يطبع سنويا بالجزائر أكثر من 8 ألاف عنوان في شتى التخصصات العلمية والأدبية والفكرية والدينية وتلك الموجهة للطفل، حسب ما أعلن عنه بتلمسان المدير العام للمكتبة الوطنية السيد عز الدين ميهوبي. وأوضح السيد ميهوبي لدى تدخله خلال اليوم الأول من أشغال المتلقى الدولي حول “الكتاب عامل لتفتح الثقافة الإسلامية” تكريما لروح المدير الأول للمكتبة الوطنية الراحل الدكتور محمود آغا بوعياد، أن حجم الطباعة لم يتجاوز في السبعينيات 150 عنوانا سنويا، مبرزا الجهود التي تبذلها الدولة في هذا المجال عن طريق تكثيف دور النشر ورفع عدد المكتبات لوضع الكتاب في متناول الجميع وتحسين المقروئية. كما أشار ميهوبي، إلى التقنيات الحديثة للمكتبة الوطنية في معالجتها للمخطوطات والوثائق النفيسة من أجل استنساخها ورقمنتها، كي يتسنى للباحثين الاطلاع عليها موجها الدعوة إلى كل المكتبات الخاصة من أجل أن تحذو حذو المكتبة الوطنية، “كي تضع المخطوطات التي بحوزتها والتي هي ملك للذاكرة الوطنية في متناول البحث العلمي”. ومن جهته تطرّق الدكتور عمار طالبي من جامعة الجزائر إلى “الدور الهام” الذي قام به المدير الأسبق للمكتبة الوطنية محمود آغا بوعياد، للحفاظ على هذا الكنز الثقافي غداة الاستقلال، خاصة بعد أن تعرضت هذه المؤسسة الثقافية إلى أعمال تخريبية على يد الجيش السري الفرنسي أو آ أس، مشيرا، إلى الجهود التي بذلها المرحوم بوعياد لإعادة بناء المكتبة الوطنية وتعميرها وإلى الأعمال التي كان يقدمها للباحثين من خلال العلم على الحصول على المراجع المطلوبة عبر مختلف مكتبات العالم. كما عرف هذا اللقاء الذي يندرج في إطار تظاهرة “تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية 2011” تقديم شهادات حية حول خصال وأعمال وفكر الدكتور بوعياد، وذلك من طرف أقاربه مثل أرملته وابنه كمال أفلح وبعض الذين عايشوه في المكتبة الوطنية. ويتضمن برنامج هذا اللقاء المنظم على مدار يومين من طرف جامعة “أبو بكر بلقايد” لتلمسان بحضور باحثين ومختصين في علم المكتبات من داخل وخارج الوطن تقديم عدة محاضرات تتمحور أساسا حول مكانة الكتاب بالجزائر وأثره في الثقافة الإسلامية ودور الترجمة في نقل المعارف بين الثقافات ورحلة بوعياد مع الكتاب ودوره في نشره. كما عرض فيلم وثائقي بعنوان “الرجل الكتاب” من إخراج عبد اللطيف مراح قدم لمحة حول حياة وأعمال الفقيد. وأقيم على هامش الملتقى معرض لبعض الكتب التي ألفها محمود آغا بوعياد منها “تاريخ بني زيان ملوك تلمسان” و«الكتاب والمقروئية بالجزائر” و«جوانب من الحياة في المغرب الأوسط: القرن التاسع الهجري” و«الرحلة العجيبة لنسخة من مصحف الخليفة عثمان في أرجاء المغرب والأندلس” .