رفض مجلس الدولة الفرنسي أمس، وقف استخدام قاذف الكرات الدفاعية من قبل رجال الشرطة وقوات الأمن خلال المظاهرات. وأكد المجلس الذي يعد أعلى هيئة قضائية إدارية في البلاد، أن لجوء السلطات الأمنية لهذا السلاح ضروري لحفظ الأمن خلال المظاهرات، فيما تتواصل احتجاجات “السترات الصفراء” التي تعيش على وقعها فرنسا منذ أكثر من ثلاثة أشهر. عرضت عليه القضية من قبل نقابة الاتحاد العام للعمل (اليسارية) ورابطة حقوق الإنسان وأربعة ضحايا أصيبوا به في مدينتي بين ومونبيلييه، وأصيبوا بتشوهات على مستوى الرأس. أكد المجلس المتمتع بصلاحيات من أبرزها تأمين “خضوع الإدارة فعليا للقانون”، أن لجوء رجال الشرطة وقوات الأمن لهذا السلاح ضروري لتحقيق الأمن خلال المظاهرات، فيما تعيش فرنسا منذ أكثر من ثلاثة أشهر على وقع احتجاجات “السترات الصفراء”. ودعم مجلس الدولة مبررات وزير الداخلية كريستوف كاستنير بأنه “لا بديل عن هذا السلاح” في الوقت الراهن. وقد أثار استخدام هذا السلاح جدلا كبيرا في فرنسا، نظرا لما تسبب به من إصابات خطيرة لدى بعض المحتجين من حركة “السترات الصفراء” وآخرها إصابة الناشط البارز جيروم رودريغيز في عينه، خلال مظاهرات السبت الماضي في باريس. تتميز الكرات المقذوفة بأنها تتفتت عند ارتطامها بالهدف، كما أن فرنسا من الدول الأوروبية القليلة جدا التي تستخدم هذا السلاح. تفجر الجدل حول استخدام هذا السلاح في مطلع تسعينيات القرن الماضي، وكان استعمالها آنذاك مقتصرا على القوات الخاصة وتم تشريع استخدامها تدريجيا وعلى مر الأزمات (أزمة الضواحي، إرهاب...) إلى كل قوات حفظ الأمن في فرنسا. تصنف الإدارة الفرنسية هذا السلاح ضمن خانة الأسلحة “شبه الفتاكة”، التي تهدف إلى التصدي لتهديد شخص من دون إلحاق الضرر بجسده. إلا أن المعارضين لاستخدامه يشددون على أنه قد يتسبب بأثار خطيرة قد تصل لحد الموت. في المقابل، تستعد السترات الصفراء للنزول بقوة إلى الشارع، اليوم السبت، في التحرك “الثاني عشر”، ودعا إريك درويه، أبرز الناشطين على صفحته الرسمية بموقع فايسبوك إلى تظاهرات شاملة في التراب الفرنسي، محددا 3 أهداف رئيسية، هي العدالة للجرحى، تكريم الضحايا ومنع استخدام قاذفات القنابل المسيلة للدموع من قبل عناصر الشرطة على المحتجين. وسيتقدم الجرحى، المسيرات التي ستنظم بالعاصمة الفرنسية باريس. بعدما عنونت الصحف الفرنسية، بأن مظاهرات السبت الماضي جرت على وقع انقسامات بين قادة السترات الصفراء، سيرد المعنيون بطريقتهم الخاصة، حيث سيجتمع كل من ايريك درويه، ماكسيم نيكول وبريسيا لدوفسكي في المظاهرة ذاتها، وهو شيء لم يحدث من انطلاق الحراك، وأكد هؤلاء “ على ضرورة التقدم واستمرار المظاهرات لأن لدينا نفس الأهداف والأفكار”.