الأخضر معتبرا أن ما وصلت إليه المرأة من تقدم في العلم والمعرفة جاء بفضل مبادراته العظيمة. ومن جهته أجاب السيد محمد العلمي السائحي وهو عضو مكتب جمعية علماء المسلمين ومكلف بالإعلام حول حقيقة تصنيف توجه أعضاء جمعية علماء المسلمين بين من يتبعون الطيب العقبي أو الشيخ ابن باديس وتوتر العلاقة بينهما وسبب انسحاب العقبي من جمعية علماء المسلمين. وأكد نفس المتحدث في هذا الصدد انه لا وجود لمسألة التصنيف وان السيد الطيب العقبي يعد من أعمدة جمعية علماء المسلمين فقد لعب دور هاما في توعية وإرشاد الشباب وثراته جدير بالدراسة وان كان يختلف في طبعه الصارم المتعصب عن ابن باديس الذي يعرف بالرزانة والحكمة في اتخاذ القرارات فان لكلا الرجلين فضلا على الجزائر سواء في التوعية أو الإصلاح والتغيير. وقال السائحي موضحا ان سبب انسحاب العقبي من جمعية علماء المسلمين يكمن في مكيدة دبرها الاستعمار الفرنسي آنذاك بعد ان طلب من الجمعية إصدار برقية تأييد لفرنسا ضد ألمانيا فاجتمع مكتب جمعية علماء المسلمين ومال الطيب العقبي إلى تأييد صدور البرقية بينما رفضها ابن باديس وبقية الأعضاء وهذا ما أدى إلى انسحاب العقبي من عضوية مكتب الجمعية. وقال السائحي في هذا السياق ان الاستعمار حاول ان يستغل قضية انسحاب الطيب العقبي من جمعية العلماء المسلمين حيث كان يملك شعبية كاسحة في الجزائر لينقسم الناس بين الرجلين فتضعف قوة الجمعية. واستنكر السيد عدة فلاحي المكلف بالإعلام لدى وزارة الشؤون الدينية والأوقاف تغييب شخصية بحجم العلامة ابن باديس في العديد من المناسبات والتظاهرات على الرغم من الأعمال الجبارة التي قام بها آنذاك فقد كان معلما ومفسرا للقرآن ومصلحا ومجددا. وقال السيد أحمد مراني وهو وزير سابق في هذا الصدد «إننا نقزم كثيرا عظمائنا وشخصياتنا الأبرار ولو وجد رائد النهضة الجزائرية الشيخ ابن باديس الذي كرس حياته في ختم تفسير القرآن والتعليم في بلد آخر لكان كل يوم يذكر ويتحدث عن هذه الشخصية العظيمة بالإجلال والتقدير إضافة ان الجزائر أصبحت وكأنها عاقر ولم تعد لها من أسماء نابغة يفتخر بها وتعتبر عبرة يقتدي بها». وتساؤل أحد الصحفيين عن أسباب التغييب للمنهج الباديسي خاصة في مناهج التدريس رغم انه مجدد للسنة وتفضيل استقطاب طرق واطر تربوية أخرى لا تمث بصلة مع مرجعيتنا الوطنية. وفي هذا السياق أجاب السيد محمد العلمي السائحي وهو عضو مكتب علماء المسلمين ومكلف بالإعلام أن الخطاب الأحادي هو الذي غيب المنهج الباديسي وعلمه واستبدل بخطاب القوة من اجل التغيير بعيدا عن سبل العلم والمعرفة وإرساء الوعظ وكانت النتيجة هو دخول الجزائر في مرحلة الإرهاب بعد تجميد دور الجمعية وهو ما ذهبت إليه الأديبة زهور ونيسي.