زار الرئيس السوداني عمر البشير، أمس الأول، العاصمة السورية دمشق حيث التقى نظيره السوري بشار الأسد، وأجرى معه محادثات تناولت العلاقات الثنائية وتطورات الأوضاع في سوريا والمنطقة، وفق ما صرحت به الرئاسة السورية. يعتبر البشير أول رئيس عربي يزور العاصمة السورية منذ اندلاع الازمة الدموية في سوريا في مارس 2011. قال الأسد، إن زيارة البشير من شأنها أن تشكل دفعة قوية لعودة العلاقات بين البلدين كما كانت قبل الازمة على سوريا. كما أكد الأسد والبشير خلال المحادثات أن «الظروف والأزمات التي تمر بها العديد من الدول العربية تستلزم إيجاد مقاربات جديدة للعمل العربي تقوم على احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية وهذا بدوره كفيل بتحسين العلاقات العربية العربية بما يخدم مصلحة الشعب العربي»، وفق ما ذكرت وكالة سانا. أوضح البشير ، أن «سوريا هي دولة مواجهة وإضعافها هو إضعاف للقضايا العربية وما حدث فيها خلال السنوات الماضية لا يمكن فصله عن هذا الواقع، وبالرغم من الحرب بقيت متمسكة بثوابت الأمة العربية»، معربا عن أمله في أن «تستعيد سوريا عافيتها ودورها في المنطقة في أسرع وقت ممكن وأن يتمكن شعبها من تقرير مستقبل بلده بنفسه بعيدا عن أي تدخلات خارجية». تعاني دمشق عزلة دبلوماسية على الصعيدين العربي والدولي منذ اندلاع الازمة الدموية فيها قبل 7 سنوات، تجلت خصوصا في إغلاق غالبية الدول العربية والغربية سفاراتها وممثلياتها في سوريا. في 12 نوفمبر 2011، أي بعد نحو ثمانية أشهر من بدء الاضطرابات في سوريا، اتخذت الجامعة العربية قرارا بتعليق عضوية سوريا مع فرض عقوبات سياسية واقتصادية على دمشق. رغم أن دولا عربية كثيرة أغلقت سفاراتها أو خفّضت علاقاتها مع دمشق، ثمة دعوات كثيرة في العالم العربي في الأشهر الأخيرة لتطبيع العلاقات مع سوريا وإعادتها إلى مقعدها في جامعة الدول العربية. زيارات غير مستبعدة اعتبر سفير دمشق لدى الخرطوم، حبيب عباس، تعليقا على لقاء الرئيسين السوداني، عمر البشير، والسوري، بشار الأسد، أنه من غير المستبعد أن يزور رؤساء عرب آخرون سوريا في المستقبل. قال عباس، «زيارة الرئيس البشير إلى سوريا مهمة باعتباره أول رئيس عربي أو رئيس في المنطقة يقوم بزيارة إلى سوريا منذ بداية الأزمة السورية عام 2011». أشار إلى أنه لا يستبعد زيارة رؤساء بعض الدول العربية لسوريا في المستقبل، موضحا في هذا السياق: «أن الأمر وارد حقيقية، لأن هناك بعض الدول العربية تدرس إعادة فتح سفاراتها في دمشق، ونحن بدورنا ننتظر أن يعود العرب إلى سوريا». لم يشر السفير السوري مع ذلك إلى الدول التي يدور عنها الحديث. زيارة البشير جاءت بعد أن تمكنت القوات الحكومية السورية خلال السنوات 3 الماضية، من بسط سيطرتها على أكثر من 90 بالمئة من أراضي البلاد محررة إياها من قبضة المسلحين والارهابيين.