نحر الجمعة الماضية سكان قريتي معضي وتسالة ببلدية تغزوت بالبويرة 7 عجول وتم توزيع لحومها على العائلات الفقيرة. من جهة أخرى قام زوال أمس سكان قرية مركالة بنفس البلدية بنحر بدورهم 8 عجول عشية حلول شهر رمضان الكريم ليتم توزيع لحومها بالتساوي بين سكان القرية ويستفيد من العملية كل الفقراء والمعوزين القرى المجاورة. احتفل الأحد سكان قرى معضي، مركالة وتسالة بتغزوت بالبويرة بطريقتهم الخاصة باقتراب حلول شهر رمضان الكريم، وهذا عن طريق تنظيم "الوزيعة" باللغة العربية أو "ثيمشرط" او "ثوزيعت" باللغة الأمازيغية، توارثوها عن أجدادهم، وتتمثل هذه العادة في ذبح جماعي لثور، والتي تعتبر من بين إحدى الظواهر الاجتماعية التي لا تزال تميز ارتباط المنطقة بأصالتها في التكافل الاجتماعي . أما عن كيفية التحضير ل"الوزيعة" أكد السيد كاسل علي وهو أحد أحيان قرية مركالة "للشروق" أن أعيان القرية يعقدون اجتماعا ويتناولون فيه أدق تفاصيل وإجراءات العملية، وفي هذا الاجتماع توزع الأدوار والمهام على السكان جميعا، فيتكفل البعض بإعداد مكان الذبح، وآخرون بإحضار الثيران وذبحها، بينما ينظم الشيوخ حلقات الذكر وتلاوة القرآن قرب مكان الذبح، ويستقبلون صدقات الزوار والدعاء لهم بالخير، ويتكفل الشباب من جهتهم بإحضار المياه وتنظيف المكان المخصص لتصفيف وتجفيف اللحم بعد الذبح، أما النسوة فتتكفلن بإعداد طبق الكسكس للحاضرين والزوار..
الوزيعة عادة راسخة بقرى الولاية قبيل رمضان من جهة أخرى، تعتبر الوزيعة "ثاوزيعت" أو " تيمشرط"، عادة متوارثة لدى سكان المناطق الريفية بولاية البويرة حيث يلجؤون إليها في كل مناسبة دينية، ويعتبر رمضان أهم وأبرز المناسبات التي تعتمد فيها هذه المناطق على الوزيعة، التي يتم خلالها نحر العجول وغيرها بعد تنظيم العملية من أعيان المنطقة الذين يتبنون جمع الأموال بتفاوض سكانها، لاقتناء الماشية التي يتم نحرها ثم توزيع لحومها على الفقراء والمحتاجين، كخطوة تضامنية، رسخت منذ عصور من أجل تعزيز روابط المجتمع وخلق روح التضامن بين مختلف أطيافها، هي مناسبة يحضرها الفقير والغني، يتم خلالها في جو احتفالي نحر ما تيسر من عجول وأغنام وأثوار.
ورغم التغير في اسم الوزيعة إلا أن مضمونها الأمازيغي يعني التضامن والتكافل، وهي عملية كان قد سنها الأعيان القدامى، منذ أزل وظلت عادة يحييها السكان عديد المرات في السنة الواحدة، على غرار العاشوراء والمولد النبوي الشريف، إلا أنها اندثرت عبر عديد من المداشر التي تغير فيها النمط المعيشي، كما أن الاحتفال بعملية تنظيم الوزيعة يتغير من منطقة لأخرى رغم تواجدها بنفس الولاية، فهناك مناطق تصر على حضور المرأة في هذه العملية حيث يقمن بإحضار أطباق تقليدية يتم تناولها أثناء عملية النحر وتقطيع وتقسيم هذه اللحوم، في حين يقتصر الحضور في مناطق أخرى على الرجال والأطفال فقط.