اعتبر الأستاذ الجامعي، قيصر مصطفى، أن للسلطة في الجزائر فرصة ذهبية لإحداث إصلاحات متعددة الجوانب دون ضغوط خارجية أو حدوث اضطرابات قد تكون عواقبها وخيمة على البلد ومؤسساته، وهذا بالالتفاف على مطالب الشعب وفتح حوار ونقاش واسع يجمع جميع الأطراف لتمكينها من تشخيص الأمور، وحلحلة كل المشاكل التي تواجهها الجزائر لبناء مستقبل ينعم فيه الجميع بالحرية والديمقراطية والرفاهية الاقتصادية والاجتماعية، التي ينشدها كل جزائري غيور على وطنه. وعن المشاورات السياسية في الجزائر والانتفاضات الحاصلة في بعض الأقطار العربية، أوضح الأستاذ مصطفى وهو لبناني الأصل في تصريح ل«الشعب» على هامش ندوة مركز أمل الأمة للبحوث والدراسات الاستراتيجية بعنوان «المشاورات السياسية في الجزائر إلى أين؟»، أن هذه الأحداث بسلبياتها وايجابياتها ''أوقعت هذه الشعوب في وضع صعب، احتمالاته معقدة وتوقعات غير واضحة، هذا ما سمح للغرب بقيادة الولاياتالمتحدةالأمريكية بالالتفاف حولها وتبنيها، لجر المنطقة إلى نزاعات وانشقاقات قد تفضي إلى حمام دم، بدعوة حماية هذه الانتفاضات ومطالب الشارع العربي المختلفة، تحت مظلة وغطاء الحرية وحقوق الإنسان وهي في الأصل لحماية مصالحها ومصالح إسرائيل''. انطلاقا من هذا يرى الأستاذ أن على الجزائر ''الإسراع في تبني مطالب الشعب والالتفاف حول قضاياه، وعدم ترك الأمور تفلت من يدها لأن المترصدين بها ومستغلي الفرص في الغرب يبحثون عن الذرائع والطرق الشرعية وغير الشرعية لتحطيم بلد محوري مثل الجزائر، وسد الطريق أمامها لتوريطها وتشتيتها وزرع الفتن داخل المجتمع الواحد، لذلك يدعو السلطة في الجزائر إلى تفويت الفرصة على الأعداء مثل فرنساوالولاياتالمتحدةالأمريكية وغيرها من القوى التي لا تحب الخير للجزائر''. وفي سؤال عن وسائل أمريكا والغرب بصفة عامة في جر المنطقة العربية والجزائر إلى صراعات داخلية وتوريطها في نزاعات قال الأستاذ مصطفى ''أمريكا ليست محايدة وليست صديقة بل هي عدوة تبحث عن مصالحها وتحاول الآن أن تلتف حول كل الثورات العربية التي حصلت والتي ستحصل، ومن تم السيطرة على الأنظمة الحالية وجرها إلى صفها، وربما توريطها أيضا''، ثم أضاف ''الجزائر كبش سمين الكل يبحث عن زجها في مشاكل لها أول وليس لها آخر، وإني أحذر السلطات الجزائرية من هذا التآمر وأرجو أن تكون واعية ومحتاطة وأن تتخذ الحكومة إجراءات وقائية سواء بالحوار مع المواطنين والمعارضين والكوادر والشخصيات، أو باتخاذ إجراءات اقتصادية وسياسية، كأن تدعم الحريات العامة، السماح بانشاء الأحزاب، حتى لا يكون هناك عذر ولا تعطي الفرصة لأحد، حيث أن لأمريكا وفرنسا وإسرائيل أعوان في كل مكان، وتبقى في الأخير الكلمة للشعب الجزائري وللسلطة التي تمثل هذا الشعب تدافع عنه وتحصنه''. وفي الأخير أعطى مثال حي لمحاولة زج الجزائر في النزاع بليبيا وتوريطها عن طريق دفعها إلى الدخول في صراع خارجي واتهامها بدعم المرتزقة العاري من كل صحة، وإشراكها في نزاع داخلي لدولة مجاورة لا ناقة ولا جمل للجزائر فيه.