بمناسبة المباراة المصيرية التي تنتظر المنتخب الوطني الجزائر في إطار تصفيات كأس إفريقيا للأمم 2012 أمام المنتخب المغربي بملعب مراكش اليوم، جمعنا حديث مع اللاعب السابق لمولودية العاصمة والمنتخب الوطني عمر بطروني، لمعرفة أرائه حول مختلف الزوايا المتعلقة بالمباراة أو التحضيرات التي قام بها الفريق الوطني تحت إشراف المدرب عبد الحق بن شيخة، نعرضها عليكم في هذا الحوار الشيّق مع نجم الكرة الجزائرية في السبعينات. ❊ الشعب: صباح الخير عمر بطروني، معكم صحفي جريدة “الشعب”، نودّ طرح بعض الأسئلة عليكم بخصوص مباراة الجزائر بنظيرتها المغرب؟ ❊❊ بطروني: صباح الخير، نعم بالطبع، أنا في الخدمة تفضل. ❊ الشعب: أولا لا يمكن مباشرة الحوار قبل معرفة رأيكم حول مدينة مراكش، وقد سبق لكم اللعب هناك؟ ❊❊ بطروني: صحيح، لقد سبق لي أن لعبت في مختلف أنحاء المملكة المغربية الشقيقة، خاصة مع فريقي السابق مولودية الجزائر، حيث اكتشفت معه معظم المدن المغربية: طنجة، مراكش، الدارالبيضاء... مدينة مراكش جميلة جدا، وحسب ما شاهدت شيّد بها ملعب جديد بكل المقاييس الحديثة، أرى أن اختياره لإجراء المباراة صائب لإضفاء طابع جمالي أكبر، وإمكانية مشاهدة مقابلة على الطريقة الأوروبية. ❊ الشعب: لكن هناك مشكل المناخ نظرا للحرارة المرتفعة التي تسودها في هذه الأوقات من السنة؟ ❊❊ بطروني: بالفعل، حسب تجربتي ومعرفتي بالمدينة، أؤكد لكم أنها حارة جدا، خاصة في فصل الصيف. ❊ الشعب: وما رأيكم إذا في اختيار مدينة إسبانية لإجراء التربص التحضيري لمباراة المغرب على الرغم من اختلاف مناخها مقارنة بمراكش؟ ❊❊ بطروني: أظن أن بن شيخة يعي ما يفعله، خاصة وأنه مُحاط بأشخاص لهم من التجربة ما يكفي لاختيار الأفضل للمنتخب الوطني، كما أن مورسيا موجودة في جنوبإسبانيا، إذا هناك تقارب نوعا ما من المناخ لقربها من المغرب. للأسف، لا يوجد مراكز في المستوى في الجزائر من أجل تحضير مباراة من هذا الحجم والأهمية، كما أن المنشآت شبه منعدمة، فمثلا لو توفرت مدينة بسكرة على مركز من مستوى عال، لكانت خيارا جيدا لتحضير مباراة المغرب لتشابه الأجواء في المدينتين. ❊ الشعب: معظم لاعبينا ينشطون في أوروبا على غرار نظرائهم من المغرب، مارأيكم في القائمة التي استدعاها المدرب الوطني تحسبا للمواجهة؟ ❊❊ بطروني: أرى أنها منطقية لأبعد الحدود، كل اللاعبين المعنيون بالمباراة هم في رأيي أحسن ما هو متوفر في الوقت الحالي. بن شيخة يراهن دائما على العناصر الأكثر جاهزية ومشاركة مع نواديها، سواء بدنيا أو فنيا، وحتي نفسيا لأن هذا العامل مهم جدا في مثل هذه التحديات. فقوة المنتخب الجزائري تكمن في روح المجموعة والحرارة التي تتميز بها هذه المجموعة من اللاعبين، لا نملك لاعب مثل “ميسي” أو “رونالدو” القادر على قلب موازين المباريات لوحدها، إلاّ أنّ ذلك لم يمنع منتخبنا من البروز خاصة في التصفيات الماضية لكأسي إفريقيا والعالم بفضل الحماس والإرادة، والنتائج تتحدث عن نفسها. ❊ الشعب: سوداني، دوخة، حاج عيسى، زماموش ولموشية من اللاعبين المحليين، بماذا تفسرون مواصلة توجيه الدعوة لهم من طرف بن شيخة، خاصة الثنائي الأول الذين سيسجلون أول مشاركة لهم مع المنتخب الأول، وفي مباراة مصيرية كهاته؟ ❊❊بطروني: اسمح لي أن أعطيك وجهة نظر في هذه النقطة. أرى شخصيا أن اللاعبين الدوليين »المحليين« لا يختلف مستواهم عن المحترفين المتواجدين مع المنتخب، فكل واحد منهم قادر على اللعب في أوروبا، خاصة في فرنسا، فالقضية هنا ليست قضية مستوى، إنما أظن أنها تكمن في تكوين اللاعب في مختلف الأصناف قبل أن يصبح من الأكابر. نملك لاعبين كثر يمكن الاعتماد عليهم داخل الميدان، هم بحاجة فقط إلى من يوجّههم ويحسّن تكوينهم مثلما تفعل معظم اتحاديات كرة القدم في العالم، التي تهتم كثيرا بالكتوين حتى تخرّج لاعبين في المستوى. ❊ الشعب: لنتحدث قليلا عن الأجواء التي يعيشها اللاعبون عندما يخوضون مقابلات في المغرب، خاصة المصيرية منها بحكم تجربتكم وخبرتكم الطويلة في الميادين؟ ❊❊ بطروني: كل المباريات التي تجمع بين فرق شمال إفريقيا عامة أو الجزائرية والمغربية خاصة، سواء الأندية أو المنتخبات الوطنية ،لها طابع خاص. هي داربيات مثيرة لأنها تجلب اهتمام الجماهير وتثير حماسهم. ومتأكد أن مباراة المنتخبين هذه المرة وأهمية نقاطها في سباق التأهل إلى كأس افريقيا المقبلة لن تخرج عن المألوف، ستكون حماسية وقوية لامحالة، وننتظر أن نعيش أطوارها بكل جوارحنا تحت ضغط كبير. ولكم أن تتصوّروا الضغط الذي سيكون على عاتق اللاعبين عند بداية اللقاء بالرغم من أنهم تقريبا محترفين، لكن الأمور تسير هكذا في الداربيات. ❊ الشعب: وكيف ترونها أنتم عمر بطروني؟ وما هي مفاتيح الفوز بها؟ ❊❊ بطروني: حتما هي مباراة مهمة جدا للطرفين، ولا أظن أن أحدهما سيتساهل في التعامل معها. الفوز ضروري لأنه سيكون بوابة “الكان” القادمة، لأن كل المتنافسين في المجموعة متساوون في النقاط، ومن يكسب نقاط مواجهة اليوم سيخطو خطوة كبيرة جدا نحو التأهل. على اللاعبين التركيز جيد إلى ما ينتظرهم، وعدم التأثر بضغط الجمهور المغربي المرتقب خلال المباراة. إن تجاوزوا كل هذا، وقدّموا الآداء الذي نعرفه عنهم، ممكن جدا حسم اللقاء والفوز به إن شاء اللّه.