تشهد مصالح الأطفال الرضع بمختلف مستشفيات العاصمة حالة من الاحتقان والفوضى في ظل انعدام أماكن للتكفل واستقبال هذه الفئة الحساسة رغم خطورة الوضع لتبقى حياتها معرضة في كل ثانية إلى أضرار صحية خطيرة قد تؤدي إلى الوفاة. «الشعب» تنقلت إلى مختلف مصالح الولادات المتمركزة بالعاصمة للوقوف على هذه الوضعية ومحاولة الإجابة على تساؤلات العديد من المواطنين الذين استغربوا عدم وجود أماكن للأطفال المرضى حديثي الولادة وباتوا قلقين على صحتهم في حال الإصابة بمرض ما وكان الظرف طارئ. البداية كانت بمستشفى بارني الواقع بحسين داي في العاصمة عندما التقينا السيدة سميرة.د وهي في حالة يرثى لها حاملة ابنها الصغير أكرم الذي لا يتعدى سنه 28 يوما وتنتظر من يستغيثها لانقاد فلذة كبدها من الوفاة. وعندما اقتربنا منها أكدت في شهادة لنا أنها أمضت ليلة بأكملها في الشارع، من الواحدة زوالا إلى السادسة صباحا وهي تتنقل بابنها الرضيع من مستشفى لآخر بحثا عن مكان له دون جدوى خاصة كونه في حالة صحية خطيرة بحيث ارتفعت حرارته إلى 39,5 درجة دون تدخل من احد ولو بتقديم أدنى خدمة كالقيام بالتحاليل الطبية له كعلاج أولي. وما زاد من استغراب سميرة انه ورغم تحذير مختلف الأطباء الذين صادفتهم في المستشفيات التي تنقلت إليها كبارني، بالفور، القطار، بني مسوس ومصطفى باشا وبير درارية من مدى خطورة حالة طفلها الصحية مانعين اياها من إرجاعه إلى المنزل لسوء الوضع ودون تحرك من طرفهم ولو بتوفير العلاج الأولي له. وأضافت سميرة أن الطفل تلقى الإسعافات الأولية بعد ساعات طويلة من البحث عن مكان لايواءه في ظل تدهور صحته من جهة وتحجج العاملين في هذه المستشفيات بالضغط في مصالح الأطفال حديثي الولادة واستحالة استقبال الأطفال الذين لا يتجاوز عمرهم شهرين في هذه المصالح خوفا من الإصابة بالعدوى من جهة أخرى. وبعد أن تلقى الطفل أكرم العلاج الأولي بمستشفى بير درارية دون استقباله في المصلحة نظرا للضغط الموجود على مستواها اكتشف الأطباء الذين لم يسمحوا للوالدة التنقل بالطفل المريض من مستشفى إلى آخر للبحث عن مكان له خوفا من ان تسوء حالته الصحية انه مصاب ب''لامينانجيت'' وفي حال إذا استغرق البحث ساعات طويلة قد يؤدي الأمر إلى التدهور أكثر، ولحسن الحظ استقبل الطفل في مستشفى زرالدة أين وجدو له حاضنة إضافية تحويه. وعبر أكثر من والد ممن التقيناهم بمصلحة الأطفال حديثي الولادة في المستشفى الجامعي مصطفى باشا عن تدمرهم الشديد للنقص في الحاضنات التي تحوي الأطفال المرضى متسائلين عن سبب هذا الوضع رغم شساعة هذا المستشفى الذي يتنقلون إليه المرضى من مختلف أنحاء الوطن. من جهته قال احد المواطنين الذي توجه رفقة حفيده الرضيع على الساعة الثالثة صباحا إلى قسم الاستعجالات بمستشفى مايو بالعاصمة عندما ارتفعت درجة حرارته فجأة بشكل يستدعي التدخل العاجل لحماية الرضيع من تدهور حالته الصحية مؤكدا انه وجد المكان يخلو من أي شخص، حتى انه لم يجد ولا طبيب في عين المكان ما اثار استغرابه. وبعدها تنقلنا إلى مستشفى ''بالفور'' بمصلحة الاستعجالات الطبية أين لمسنا فوضى كبيرة تعم المكان، شجار كلامي بين عائلات الأطفال المرضى والأطباء والممرضين بسبب الانتظار الطويل في قاعة الاستقبال ولجوء بعض المرضى إلى تدخل معارفهم من اجل إجراء الكشف ما أدى إلى تدمر الأطباء أنفسهم مهددين بتوقيف تأدية الخدمات الصحية في حال استمرار الوضع. واشتكى الكثير من المواطنين ممن التقيناهم بهذه المستشفيات من سوء التنظيم والضغط الكبير الموجود على مستوى مصالح الأطفال حديثي الولادة داعين السلطات المعنية التدخل لإيقاف هذه الفوضى التي تعرف تزايدا مستمرا كل عام.