تستعد عاصمة الغرب الجزائري، وهران، لأول مرّة في تاريخها، لتنظيم احتفالية خاصة بانطلاق حملة جني الحوامض يوم 22 نوفمبر الجاري، وسط مساع لتحويلها إلى تظاهرة وطنية، احتفاءا بهذه الشعبة، وعلى رأسها الكليمونتين، المعروفة أيضا باسم الوهرانيّة، نسبة إلى مدينة وهران. يهدف هذا اليوم، حسب رئيس الغرفة الفلاحية لولاية وهران، براشمي مفتاح الحاج، إلى تعريف المواطنين بهذه الشعبة ونوعية الكليمونتين التي تم اكتشافها لأوّل مرة بالمركز المهني لبلدية مسرغين، وسميت كذلك تقديرا لمجهودات للأب كليمون (1829-1904) الذي كان مدير المركز في سنة 1892، وقد حصل رفقة الطبيب وعالم النباتات لوي شارل على هذا النوع من البرتقال بتهجين عند قصد شجرة مندرين بفاكهة أخرى، حيث سيتم بهذه المناسبة تنظيم معرض لكل أنواع الحوامض بما فيها الكليمونتين والمندرين والطامسون والليمون، وذلك على مستوى الساحة المقابلة لبلدية مسرغين غرب الولاية، بحضور أستاذة ومختصين بهدف الخروج بتوصيات عملية من شأنها الرفع من مستوى الشعبة على مستوى ولاية وهران، وبالأخص في دائرة بوتليليس، نظرا لتوفر العوامل المساعدة، وعلى رأسها المناخ والمياه. وقد كانت الحمضيات في وقت قريب من أهم الشعب بالولاية، قبل أن تطالها عديد المشاكل، والتي أدت إلى تراجع المساحة المزروعة من 600 هكتار إلى 258 هكتار حاليا، ترتكز خاصة ببلديات مسرغين، بوتليليس وبلدية السانية، حسب توضيحات زدام الهواري معبّرا عن طموحاتهم الجادة بتوسيع المساحة المستغلة وتحقيق الجودة والنوعية. كما تحدّث عن المساعي الرامية لجعل «كليمونتين مسرغين» من المزروعات الفلاحية «الموسومة»، لاسيما وأنّ وزير الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، عبد القادر بوعزقي في زيارته الأخيرة لوهران، كشف عن دراسات متخصّصة لتوسيم 5 منتوجات فلاحية في السنوات القليلة المقبلة، من بينها كليمونتين مسرغين. ....ومطالب بدعم الشّعبة وإعادة الاعتبار لها بدوره، أكّد بن خدة خليل، فلاح مختص في شعبة الحوامض وأشجار الكليمونتين بمسرغين، على أهميّة دعم هذا النوع من الحوامض، بهدف توسيع المساحات المزروعة والدخول بنجاح إلى عالم الإستيراد، داعيا مختلف الجهات المعنية إلى المساهمة الجادة في تحقيق هذا المسعى، انطلاقا من إعادة استغلال الآبار العميقة واستخدامها في أغراض الري وتخفيض قيمة فاتورة الكهرباء، نظرا للاستهلاك المتزايد للطاقة المستخدمة لضخ المياه. كما نوّه محدّثنا إلى ارتفاع أسعار الأدوية والأسمدة الزراعية بالسوق المحلية و ندرة الأنواع التي تتلاءم مع مختلف خصائص ومكونات التربة الزراعية، معتبرا أن تسميد الحوامض من العمليات الزراعية الهامة في الحياة النباتية، ناهيك عن العناصر المغذية المختلفة، على غرار الآزوت والفوسفور والبوتاسيوم، وغيرها من المغذيات الرئيسية والثانوية. كما تطرّق بن خدّة إلى الطرق الحديثة لإضافة الأسمدة المعدنية مع الري، وهو يطالب بدعم هذا النوع من التقنيات، نظرا لأهميتها القصوى في تحقيق إنتاجية مرتفعة ونوعية جيّدة وزيادة في كفاءة استعمال المياه والأسمدة، موضحا أنّ نظام الري بالتنقيط مناسبا وفعّالا في إضافة الأسمدة الذائبة، حيث أنّها عمليّة يتم بواسطتها إضافة الماء مباشرة إلى منطقة المجموع الجذري للنبات، وهذا بدوره يؤدي إلى زيادة فاعلية السماد ويقلل من استخدام العمالة، لكن بالمقابل هذا النوع من الأسمدة المعدنية يتعدى ثمنها بالسوق المحلية 20 ألف دج للقنطار.