عراقيل تعترض المصنعين في تصدير الأدوية بدءا بتسجيل المنتوج أكد رئيس الاتحاد الوطني لمتعاملي الصيدلة عبد الوحيد كرار في حوار مع “الشعب “ أن انخفاض أسعار الأدوية في الجزائر لا يسمح بتحقيق صناعة صيدلانية قوية يعتمد عليها في المستقبل، مشيرا إلى انه في حال استمر الوضع على حاله ستبقى الجزائر رهينة الاستيراد، مطالبا بفتح فضاء واسع للنقاش حول سياسة الأدوية في الجزائر يشارك فيه جميع المعنيين . - ”الشعب”: ما انعكاسات الإبقاء على الأسعار الحالية للأدوية في الجزائر ؟ عبد الوحيد كرار: الإبقاء على الأسعار الحالية للأدوية يعرض الجزائر إلى العودة للاستيراد من جديد بعد أن شرعت في تجسيد سياستها الرامية إلى تشجيع المنتوج المحلي ولكن عدم مراجعة نظام الأسعار يتسبب في هروب المستثمرين ومنع المنتجين من تصنيع بعض أنواع الأدوية التي يكثر عليها الطلب ،علما أن مجمع صيدال يعد الخاسر الأكبر من السياسية الحالية لأسعار الأدوية والأمر لا يخص المنتجين الخواص فقط، حيث أن انخفاض أسعار الأدوية سيكون له انعكاسات على نوعيتها وجودتها. - ما هي أسباب الندرة التي تشهدها بعض أنواع الأدوية كفيتامين دي؟ مشكل الندرة لا يخص الجزائر فقط وإنما حتى الدول المتطورة، ولكن هذا لا يعني انه لا يمكننا القضاء على هذا المشكل باعتباره يعرض المرضى إلى خطر كبير بل نحن مطالبون ببذل مجهودات اكبر لتلبية احتياجات المواطن الجزائري فيما يخص توفير مختلف أنواع الأدوية. تتعدد أسباب الندرة التي تمس بعض أنواع الأدوية ولكن أبرزها تكمن في عمل الحكومة على تخفيض استيراد الأدوية، ونظرا للطلب الكبير على بعض أنواع الأدوية لا يتم تلبية الاحتياجات اللازمة في ظل إستراتيجية وزارة الصحة الرامية للتقليل من استيراد المواد الصيدلانية. فيما يخص الصناعة المحلية فإنه منذ حوالي 15 سنة يتم إحصاء 90 مصنعا لإنتاج الأدوية والمواد الصيدلانية في الجزائر، علما أن المصنع هوالذي يساهم حاليا في تكوين الشباب وليس الجامعة بالرغم من المشاكل التي يتلقاها المنتجون وهوما جعلها غير قادرة على تغطية احتياجات السوق الوطنية، حيث يساهم المصنعون في ضمان 50 ٪ من المنتجات الصيدلانية. - أي عراقيل تعترض تصدير الأدوية محلية الصنع ؟ عراقيل تعترض المصنعين في تصدير الأدوية تبدأ عند تسجيل منتوج صيدلاني مصنع محليا وكذا تعويض الأدوية بسبب استغراقها وقتا طويلا يصل إلى أكثر من سنة زيادة على قوانين البنك المركزي التي ليست في صالح المصدرين وكذا مشاكل في النقل وغياب شبكة تجارية خارج الجزائر بالعملة الصعبة. كما أن الدول الراغبة في استيراد الأدوية من الجزائر في مجملها تبحث عن أسعارها في الجزائر وعلى أساسها يتم اشتراط تخفيضه بنسبة تتراوح ما بين 20 بالمائة و30 بالمائة، وهذا لا يخدم المنتجين الجزائريين . - ما هي الإجراءات الواجب اتخاذها للنهوض بالصناعة الصيدلانية الجزائرية؟ النهوض بالصناعة الصيدلانية في الجزائر يتطلب تشجيع المنتجين الجزائريين والقضاء على العراقيل التي تحول دون الذهاب نحو التصدير، بالإضافة إلى ضرورة العمل على مراجعة أسعار الأدوية الحالية لضمان جودة ونوعية المنتجات الدوائية وتأمين استعمالاتها. لكن هذا لا يعني أن الجزائر لا تملك شبكة صناعية، بل تسعى إلى تطوير الابتكار في المجال الصيدلاني، ولكن ذلك يتطلب استثمارات لاتزال غائبة بسبب نظام أسعار الأدوية الحالي، كما لا يجب أن نتوقع أن استهلاك الأدوية سينخفض بل سيشهد ارتفاعا أكثر في السنوات القادمة، خاصة وأن الجزائري اليوم يستهلك 80 دولارا سنويا، حيث من المفروض أن تستفيد منها الصناعة المحلية . في ذات السياق، يطالب الاتحاد الوطني للمتعاملين في الصيدلة بفتح فضاء واسع للنقاش حول سياسة الأدوية في الجزائر يشارك فيه جميع المعنيين من وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات ووزارة العمل والضمان الاجتماعي للخروج بقرارات هامة تخدم مستقبل الصناعة الصيدلانية في الجزائر.