إصلاحات جوهرية تستجيب لانشغالات الجيل الرابع تجاوز عدد التوقيعات التي جمعتها الأحزاب والمنظمات لصالح المترشح عبد العزيز بوتفليقة، تلك التي تم جمعها خلال رئاسيات 2014 ، وفق ما أكد مدير حملته الانتخابية الوزير الأول الأسبق عبد المالك سلال، أمر يعكس “القبول الشامل، والتجاوب الكبير”، لافتا إلى أن المجاهد بوتفليقة رجل المرحلة المقبلة التي تحتاج إلى إصلاحات جوهرية تستجيب لانشغالات الجيل الرابع. قال عبد المالك سلال مدير الحملة الانتخابية للمترشح عبد العزيز بوتفليقة، في كلمة ألقاها لدى إشرافه على تنصيب المدراء الولائيين، خلال اجتماع عقد صباح الخميس بفندق الرياض، أن المحطة تمثل بداية مرحلة طويلة لمواكبة المرشح بوتفليقة، في إطار العملية الانتخابية تحسبا للانتخابات الرئاسية المقررة في 18 أفريل المقبل. وأكد مدير حملة المرشح بوتفليقة الوزير الأول الأسبق سلال، في كلام وجهه إلى مهندسي الحملة على المستوى الولائي، أن قبولهم تولي المهمة النبيلة يتزامن والظروف الدقيقة التي تعيشها الجزائر في تطورها، لافتا إلى أن تمثيل المجاهد عبد العزيز بوتفليقة شرف له شخصيا ولهم، لأنه ليس من السهل تمثيل رجل من الرجال الذين حملوا رسالة نوفمبر ومازالوا على قيد الحياة، مشددا على ضرورة تأدية المهمة بشهامة ووفاء وسلوك. واعتبر سلال أن المهمة ثقيلة جدا، لأن الجزائر تعيش وضعا دقيقا، ولا بد أن تعرف تطور آخر، في إشارة إلى ما جاء في نص رسالة الرئيس بوتفليقة لإعلان الترشح أضاف يقول داعيا إياهم إلى إيصال مضمونها إلى كل البيوت الجزائرية في كل ربوع الوطن، ولعل أبرز التعليمات التي حرص سلال على توجيهها إلى المدراء الولائيين، “التعامل مع الجميع باحترام تام، لأن فارسنا محترم ويحترم كل المتنافسين والأشخاص في الساحة الوطنية”. وأفاد في السياق، “لابد أن لا ننزلق في جدل لا يخدم البلد ولا الرجل ولا يخدمنا، ولا بد أن نكون في مستوى تربيتنا وأخلاقنا للقيام بأحسن تمثيل”، وعلينا استطرد سلال “قيادة الحملة بكل صدق وحماس وأخلاق، وفي ظل احترام قوانين الدولة الجزائرية”، مذكرا بأن “بوتفليقة ومنذ توليه الحكم في وقت كانت فيه الجزائر مريضة على أبواب الانهيار، قاد مسيرته بوفاء”، وخلص إلى القول “لابد أن نمشي في نفس المسار، ونحن متفائلون خيرا”. وحرص على التأكيد بأنهم “ متطوعون، لا يوجد موظف لأننا نأمل بالجزائر والرجل حارس استقلال البلاد”، معتبرا بأن التعمق في رسالة بوتفليقة يوضح جليا بأن “الأوقات تاريخية صعبة، لكن بين أيدي الجزائريات والجزائريين، لأن الجزائر التي استعادت مكانتها المحترمة بين الدول، تحقق فيها الكثير منه ما يتعلق بالمقومات والهوية الوطنية، وكذا حقوق المرأة، بفضل الرجل الذي قاد مسار السلم والمصالحة الوطنية”. وإذا كانت الأولوية بالأمس لهذه المكاسب، فان الجزائر مرت إلى مراحل أخرى كيف ذلك، اختار سلال وقفة هامة ممثلة في معالجة رئيس الجمهورية لملف الأمازيغية الذي طالما طرح بعد الاستقلال، بوتفليقة الذي رفض في أحد تجمعاته بتيزي وزومطلب ترسيم الأمازيغية في سنوات مضت، كان بسبب الظروف آنذاك لأن المجتمع الجزائري لم يكن مستعد للنقلة، لكن الرئيس بادر إلى تكريس المصالحة وكان في كل مرة يتحدث عن المصالحة مع الذات، في إشارة إلى المسألة ولم توفرت كل الشروط قام بالمعالجة التدريجية إلى المرحلة مرورا بترسيم تمازيغت كلغة وطنية لما كان المجتمع المدني والعسكري والسياسي ووصولا إلى إقرار أول يناير عيدا وطنيا. الحديث عن الأمازيغية التي صنفها في خانة “القفزة الكبيرة” أراد من خلاله سلال، التوضيح بأن كل شيء يتم في أوانه ومكانه، وبأن الجزائر الآن تعيش فترة تاريخية أخرى، فيعد الانتهاء من البنى التحتية وهيكل المجتمع الجزائري، وامتصاص الجبهة الاجتماعية، وأصبح ضروري الاستجابة لنداء الجزائر في إطار الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية التي لا مفر منها لتطوير الجزائر، الجزائر التي تقوت ولها مكانة قوية في الساحة الجهوية والدولية. والى المنتقدين، نبه سلال إلى أن حصيلة الرئيس بوتفليقة التي سيقدمها الوزير الأول أحمد أويحىي بالأرقام أمام نواب المجلس الشعبي الوطني هذا الاثنين، تؤكد أنها أحسن من الفترة التي سبقتها، رغم التراجع الكبير في مداخيل العملة الصعبة، مستدلا بالمشاريع الضخمة في قطاع السكن، واستطرد “نحن في ظروف خاصة وحتمية لابد أن يقودها رجل قادر على شقاه”، و«الشعب الجزائري سيكون معه لأن الجزائر لابد أن تمر إلى مرحلة أخرى، مرحلة تكون لتحقيق مطالب الشباب، الجيل الرابع جيل الرقمنة، وسنكون جنود الشباب”، الذي يحتاج حسبه إلى “تطور نوعي في كل الميادين ما يتطلب إصلاحات، ومن هذا المنطلق بقيت الرسالة مفتوحة من أجل إثرائها من كافة شرائح المجتمع الجزائري”، على أن تتوج ندوة الوفاق الوطني بإصلاحات تكون محل قبول من الجميع. وردا على المشككين، قال بأنه وإضافة إلى أحزاب التحالف الرئاسي الأربعة ممثلة في “الأفلان” و«الأرندي” و«تاج” والحركة الشعبية الجزائرية، انضم 20 حزبا إلى المرشح بوتفليقة، وعديد المنظمات، لافتا إلى أن عدد التوقيعات تجاوز العدد الذي تم جمعه في رئاسيات 2014 ، ما يعكس القبول الشامل له، والى أنه لم يتم إرغام أي أحد على توقيع الاستمارات وأن التجاوب والمشاركة كانت قوية.