في إطار تظاهرة "تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية 2011" سينظمّ بتلمسان يومي 14 و15 سبتمبر الجاري ملتقى دولي بعنوان "الكتاب عامل لتفتح الثقافة الإسلامية" استذكارا لروح المدير الأول للمكتبة الوطنية الفقيد محمود آغا بوعياد. وسيجمع هذا اللقاء الذي ينتظم من طرف جامعة "أبو بكر بلقايد" كوكبة من الكتاب والمهتمين بالنشر والمقروئية.. سيتطرّق المشاركون وهم أساتذة باحثون ومهتمون من الجزائر وبعض البلدان العربية والأوروبية منها تونس والمغرب والكويت والأردن وفرنسا وإسبانيا؛ إلى محاور تتعلق بالمخطوطات وأهميتها في نقل التراث الثقافي الأصيل وطرق المحافظة عليها ومنهجية تحقيقها وإشكالية الطبع ودور الرحالة في نشر الثقافة الإسلامية وكذا الترجمة ودورها في نقل الثقافات. وإلى جانب الأدوار التي أدتها بعض المؤسسات والجمعيات الثقافية والدينية داخل وخارج تلمسان في نشر الثقافة وتعميم المقروئية أمثال "دار الحديث" وجمعية "أصدقاء الكتاب" فضلا عن الزوايا سيبرز المتدخلون الدور الرائد الذي قام به الدكتور محمود آغا بوعياد بصفته أول مدير للمكتبة الوطنية وصاحب العديد من المبادرات التي عززت مكانة الكتاب بالجزائر وساهمت في نشره. كما سيخصص جانب من الملتقى إلى المشوار الثقافي الثري والمتميز للفقيد الذي أشرف على المكتبة الوطنية لأكثر من ثلاثين سنة حسب أرملته بوعياد فاطمة الزهراء. وللإشارة فقد ولد محمود آغا بوعياد سنة 1928 بتلمسان وكان أول مختص في المكتبات بالجزائر .وقد نهل مبادئ العلم بمسقط رأسه قبل أن ينتقل إلى جامعة القراويين بفاس (المغرب) ليعود في 1950 إلى جامعة الجزائر لنيل شهادة الليسانس في الآداب ثم شهادة العلوم السياسية قبل أن يتخصص في الدراسات الخاصة بالمكتبة. وفي سنة 1953 عين مسؤولا عن "صندوق الشرق والمخطوطات لمكتبة قصر مصطفى باشا"قبل أن يسجن من طرف المستعمر بسبب نشاطه الثوري في صفوف جبهة التحرير الوطني حيث انضم إلى مؤسسي جريدة "المجاهد" في سنة 1957 ونشر في صفحاتها العديد من المقالات. وغداة الاستقلال نصب الفقيد مديرا للمكتبة الوطنية والأرشيف ورئيسا للجنة الوطنية لإعادة بناء المكتبة الوطنية التي أحرقتها منظمة الجيش السري الفرنسية في مارس 1962.