انتشرت في السّنوات الأخيرة بكل ولايات الوطن مبادرات ثقافية كثيرة قادها شباب مبدع ونشاط في المجتمع المدني وطلبة جامعيون من مختلف الفئات والتوجهات، أطلقوا عليها شعار «الجزائر تقرأ» تدعو الجزائريين وتشجعهم على القراءة والمطالعة روجوا له ميدانيا عبر عدة فضاءات على غرار مكتبات مفتوحة في الهواء الطلق وفي مختلف الفضاءات والمرافق العمومية بعد أن قادوا حملات عبر صفحاتهم على الفايسبوك للترويج لهذا الهدف، وتقريب الكتاب والرواية والقصة...إلخ من القارئ. يعتبر نادي «درب التميز في الفكر والثقافة» بعاصمة الاوراس باتنة، والذي ينتمي لمديرية النشاطات الفرعية للنشاطات الثقافية لجامعة باتنة01، من بين أهم النشاط في هذا المجال، حيث نظم العديد من التظاهرات الأدبية والثقافية والفكرية التي روجت لمشروع»الجزائر تقرأ»، والتي لقيت حسبما أفاد به رئيس النادي في تصريح لجريدة «الشعب»، السيد يحيى بن ساسي، تجاوبا كبيرا من قبل متصفحي تلك المواقع أدى إلى تبني فكرة القراءة من قبل مجموعات من الشباب من مختلف الولايات كما بادر رفقة الشباب المنخرط في النادي إلى إنشاء فضاءات افتراضية لتشجيع القراءة وإيصال الكتاب للقارئ من خلال مواقع حولت إلى»فضاءات مكتبية افتراضية» تحفز مختلف فئات المجتمع دون استثناء على القراءة واقتناء الكتب، كما تعمل على مساعدة الطلبة في الوصول إلى كتب ومراجع تعليمية. ويعد مشروع «مكتبة في كل شارع» الذي انطلق من مدينة مروانة بباتنة حسب ضيف «الشعب»، بفضل الشابين أمين (طالب في الطب) وحسن (بدون عمل) شكلا آخرا لبعث القراءة ضمن المبادرات الملموسة التي لقيت صدى عميقا في أوساط الشباب بدليل انتشار فكرة مكتبة في كل شارع التي وضعت تحت شعار»ضع كتاباً وخذ آخر مكانه» في العديد من المدن بالولاية على غررا المعذر، باتنة، وغيرها لجعل القراءة سلوكاً يومياً. ويضيف رئيس نادي درب التميز في الفكر والثقافة يحيى بن ساسي الذي يدرس سنة أولى ماستر علم النفس العيادي، أن الشباب بمختلف الولاياتالجزائرية على غرار بجاية، ميلة، سعيدة تمكنوا بعد الاقتناع بالفكرة من إيجاد فضاءات كثيرة ومتنوعة لاحتضان الكتاب خارج الأماكن التقليدية مستغلين الساحات العمومية والحدائق بعد أن تحصلوا على التراخيص من الجهات المعنية لإقامة مكتبات على شكل خزائن ذات واجهات زجاجية تسمح للقارئ من رؤية محتوياتها، كما يمكن للقراء أخذ تلك الكتب و المساهمة في إثراء المكتبة المتنقلة بكتب يمتلكونها. وتجسّدت هذه المساعي في أشكال عدة منها مبادرة مجموعة «معمل القراء» المكونة من كتاب و شعراء و صحافيين يجمعهم حب الكتاب، ويسعى المشروع الذي انطلق في 2015 للتشجيع على القراء العامة أمام الجمهور. وتقدم هذه المجموعة المتواجدة على الشبكة العنكبوتية قراءات لمقاطع كتاب جزائريين وعالميين خلال ملتقيات القراءة التي تنظمها في إطار تظاهرات ثقافية مثل المهرجان الثقافي الأوروبي بالجزائر والمهرجان الدولي للشريط المرسوم. ويرى بن ساسي أن مثل هذه المبادرات وفقت في تبليغ الفكرة للمواطنين عامة والطلبة، خاصة رغم بعض العراقيل والمشاكل التي تصادف للترويج لهذه المباردة من طرف بعض الإفراد السلبيين في التفكير، إضافة إلى طغيان الجانب التجاري في أغلب معارض بيع الكتب. وعن نشاطات النادي أكد بن ساسي أنه رفقة عدد من الطلبة والطالبات قاموا بتأسيس النادي سنة 2017 نظ]موا مجموعة من النشاطات تتعلق بالكتاب والتشجيع على القراءة، حيث يتم في كل مرة استضافة أستاذ يقوم بقراءة في كتاب بالإضافة إلى وضع عرض لكتب مختلفة في بهو الكلية، وهذا بغية الاطلاع عليها من طرف الطلبة. ولتعزيز هذه الفكرة يتطلع النادي إلى إعداد مكتبة للطالب حتى يقرأ من كتبها، حول جميع التخصصات التي سيمنحها متطوعين و أساتذة كهدية لهذه المكتبة في محاولة لزرع ثقافة القراءة لدى الطلبة، ويختم محدثنا اللقاء بالتأكيد على أن رغم جدية هذه المبادرات وفعاليتها إلا أنها غير كافية لوحدها في إعادة الاعتبار للقراءة.