كتاب لكل 12ألف مواطن عربي وكتب التنجيم الأكثر طلبا العرب يقرؤون 35ساعة سنويا !!! انتشرت مؤخرا في الجزائر وعبر مواقع التواصل الاجتماعي الكثير من المبادرات للتشجيع على القراءة والتي تجسدت على أرض الواقع عبر العديد من ولايات الوطن. أكرم .ع أطلقت مجموعة من الشباب والمثقفين خلال السنوات الأخيرة في الجزائر مبادرات من أجل دعم وتشجيع القراءة في الجزائر، منهم من اختار العمل في منطقته، ومنهم من كان هدفه أكبر وهو تعميم المشروع عبر كافة ربوع الوطن. وإن كانت البداية على الفيس بوك فإن هذه المبادرات وجدت طريقها على أرض الواقع في مقدمتها "الجزائر تقرأ"، "خذ كتابا مجانا"، "مكتبة في الشارع" وغيرها، وتكريس تلك الفضاءات لتزويده بالأخبار والمعلومات عن عالم الكتاب والنشر. فضاءات مكتبية افتراضية ونجحت المبادرات إلى حد ما في دفع الشباب إلى تبني فكرة القراءة وإنشاء مجموعات لإيصال الكتاب إلى القارئ من خلال مواقع تحوّلت إلى "فضاءات مكتبية افتراضية" تحفز على القراءة واقتناء الكتب. كما تعمل على مساعدة الطلبة في الوصول إلى كتب ومراجع تعليمية. "الجزائر تقرأ"..مبادرة لقادة الزاوي الشاب قادة الزاوي قام بإنشاء موقع "الجزائر تقرأ" والذي تحول فيما بعد إلى دار نشر عرفت انتشارا كبيرا رغم حداثة تأسيسها، فاستقطبت الكثير من الأسماء المثقفة، إلى جانب عملها الدائم على نشر كل ما يتعلق بعالم الكتاب من أجل تشجيع المقروئية. مكتبة في كل شارع "مكتبة في كل شارع"، مبادرة أخرى تم إطلاقها تحت شعار "ضع كتابا وخذ آخر مكانه" لجعل القراءة سلوكا يوميا، ولاقت الفكرة صدى واسعا. واستطاعت جذب القراء وتحقيق النجاح، لكن غالبا ما تستقطب هذه المبادرات الشريحة التي تهتم أساسا بالقراءة وتبحث عن توسيع المعارف والثقافة. مكتبات في المقاهي كما عمد بعض مثقفي الجنوب إلى إطلاق مشروع "مكتبات في المقهى" والتي لاقت صدى كبيرا وعرفت انتشارا واسعا، وكانت الانطلاقة من مدينة وادي سوف لتنتشر الفكرة في الولايات المجاورة. الكتاب ..حركية وإنتاج في الجزائر تشير إحصائيات عربية إلى أن البلد الأكثر تمتعا بالحركية والإنتاج والقراءة في سوق الكتاب هو الجزائر الذي يزور معرضه الدولي للكتاب أكثر من مليون و500 ألف زائر ويشارك فيه ما بين 900 و1000 عارض ويمتد على مساحة عرض تفوق 20 ألف متر مربع وزواره يشترون الكتب. القراءة العربية وثورة التكنولوجيا واقع القراءة العربية حسب الباحثة والكاتبة رويدة الرفاعي التي نشرت بحثا على صحيفة "العرب" ينطبق عليه وصف أزمة لم تتوقف عند جيل محدد، وليس من الإنصاف إلقاء اللوم على التكنولوجيا وثورة المعلومات على شبكة الإنترنت التي أثرت بشكل عام على جميع دول العالم، وأصبح المشهد العام في القطارات والمترو ومواقف انتظار الحافلات، متمثلا في إمساك الأشخاص بأجهزتهم الذكية بدلا من الكتاب. نظام التعليم …المشكلة وتبدأ المشكلة وفقا لذات الباحثة لدى جيل الشباب العربي من نظام التعليم المليء بالثغرات والبعيد كل البعد عن منهج التحليل والنقد والشك، والتشجيع على المطالعة أو رعاية أي مواهب أخرى، وغالبا ما يتخرج الطلاب بمؤهلات علمية وليس في جعبتهم سوى ما درسوه في الكتب المدرسية والجامعية، والاستثناءات قليلة جدا. العرب يقرؤون 35ساعة سنويا !!! وتتباين الأرقام والإحصاءات الرسمية من مراكز الأبحاث والمنظمات الدولية المعنية بهذا الموضوع، لكنها جميعا تتفق على تدني نسبة القراءة لدى الشباب العربي، وخلص مؤشر القراءة العربي الذي أطلقته "قمة المعرفة 2016" بالتعاون مع برنامج الأممالمتحدة الإنمائي عن واقع القراءة في العالم العربي، إلى أن العرب يقرأون ما يعادل 35 ساعة سنويا. كتب التنجيم ثاني أكثر الكتب قراءة عند العرب وكشف استطلاع للرأي أجرته "ياهو مكتوب" للأبحاث، وفقا لتقرير صحيفة العرب أن ربع سكان العالم العربي، نادرا ما يقرأون كتبا. ويحتل الكتاب في غوغل المرتبة ال153 من بين الاهتمامات العربية. وتعتبر كتب التنجيم هي ثاني أكثر الكتب قراءة في الوطن العربي. 30 ألف عنوان في السنة وتقدر قيمة النشر في العالم العربي بحوالي 30 ألف عنوان فقط ولا يزيد عدد كتب الثقافة العامة من هذه الإصدارات على خمسة آلاف عنوان، فيما تحتل الكتب المدرسية والمطبوعات الحكومية المراتب الأولى في عملية النشر. وتقول المعايير الدولية إنه يفترض أن تكون لكل ستة آلاف نسمة من المقيمين مكتبة عامة لكي تقوم بدور ثقافي، إلا أن عدد المكتبات العامة في الدول العربية مجتمعة لا يزيد على 4500 مكتبة من كافة الأحجام، وربما كان عدد المكتبات العامة ذات الوزن والأهمية في الوطن العربي لا يتجاوز ال1000 مكتبة فقط. كتاب واحد لكل 12 ألف مواطن عربي ووفقا لدراسات التنمية الصادرة عن مؤسسة الفكر العربي في القاهرة فإنه تم تسجيل صدور كتاب واحد لكل 12 ألف مواطن عربي، بينما يصدر كتاب لكل 500 مواطن إنكليزي، وكتاب لكل 900 مواطن ألماني، أي أن معدل القراءة في العالم العربي لا يتجاوز 4 بالمئة من معدل القراءة في إنكلترا على سبيل المثال. وتعاني صناعة الكتاب في الدول العربية من العديد من المشاكل، أهمها ضعف الميزانيات المرصودة لهذا الغرض، حتى أن بعض المؤشرات تؤكد تراجعها.