مازالت العديد من المناطق بولاية بجاية، تحافظ على عاداتها المستمدة من الثقافة والهوية الأمازيغية سيما في المناسبات الدينية، حيث بالرغم من التغيير والتطور الذي وقع في المجتمع إلا أن السكان متمسكون بعاداتهم، التي تهدف المبادرة إلى توطيد التقارب بين السكان ومساعدة العائلات المعوزة والفقيرة بينهم، فضلا عن الحفاظ على روح التضامن وتمتين أواصر التآخي والتآزر. «الشعب»، نقلت انطباعات بعض المواطنين عن الموضوع، حيث تقول نسيمة من عرض «إعمرانن»، «لوزيعة» هي فرصة مواتية للعائلات البجاوية، قصد الاستفادة من كميات من اللحوم التي تشهد ارتفاعا كبيرا في الأسعار، وهوما جعل أرباب العائلات يقلعون عن شرائها بالنظر إلى تراجع القدرة الشرائية، وهذه العادة الحسنة بالرغم من مرور آلاف السنين ما تزال قائمة، والكل متمسك بها أبا عن جد، ومناسبة شهر رمضان جدّ مواتية لإبراز أهميتها في حياة الفرد والمجتمع، كيف لا؟، وهي تعزز الروابط الاجتماعية وتقوي علاقات التضامن والمحبة بين السكان، وهي تنظَّم غالبا من طرف القاطنين بالقرية الواحدة أوعدة قرى، فيجمعون قدرا من المال يشترون به عجولا، ماعزا، وخرفانا فضلا عن تبرعات المحسنين، ويتم نحرها من ثمّ توزيعها على الفقراء والمساكين وحتى الأغنياء.بوعلام من عرش «أيت بيمون»، يقول في الموضوع، «لازالت هذه العادة سارية إلى يومنا هذا بالرغم من قدمها، خاصة مع اقتراب المناسبات الدينية على غرار رمضان وعاشوراء، حيث يستعد الجميع قبل حلول الشهر الفضيل بحوالي أسبوعين، في جومن السعادة التي تعم أرجاء مختلف القرى، ويتعاون السكان فيما بينهم على تنظيم هذه العادة الحميدة، لأن من بين أفضل الأعمال إطعام الطعام لأهميته والأخذ بيد المحتاجين، والبداية تكون باتفاق أعيان القرية على تحديد تاريخ لبداية جمع المال ويليه اقتناء الأضاحي وذبحها وتقطيعها ثم توزيعها، والجدير بالذكر أن ‘لوزيعة' تكون دائما بحلول المناسبات الدينية أوموسم الفلاحة، ويكون تقسيم اللحم على حسب أفراد الأسرة الواحدة، ليتفرق الجميع في جوّ من الفرح والأمل والأمان بعيدا عن أيّ نزاعات ومشاحنات».