يواجه المنتخب الوطني، اليوم، نظيره التونسي، بملعب مصطفى تشاكر، بالبليدة، في مباراة دولية ودية يسعى من خلالها «الخضر» لمحو الوجه البائس الذي ظهروا به خلال مواجهة غامبيا. لن تكون مأمورية المنتخب الوطني سهلة اليوم امام منتخب تونسي عاد الى مستواه الحقيقي في الفترة الماضية، بعد ان تأهل الى المونديال و يمكن القول ان جمال بلماضي أمام اول اختبار حقيقي قبل كأس افريقيا. كان بلماضي قد اشرك مجموعة من اللاعبين الشبان امام تونس و هو الامر الذي اثر على مستوى المنتخب خاصة ان النتيجة النهائية لم تكن في صالح «الخضر» بعد ان تعادلوا امام منتخب غامبي ضعيف بشهادة كل من شاهد المباراة . ينتظر ان يواصل بلماضي تغيير المنتخب من خلال اشراك لاعبين جدد امام تونس في صورة بن رحمة اضافة الى تجديد الثقة في كوادر المنتخب و هو ما يجعل العناصر المعنية تحت المجهر . ضيّع جمال بلماضي في مواجهة غامبيا على نفسه تسعين دقيقة كاملة في مباراة أشرك فيها لاعبين لن يسافروا إلى القاهرة ولن يشاركوا في مونديال القارة السمراء وفي عدم إمكانية الحصول على فرص أخرى كان من المفروض على جمال بلماضي أن يٌقحم التشكيلة الاساسية مدعمة بلاعب أو إثنين حتى يباشر بناء المنتخب الذي سيشارك في كأس أمم إفريقيا من الآن ويحلم بالتتويج به . لا يمكن لأي لاعب سعى للعب للخضر أن يحلم بفرصة مثل التي منحها جمال بلماضي للكثير من اللاعبين لأن مواجهة تشكيلة غامبيا الضعيفة جدا كان يمكن الاستفادة منها خاصة من مهاجم مثل أسامة درفلو الذي كان من المفروض أن يعرف قيمة المنافس ويلعب من أجل أن يسجل الكثير من الأهداف حتى يقنع مدربه وإذا كان درفلو قد فشل في التسجيل بل وحتى في صنع فرصة واحدة في البليدة وأمام منتخب ضعيف جدا بمنظومة دفاعية فقيرة فنيا، فكيف سيكون حاله عندما يواجه دفاعات قوية مثل الكامرون ونيجيريا والسينغال والمغرب ومصر و تونس. بالتأكيد سيكون أداء «الخضر» أمام تونس اليوم أحسن بكثير من العرض البائس أمام غامبيا إذا أشرك المدرب جمال بلماضي الركائز وسيظهر الفارق الكبير جدا بين رفقاء سفيان فيغولي ورفقاء أيوب عبد اللاوي وهو نفسه الفارق بين مستوى الدوريات الأوروبية والدوري الجزائري الذي صار محصورا بين المخدرات وبيع وشراء المباريات ومهازل رؤساء الأندية وطبعا المستوى الفني المحدود . المنتخبات القوية لا تلعب بصورتها لأن النتيجة المسجلة أمام غامبيا ستبقى مرسومة في التاريخ وسيقول هذا المنتخب الضعيف الذي لم يسبق له وأن شارك في أمم إفريقيا بأنه تعادل ذهابا وإيابا أمام منتخب الجزائر الذي يضم لاعبين كبار وشارك في المونديال في أربع مناسبات . وواضح بأن الخطأ الذي ارتكبه جمال بلماضي ليس في إشراك المحليين وإراحة الركائز ولكن في سوء اختياره للاعبين المحليين الذي كانوا يلعبون أمام غامبيا بجدية كاملة وكأنهم يواجهون البرازيل في نهائي المونديال ومع ذلك قدموا مباراة سيئة جدا. جمال بلماضي عقب نهاية المقابلة قال بالحرف الواحد بأن منح الهدايا مستقبلا لن يكون من دون توضيح أو تشخيص للاعبين الذين تلقوا هذه الهدايا وخاصة الذين أقحمهم في مباراة غامبيا كأساسيين ويوجد إجماع على أن مباراة تونس ستؤكد ندم جمال بلماضي لأنه اعتمد على المحليين وستكون التشكيلة مطعمة بفيغولي ومحرز وبونجاح وماندي والآخرين .