تعكف وزارة السياحة والصناعات التقليدية، على إعداد خريطة تكوين جديدة بالقطاع، من شأنها إعادة الاعتبار للتخصصات والمهن السياحية ورفع أدائها إلى ما هو معمول به على المستوى العالمي، وبالمقابل أحصت ذات الوزارة تسجيل 523 مشروع استثماري جاري إنجازه على مستوى القطاع سيسمح بتوفير 75 ألف منصب شغل مستقبلا. وأفاد وزير السياحة والصناعات التقليدية إسماعيل ميمون، أول أمس في كلمة ألقاها خلال إشرافه على تخرج دفعة المتحصلين على شهادة ليسانس في التسيير الفندقي والسياحي، أن مصالح دائرته الوزارية فتحت ورشة في إطار تشاوري مع كل المعنيين بالأمر، لإعداد خريطة تكوين لقطاع السياحة. والتقى الوزير الفاعلين بالقطاع، مساء ذلك اليوم لوضع -كما قال- اللمسات الأخيرة لخريطة التكوين من أجل المصادقة عليها قريبا والشروع في تنفيذها في الميدان خلال الدخول الاجتماعي المقبل على أقصى تقدير. وجمع اللقاء كل من مدراء المدارس والمعاهد المتخصصة في التكوين السياحي، والمسؤولين بمديرية التكوين على مستوى الوزارة. وقال ميمون إن خريطة التكوين هذه نهدف من ورائها إلى عصرنة وتطوير العرض الوطني التكويني في المهن والحرف السياحية ورفع أدائه إلى ما هو معمول به عالميا، كما نسعى من خلالها إلى المحافظة على مكتسبات القطاع ومنها المدرسة الوطنية العليا للسياحة التي ستحول إلى مدينة تيبازة. وفي هذا السياق، كشف الوزير عن رصد غلاف مالي يقدر ب 2 مليار دينار لإنجاز المدرسة ورفع طاقتها الاستيعابية إلى بطاقة 1200 مقعد بيداغوجي بدل 200 مقعد التي توفره المدرسة حاليا، على أن يشرع في الإنجاز بعد الإعلان عن مناقصة المشروع من قبل اللجنة الوطنية للصفقات العمومية التي يتواجد على مكتبها دفتر الشروط الخاص بالمناقصة. كما تسعى مصالح الدائرة الوزارية لميمون، إلى إعادة الاعتبار للهياكل الموجودة ويتعلق الأمر بالمعهدين التابعين للقطاع والمتواجديدن بكل من ولاية تيزي وزو وبوسعادة بمسيلة، حيث رصدت غلافا ماليا يقدر ب800 مليون دينار لتأهيل المعهدين وعصرنة تجهيزاتهما. وشدد ميمون على ضرورة أن يأخذ التكوين بعين الاعتبار التخصصات والمهن التي تساهم في ترقية السياحة معلنا في هذا الشأن عن الشروع في تكوين المرشدين السياحيين بولايات الجنوب ليرتقوا إلى مرشدين وطنين لا سيما وأن الكثير منهم لا يملكون شهادات جامعية أو تكوينية في وقت يقدمون خدمات مهمة للقطاع ، الأمر الذي يجعلنا لا نستغني عنهم. وإلى جانب الاهتمام بتكوين الموارد البشرية، ستعمل وزارة السياحة حسب مسؤولها الأول على إعادة إحياء الدواوين المحلية للسياحة كما ستؤسس جمعية وطنية خاصة بخريجي المدرسة الوطنية العليا للسياحة ستكون بمثابة فضاء لتبادل المعلومات والمعارف. وفي كلمته للمتخرجين الجدد من المدرسة العليا للسياحة، حث وزير السياحة هؤلاء على بذل كل الجهود للمساهمة في تطوير النشاطات السياحية وترقيتها، وكذا كسب رهان رفع جودة العرض السياحي الوطني وتحسين مستوى الخدمة السياحية. وقد حضي العشرة الأوائل في الدفعة المتخرجة، بمناصب عمل حيث وقعوا محاضر التنصيب فور تسلم شهاداتهم خلال الحفل، مع المؤسسات السياحية العمومية التابعة لشركة تسيير مساهمات الدولة «فندقة وسياحة»، مبادرة قال بشأنها وزير السياحة سنجعل منها تقليدا سنويا لتشجيع الامتياز والتنافسية لدى الطلبة، دون نسيان الطلبة المتخرجين الآخرين حيث أكد أنه كلف المصالح الإدارية المعنية بتفعيل الاتصال مع المؤسسات السياحية العمومية والخاصة لدعم توظيفهم. تجدر الإشارة إلى أن المدرسة الوطنية العليا للسياحة منذ تأسيسها، تخرج منها 29 دفعة بإجمالي 1154 إطارا في الفندقة والسياحة من بينهم 137 أجنبيا من الدول العربية مثل لبنان، وفلسطين، والمغرب، وتونس ومن دول إفريقية مثل النيجر، نيجيريا، بوركينافسو، والكونغو. وإلى جانب هذه المؤسسة التكوينية التابعة لقطاع السياحة، تساهم 141 مؤسسة تكوينية تابعة لوزارة التكوين والتعليم المهنيين و40 مدرسة خاصة معتمدة من قبل هذه الأخيرة في تزويد القطاع بإطارات ومكونين من شأنهم المساهمة هم كذلك في تطوير النشاطات السياحية وترقيتها.