كتاب جديد للمؤلف الإسباني لويس بورتيو باسكوال يبرز فيه حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير    جمعية الكونفدراليات الإفريقية للرياضات الأولمبية، هيئة في خدمة النخبة الرياضية الإفريقية    رئيس الجمهورية يهنئ حدادي بمناسبة تنصيبها ومباشرة مهامها كنائب رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي    الجزائر العاصمة: حجز 41 مليار سنتيم ومبالغ بالعملات الأجنبية    التجديد النصفي لعدد من أعضاء مجلس الأمة: قوجيل يترأس جلسة علنية مخصصة لعملية القرعة    اليوم الوطني لذوي الاحتياجات الخاصة: تنظيم معارض و توزيع تجهيزات بولايات شرق البلاد    ضرورة العناية وتطوير المهارات الصوتية لتكوين مقرئين ومؤذنين ببصمة جزائرية    بداية تداول أسهم بنك التنمية المحلية في بورصة الجزائر    كرة حديدية :انطلاق دورة العاصمة الرمضانية سهرة يوم الخميس    جلسات استماع في محكمة العدل الدولية بشأن التزامات الاحتلال الصهيوني الإنسانية تجاه الفلسطينيين    ليالي أولاد جلال للمديح والإنشاد: فرقة "شمس الأصيل" من بوسعادة تمتع الجمهور    السيد حساني شريف يبرز أهمية تعزيز الوحدة الوطنية لمواجهة التحديات والحملات الحاقدة ضد الجزائر    مجلس الأمن الدولي: جلسة إحاطة بشأن الوضع في السودان    عدل 3: عملية تفعيل الحسابات وتحميل الملفات عبر المنصة الرقمية تسير بشكل جيد    كأس الجزائر: شباب بلوزداد يفوز على اتحاد الشاوية (4-2) ويواجه مولودية بجاية في ربع النهائي    جيجل: مصنع سحق البذور الزيتية بالطاهير سيكون جاهزا قبل مايو المقبل    وهران: مسرحية "خيط أحمر" تستحضر معاناة المرأة الجزائرية خلال فترة الاستعمار الفرنسي    فتح خطوط نقل استثنائية خاصة بالشهر الفضيل    جسر للتضامن ودعم العائلات المعوزة في ر مضان    الشباك الموحد يدرس إدراج شركة 'ايراد" في بورصة الجزائر    دراسة مشاريع قوانين وعروض تخص عدة قطاعات    توقيف 6 عناصر دعم للإرهابيين في عمليات متفرقة عبر الوطن    التين المجفف يقوي المناعة في شهر رمضان    فرنسا تحاول التستّر على جرائمها بالجزائر!    هكذا يتم إصدار الهوية الرقمية وهذه مجالات استخدامها    مصانع المياه تعبد الطريق لتوطين المشاريع الكبرى    تسويق أقلام الأنسولين المحلية قبل نهاية رمضان    الاتحاد الإفريقي يدين إعلان حكومة موازية في السودان    فتح 53 مطعم رحمة في الأسبوع الأول من رمضان    المواعيد الطبية في رمضان مؤجَّلة    مساع لاسترجاع العقارات والأملاك العمومية    تهجير الفلسطينيين من أرضهم مجرد خيال ووهم    سيناتور بوليفي يدعم الصحراويين    أيراد تطرق باب البورصة    التشويق والكوميديا في سياق درامي مثير    للتراث المحلي دور في تحقيق التنمية المستدامة    زَكِّ نفسك بهذه العبادة في رمضان    إدانة الحصار الصهيوني على وصول المساعدات إلى غزّة    محرز يعد أنصار الأهلي بالتتويج بدوري أبطال آسيا    تنافس ألماني وإيطالي على خدمات إبراهيم مازة    حراسة المرمى صداع في رأس بيتكوفيتش    وفد برلماني يشارك في المؤتمر العالمي للنساء البرلمانيات    مشاركة فرق نسوية لأوّل مرة    دعم علاقات التعاون مع كوت ديفوار في مجال الصحة    استعراض إجراءات رقمنة المكاتب العمومية للتوثيق    براف.. نحو عهدة جديدة لرفع تحديات عديدة    صادي في القاهرة    الجامعة تمكنت من إرساء بحث علمي مرتبط بخلق الثروة    ديوان الحج والعمرة يحذّر من المعلومات المغلوطة    أدعية لتقوية الإيمان في الشهر الفضيل    الفتوحات الإسلامية.. فتح الأندلس.. "الفردوس" المفقود    رمضان.. شهر التوبة والمصالحة مع الذات    ضرورة إنتاج المواد الأولية للأدوية للتقليل من الاستيراد    نزول الوحي    قريبا.. إنتاج المادة الأولية للباراسيتامول بالجزائر    معسكر : افتتاح الطبعة الأولى للتظاهرة التاريخية "ثائرات الجزائر"    مستشفى مصطفى باشا يتعزّز بمصالح جديدة    مجالس رمضانية في فضل الصيام    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إن رياح التغيير تهب في العالم الإسلامي، فعلينا أن نتهيأ من أجل تغيير أنفسنا قبل أن يصلنا الخطر
الدكتور عمار طالبي ل”الشعب”
نشر في الشعب يوم 15 - 04 - 2011

يكشف الدكتور عمار طالبي نائب رئيس جمعية العلماء المسلمين والمفكر الإسلامي المتفرد الكثير من الأسرار التي لم تنشر بعد عن العالم الجليل ورائد الحركة الإصلاحية الجزائرية الشيخ عبد الحميد بن باديس ،ويصف بنظرته التحليلية الثاقبة أن ما نعيشه في الوقت الراهن لا يخرج عن دائرة الصراع الحاد بين الثقافات الذي بلغ ذروته بفعل استعمال الأسلحة وشن الحروب محذرا من استمرار تعرض الجزائر إلى مخطط مؤامرة التنصير الذي يستهدف تشتيت المجتمع ومحاولة زرع شوكة الطائفية بين الإخوة الأشقاء ،ويتحدث عن دعم رائد الإصلاح للفلسطينيين عن طريق تشكيل لجنة جزائرية والتواصل مع مفتي الديار الفلسطينية الشيخ الأمين الحسيني عن طريق الحجيج.
الشعب: أنتم تصنفون ضمن اقرب الباحثين من شيخ الإصلاح الجزائري عبد الحميد بن باديس،حيث تلمست إرثه،ونهلت من علمه وغازلت عبقريته،نود الاقتراب من أهم المحطات والظروف التي أسس فيها عالمنا الجليل جمعية العلماء و سجل فيها بصماته الساطعة في العلم والوطنية،وجرأته المذهلة في الذود عن الهوية؟
بن باديس كان رجلا واقعيا يفضل الاقتراب من عامة الناس بدل النخبة
الدكتور عمار طالبي: بالفعل كنت أول جزائري نشر أعمال الشيخ عبد الحميد بن باديس سنة 1968 في وقت كنا مازلنا نعتمد في الكتابة على القلم والورق،حيث صرت أتنقل لجمع الأرشيف المتناثر،مترددا بين ضفتي قسنطينة ونظيرتها تونس،وأدون كل كبيرة وصغيرة بيداي،ثم نستعين بالآلة الراقنة،وبدأ اهتمامي به باكرا في سنة 1964 ،وما يجب التذكير به أن شيخنا الجليل ابن باديس ادرك بوعيه الكبير أن الجزائر الراضخة تحت نير الاستعمار في خطر شديد،لغتها مهددة،هويتها تتلاشى،ودينها يهاجم،فعكف على جمع كل من لهم صلة بالعلم من المسلمين،وتكوين جمعية تتبنى مهمة إصلاح أحوال المسلمين،وما زاد الشيخ رائد الإصلاح إصرارا،إعداد فرنسا الاستعمارية برنامجا احتفاليا كبيرا بمئوية احتلال الجزائر سنة 1930 ،وتشدقت فرنسا كثيرا إلى درجة أنها اعتبرت أن الجزائر قطعة فرنسية لاغية الهوية والوجود ،ومن فرط حقدها على الإسلام حاولت تكريس أن النصرانية بديل عن الإسلام،والفرنسية لسان حال الجزائريين، وعجلت هذه العوامل بميلاد جمعية العلماء المسلمين في 5 ماي 1931 في النادي الترقي الكائن بساحة الشهداء بالعاصمة،الذي أسس في سنة 1927 من طرف جماعة من أعيان الجزائر،عندها جاء رد جمعية العلماء على الزيف الفرنسي بالعبارة الثلاثية الإسلام ديننا،العربية لغتنا،والجزائر وطننا،ومن هنا أخذت جمعية العلماء تتسع بشكل ملفت للانتباه رغم محاولات وأدها ومحاربتها بقسوة،وباشرت الجمعية على يد الشيخ عبد الحميد بن باديس عملية إنشاء العديد من المدارس تتصدرها دار الحديث بولاية تلمسان،التي افتتحت من طرف ابن باديس والبشير الإبراهيمي وكان الافتتاح عبارة عن مهرجان شعبي عارم ألقى الشيخ بن باديس فيه خطبة مازالت خالدة حيث يحتفظ بها مسجلة عند الدكتورعبد الله بوخلخال،ومن خلال وعاء الجمعية ترصد الشيخ بعبقريته وإمكانياته البسيطة من قلم ووعي وإيمان بنبل قضية وطنه المسلوب إلى تلك المخططات الفرنسية الدنيئة بفضل جريدتي المنقذ والشهاب، التي فشلت في فرنسة الأرض والإنسان الجزائري،وفي كل المعارك التي خاضها كان صامدا ينبض بالوطنية لا يتبدل ولا يتغير في مواقفه المناصرة لجزائر حرة في إطار ثوابتها الدينية والعربية.
زوجة بن باديس باعت
حليها ليقتني مطبعة
نأسف لأن رائد الإصلاح الجزائري ابن باديس ليس له نفس الصيت ولم يفتك ذات المساحة من الشهرة والحضور في الذاكرة والأبحاث والتقدير، مقارنة مع علماء عصره في الوطن العربي والإسلامي على غرار جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده،رغم أن كفاحه وعبقريته رفعته إلى سقف قائمة الجهابذة؟
الشيخ بن باديس تبنى في حركته الإصلاحية طابعا خاصا البسه ثوب الواقعية،ولأنه رجل لا يخاطب فئة النخبة مثل محمد عبده وآخرين وإنما له صلة وطيدة بجميع شرائح المجتمع،يتسم بالبساطة بنزعة اجتماعية ،حيث يتصل بالطلبة والعمال وعامة الناس،ووظف في كل ذلك طريقة جد مهمة بعد أن اعتمد على وسائل الإعلام المتوفرة في عصره،خاصة وانه اقتنى مطبعة حيث شاركت زوجته في ثمنها،عندما لجأت إلى بيع جزء من حليها لشراء هذه المطبعة،وأطلق عليها اسم المطبعة الإسلامية الجزائرية.
قربك العلمي من فكر وحركة ابن باديس الإصلاحية،وبحوثك الكثيرة ،وجهود التنقيب المكررة أكيد أنها أثمرت بكشف الكثير من الحقائق التي لم تعرف ولم تنشر من قبل عن حياة وكفاح والفكر الإصلاحي لعالمنا الجليل الشيخ ابن باديس وبقيت في الظل لا يعرفها إلا من دفع ثمن ذلك احتراقا في البحث وتحمل مشقة استنطاق دفاتر وصفحات أثاره وإرثه العلمي الخالد؟
مفتي الديار المصرية الشيخ
بخيت منح بن باديس إجازة
ما لا يعرف عن ابن باديس انه كانت له صلة وطيدة بالحركات التحررية،وخاصة ما يجري في فلسطين،حيث عكف وقتها على مراسلة الشيخ الأمين الحسيني عن طريق الحجيج،يرسل الرسائل السرية ولم يتوقف عند هذا الحد بل كون لجنة لمساعدة الفلسطينيين،وهذا الاتصال لا يعرفه الكثير من الناس،لان أحد الجزائريين روى لي أنه أخذ من ابن باديس رسالة وسافر بالباخرة وسلمها إلى الأمين الحسيني”مفتي فلسطين آنذاك،وفوق هذا وذاك كانت له صلة وثيقة بالشيخ عبد العزيز الثعالبي الزعيم التونسي الذي أنشا الحزب الدستوري،وهو من أصل جزائري،وذهب ابن باديس على تونس ليهنئه بمناسبة عودته إلى تونس،على جانب العلاقات الجيدة والقريبة التي كانت تربطه بالزعماء والعلماء التونسيين على غرار الطاهر بن عاشور والمؤرخ بشير صفر الذي تعلم بن باديس على يده التاريخ والوطنية في المدرسة الخلدونية،ويجب التأكيد على أن رائد الإصلاح الجزائري حاز على الإجازة من مفتي الديار المصرية الشيخ بخيت،وعندما سافر بن باديس إلى الحج زار الشيخ بخيت في القاهرة في حلوان وكتب له الشيخ المصري إجازة في دفتر إجازته،وحمل له ابن باديس رسالة من شيخه الجزائري حمدان لونيسي ووصفه الشيخ بخيت بالرجل العظيم،علما أن الشيخ حمدان لونيسي عرض على ابن باديس البقاء في المدينة المنورة،غير أن احد الشيوخ الهنود نصحه بالعودة إلى وطنه والدفاع عن الإسلام وأوصاه بعدم الهجرة،فعاد ابن باديس سنة 1913،عندها شرع في بسط حركته الإصلاحية التعليمية بقسنطينة في ذات السنة،وأسس مدرسة التربية والتعليم في قسنطينة عن طريق إنشاء جمعية التربية والتعليم،وقرر فيها أن تتعلم الفتاة مجانا.
وأتذكر أنني سنة 1964 أخذت صورة لمطبعة ابن باديس وهي من الصور النادرة وعثرت على آخر ملزمة من العدد الأخير لصحيفته الصادرة سنة 1936،وعندما اندلعت الحرب العالمية الثانية أوقف بن باديس صحيفته حتى لا يضطر لتأييد فرنسا في الحرب ووضع تحت الإقامة الجبرية حتى توفي في منزل والده سنة 1940 وهناك ريب وشكوك كبيرة في اغتياله وطريقة موته الغامضة؟
نود معرفة المزيد من التوضيحات في هذه النقطة؟
ويروج حسب شهود أن لفرنسا الاستعمارية يد في موته،حيث يتردد ان سيدة فرنسية قصدت منزله ويفترض أنها عالجته بإبرة مسمومة،ونقلت هذه الأخبار برواية الشيخ محمد صالح رمضان،ويعد احد تلامذته المخلصين.
وكان بن باديس لا يجلس في مكتبه بل يتنقل في كل أنحاء البلاد شرقا وغربا ليحتك بالناس،ويلقي الخطب ويعطي الدروس،ويدعو إلى الله،ولكنه في نفس الوقت ملتزم بالتعليم في الجامع الأخضر بقسنطينة،والطلبة كانوا يأتونها من جميع الأنحاء،وفوق هذا وذاك يعكف على إرسال البعثات على الجامع الأعظم بالزيتونة
التكريم الحقيقي لرائد الإصلاح يكون عن طريق نشر ثقافته
لماذا لم يعط الجزائريون بن باديس حقه من الدراسة،ولماذا لم يحظ فكره ومنهجه بمدرسة خاصة حتى نأخذ منها ما نحتاجه من علم وتربية نورثها للأجيال منقحة؟
بالفعل رائد الإصلاح الجزائري لم يأخذ حقه من التعظيم والتكريم ،ومهما فعلنا لا نكافئه على ما قدم للشعب الجزائري،واحتفالنا كل سنة بيوم العلم هو احتفال بابن باديس،وعرفانا له قرر الاحتفاء بيوم العلم تاريخ وفاته،لكن يجب أن يعلم فكر ابن باديس،ويقرأ له،لان كل ما كتبه من اجل أن يحصن نفسه وثقافته في عصر تتصارع فيه الثقافات،وتكريمه الحقيقي يتمثل في نشر ثقافته وتدريس أعماله.
على ذكركم لصراع الثقافات هل فعلا نعيش خطر هذا التنافر في وقتنا الراهن أم أن الأمر يحركه في الباطن صراع الحضارات واستحالة تقارب بين الأديان؟
نحن نعيش صراع حاد بين الثقافات،وصل إلى درجة استعمال الأسلحة وشن الحروب،والدليل على ذلك ما اقترفه بوش الأمريكي والذي نطق لاشعوريا بعبارة الحرب الصليبية في العراق،وغيرهم ممن صرحوا بعدوانيتهم للإسلام بعد غياب الإتحاد السوفياتي.
تبقى استفهاماتنا تتدفق دائما في ذات الشق، ما رأيكم في رؤية الفاتيكان للإسلام؟
لما تولى البابا الحالي المسؤولية،أول عمل قام به،هاجم الإسلام في محاضرة مشهورة ألقيت في ألمانيا،ووردت ردود كثيرة عليه،لأنه اعتبر الإسلام مجرد ثقافة،وليست دينا،وهذا أمر غريب من رئيس العالم الكاثوليكي في عصر يتجه فيه الناس إلى التقارب،لا على التباعد،وإلى ثقافة عالمية.
ولا اخفي عليك أننا في الجزائر نتعرض إلى حملات مخطط التنصير الذي يهدف إلى تشتيت المجتمع الجزائري،ونخشى مما يحاك ضدنا خاصة ما تعلق بمحاولة تكوين فئة نصرانية طائفية على غرار ما حدث بلبنان وجنوب السودان،ولقد رأينا أن بعض الشباب قد تنصر،وتفطنا أن هذا التنصير يعتمد على وسائل إغرائية غير شريفة،وتتجه إلى الفقراء من الناس،شباب وغير شباب،ونحن لسنا ضد المسيحية وإنما ضد الذين يدعون إلى إفساد عقائد الناس،مع أن المسيحية في حاجة إلى أن تنشر في بلادها،لا في بلاد المسلميين لأن اغلب الناس في الغرب تخلوا عن المسيحية،والكنائس عندهم تكاد تكون خالية، اما المسلمون هم اكثر الناس اليوم عبادة لله،ومساجدهم عامرة بالمصليين،حتى أنهم يصلون يوم الجمعة في الشوارط.
جمعية العلماء لعبت دورا رياديا في الحفاظ على الهوية،ولم تتوقف عند هذا الحد بل ساهمت بعمق في الفكر الإسلامي،يؤلمنا أن التواصل لم يبق بذات الوتيرة وانقطع السيل في الماضي عن الحاضر؟
نحاول مواصلة رسالة شيخ الإصلاح الجزائري،في الدفاع عن الإسلام وضد التنصير والعدوان عليه من الداخل والخارج والدفاع عن اللغة العربية وترسيخها في هذه البلاد لأنها لغة لا يفهم الإسلام إلا بها،وهي لغة القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة،وهما مصدر الإسلام الأساسيان،واعترف انه واجهت جمعية العلماء ظروف أخرى وعطل عملها خلال الثورة وبعد الاستقلال وعادت بشكل محسوس في عقد التسعينات.
ولدينا شعب ومدارس في بعض الولايات لتدريس القرآن والعلوم الإسلامية،بالإضافة إلى دور الحضانة حيث يحضر النشا ويلقن تربية إسلامية،ونعتمد في ذلك على بعض التبرعات،وفي جريدة البصائر من خلال الإشهار ندفع حقوق الطبع والموظفين.
عشية الاحتفاء بيوم العلم ماذا حضرتم من نشاطات فكرية لتخليد إنجازات عالم الجزائر،ورائد إصلاحها؟
+من المقرر أن نعقد العديد من الندوات الفكرية في ولاية برج بوعريريج وسطيف والعاصمة برياس البحر،وندوة بتلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية.
شيئا، فشيئا بدأ فكر وأعمال بن باديس يغيب عن المناهج والمراجع المدرسية،ما هي الرسالة التي ترونها ضرورية للشباب في الوقت الراهن؟
+على الشباب أن يبحث وينكب على دراسة أعمال بن باديس،ولا يكتفي بذلك بل يحاول تحليلها،ويواصل السير على منهجه في الكفاح والعمل الجاد،ويجب فوق هذا وذاك أن نساهم في تجديد منهجه،وفتح الدراسات العليا في الجامعات،تضاف إلى تلك الرسائل التي أخذت تهتم به و أجريت حول أعماله في الماجستير والدكتوراه،وبالمقابل اهتم به الأجانب في غير الجزائر بحركته وإصلاحه وطرحه العلمي.
وانصح الشباب الاستنارة بفكره والأخذ بنور المصلحين الجزائريين،أمثال بن باديس،وأن ينحو نحوهم في تحرير العقول والدفاع عن الهوية والثقافة الإسلامية،حتى يمكننا مواجهة الصراع الثقافي الذي نتعرض له في زماننا هذا بقوة،على اعتبار أن الثقافة القوية هي التي يعول عليها في التغلب على اللوبيات،لذا علينا أن نحصن قلعتنا الذاتية،وان لا نفتح أبوابها على مصرعيها على العدوان الثقافي،وأن ندافع على أوطاننا وأرزاقنا في أوطاننا العربية.
مار أيك إذا في كل ما يحدث في البلدان العربية من موضة التململ واحتجاجات كثيفة تطالب بإفتكاك سقف اكبر من الحريات ومزيدا من الخطوات نحو الديمقراطية وتحسين الحياة المعيشية؟
إن رياح التغيير أخذت تهب في العالم الإسلامي،فعلينا أن نتهيأ من أجل تغيير أنفسنا ومناهجنا،ووسائلنا في القول والعمل حتى لا نتعرض لعدوان يغيرنا لفائدة غيرنا.
وعلى الشباب أن يعنى بحب الثقافة والعلم، والإستناد في حياته إلى الحقائق
*مازلت تحمل في عمق نضالك الفكري والعلمي دفاعا خاصة للثقافة العربية الإسلامية،كيف وجدت المهمة،ونود معرفة واقعها في عيون الدكتورعمار طالبي التشريحية؟
الثقافة في بلادنا لم تأخذ مكانها بعد،وعلى الشباب أن يعنى بحب الثقافة والعلم،وان يستند في حياته إلى الحقائق العلمية والمنهج العلمي،سواء في السياسة أو في الثقافة،أو في الاقتصاد،لان العلم اليوم هو الذي تبنى عليه شؤون العالم وعليه يبنى اقتصاد المعرفة أو مجتمع المعرفة.
ما سر الاهتمام الذي منحته للشيخ بن باديس،لانك انتقيته من بين العلماء كي تخوض رحلة لقائه والتعرف عليه من خلال الكتب وشريط ذاكرة الأرشيف؟
كتبت عن الشيخ ابن باديس حبا في علمه وإخلاصا له،ومازلت متشوقا لأكتب عنه مجددا..
إذا ما هي الأمور التي كنت تود التحليق في مغامرة الكتابة عنها وسطرتها ضمن أجندة مشاريعك؟
مازلت انوي واطمح في ذات الوقت في الكتابة عن العالم مالك بن نبي،وإنهاء كتاب شامل عن حياة وفكر الشيخ بن باديس.
أوجه التقاطع والاختلاف بين بن باديس والبشير الإبراهيمي،ومبارك الميلي،والعربي التبسي، في نظرك؟
+بن باديس يمثل التقوى والإخلاص تنصهر بداخله قوة روحانية كبيرة سهلت له مهمة التبليغ،شديد الإخلاص في التبليغ لدعوته،وله أسلوب التدرج في الإصلاح،له قدرة عجيبة على التكيف مع الأوضاع،واسع الافق.
والبشير الإبراهيمي رجل أدب وبيان ولغة،له شجاعة سياسية،وكان يكتب بقوة أسلوبه بشراسة ضد المستعمر حيث لقب بجاحظ زمانه.
ومبارك الميلي،منظر الإصلاح في جمعية العلماء المسلمين.
والعربي التبسي كان أصوليا ،فقيها ومربيا كفئا ثابتا في المبدأ،وكتبت له الشهادة.
ما رأيك وانت باحث في الفلسفة الإسلامية في غارودي والمستشرق الفرنسي جاك بارك؟
غارودي اقتنع في الإسلام وآمن به،وبدل ان يتعرف على الإسلام أكثر ويتعمق فيه،بدا يفتي في بعض المسائل التي ربما لا يكون فيها على صواب،لكننا لا ننكر إخلاصه ودفاعه،ويكفينا انه بسبب امتناع جندي جزائري بقتله بتحريض فرنسي أدخله على الإسلام.
بينما جاك بارك،فقال عنه الدكتور الخالدي أنه باشا الثقافة،وترجم القرآن إلى اللغة الفرنسية وعاد إلى الجزائر وأهدى مكتبته إلى بلدية فرندة بولاية تيارت لأنه ولد بها.
هل المتخرجين من الجامعات الإسلامية يجدون مكانا لهم في إثراء الساحة العلمية بالبحث او التربية،بما أنكم عملتم على رأس العديد من المؤسسات الجامعية ؟
فعلا اسست سلسلة من المعاهد لتدريس العلوم الإسلامية في كل من ادرار وباتنة ووهران والعاصمة وانا اول من أسس معهد العاصمة وكنت على راس جامعة العلوم الإسلامية بقسنطينة،أما المتخرجين من هذه المعاهد فهم موظفين في الدراسات العليا واقتحم عدد كبير منهم مجال التدريس.
نترك لك مساحة بيضاء تقول فيها ما تشاء؟
علينا بالعلم وعلى الشباب بأن ينهل من علم الأسلاف حتى نتمكن من فرض أنفسنا والحفاظ على تواجدنا القوي والثابت


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.