وجه الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الشكر لقوات الشرطة الفرنسية بعد الاحتجاجات العنيفة التي شهدتها البلاد، أول أمس السبت، وخاصة في العاصمة باريس ونظمتها جماعة السترات الصفراء . وكتب ماكرون على تويتر : إلى جميع قوى النظام المعبأة، أشكركم على الشجاعة والمهنية الاستثنائية التي أظهرتموها . ونفذت قوات الشرطة حملة اعتقالات واسعة في صفوف المتظاهرين الذين نددوا بسياسات ماكرون ونادوا برحيله عن السلطة. وأعلن وزير الداخلية الفرنسي، كريستوف كاستانير أن عدد المحتجين الذين اعتقلوا في باريس السبت كان قياسيا وتجاوز ال1550 متظاهر. وأوضح أن الرئيس الفرنسي أعطى تعليمات قبل أسبوع بتغيير إستراتيجية وتكتيك احتواء الاحتجاجات، وذلك بعدما أسفرت مظاهرات السترات الصفراء في 1 ديسمبر عن وقوع عدد كبير من الإصابات وأثارت فوضى عارمة في الشانزليزيه. سيطرة تامة على احتجاجات السترات الصفراء وأعلن وزير الداخلية الفرنسي، كريستوف كستانير، أن عدد الموقوفين خلال احتجاجات السترات الصفراء في البلاد أول أمس السبت، بلغ 1726 شخص في حين تم وضع 1220 منهم قيد الحبس الإداري. وأضاف كستانير في تصريحات صحفية أن معظم التوقيفات نفذها رجال الشرطة في باريس، حيث بلغ عدد المعتقلين هناك 1150 شخص والمحتجزين 619، حسب البيانات المدققة للداخلية. وعثرت الشرطة عند التفتيش على أسلحة لدى كثير من المحتجزين، إلا أن محامي بعضهم قالوا إن هؤلاء أرادوا إبداء احتجاج حاسم، لكن دون اللجوء إلى العنف. ويشتبه غالبية المحتجزين بالتآمر بهدف استخدام العنف أو التحريض على ارتكاب جريمة. وذكر كاستنير، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء إدوارد فيليب مساء أمس الأحد، أن 118 متظاهر أصيبوا خلال الاحتجاجات إضافة إلى 17 من عناصر الأمن، فيما بلغ عدد الموقوفين 1350 شخص. وشدد كاستنير على أن عدد الموقوفين مرتفع جدا بالنسبة لفرنسا، مشيرا إلى أن مستوى العنف في البلاد لا يزال عند درجة غير مقبولة. وأضاف وزير الداخلية الفرنسي أن قرابة 125 ألف شخص شاركوا أول أمس السبت في احتجاجات السترات الصفراء في مختلف مدن البلاد، 10 آلاف منهم في باريس. كما أكدت السلطات الفرنسية أن قوات الأمن تصدت لمخربين تسللوا بين المحتجين، مشيرا إلى أن الحوار مع زعماء حراك السترات الصفراء لا يزال مستمرا. وكانت شرطة مكافحة الشغب الفرنسية عززت وجودها في منطقة الشانزلزيه بباريس، حيث نشرت المدرعات لمواجهة السترات الصفراء وأطلقت خراطيم المياه والقنابل الصوتية والغازية لتفريق المحتجين. في المقابل، ألقى المحتجون الحجارة على أفراد الأمن وحاولوا إقامة حواجز في الشوارع وكسروا واجهات زجاجية لمبان ومحال تجارية ومطاعم وأشعلوا النيران في سيارات وأشجار في المنطقة. وفي مدينة بوردو، رمى عناصر من السترات الصفراء قنابل المولوتوف على الشرطة. وتتواصل احتجاجات السترات الصفراء التي باتت تطالب بإقالة الرئيس إيمانويل ماكرون وحكومته، منذ منتصف نوفمبر الماضي.