يجرى تشريح وتقييم دقيق لأداء وكالات السفر التي نظمت موسمي الحج والعمرة، ليتخذ على ضوء ذلك قرار يقضي بالإعلان ونشر الوكالات التي خرقت دفتر الشروط، هذا ما أكده الشيخ بربارة المدير العام للديوان الوطني للحج والعمرة، والذي أعلن عن مشاركة نحو 28 وكالة سفر في تنظيم موسم الحج المقبل حيث تتكفل 14 وكالة ب 500 حاج في حين 12 وكالة بما لا يقل عن 250 حاج، بينما 3000 يتكفل بهم الديوان الوطني للحج والعمرة و1000 حاج الديوان الوطني للسياحة. شدد أمس الشيخ بربارة المدير العام للديوان الوطني للحج والعمرة على ضرورة تسليط العقوبة على وكالات السفر المقصرة والمتحايلة على الحجاج والمعتمرين ولا يهمها سوى جمع الأموال، عن طريق اتخاذ قرارات صارمة في حقها والتشهير بتجاوزها للقانون، كاشفا عن سحب 133 اعتماد وكالة من بين 300 وكالة نظمت العمرة وأثار مسألة الصعوبات والفوضى التي يخلقها أصحاب جوازات الحج بتأشيرات المجاملة والتي يبلغ عددها نحو 2400 تأشيرة مجاملة على الحجاج النظاميين داعيا إلى وضع حد لها حاسما في الأمر عندما قال: أن البعثة الجزائرية لا تتكفل بهم وليس من حقهم اخذ مكان الحجاج النظاميين، داعيا إلى تقليص هذا النوع من التأشيرات . اعترف الشيخ بربارة في ندوة نقاش نشطها بالمركز الإذاعي عيسى مسعودي ومن تنظيم إذاعة القرآن الكريم بأن مناسك الحج خلال الثلاث سنوات المقبلة ستكتسي صعوبة كبيرة على الحجاج بالنظر إلى عمليات التهديم الجارية في مكة حيث ستبعد على إثر ذلك عن التوسعة، وقال في سياق متصل يجب أن يعلم الحاج ما ينتظره على اعتبار أن العمائر التي تؤجر في الوقت الحالي تبعد عن التوسعة بنحو 1000 متر عن المسجد . ووقف بربارة ردا على أسئلة الصحافيين بشكل مستفيض عند التجاوزات التي تقترفها بعض وكالات السفر لدى تنظيمها لموسمي الحج والعمرة وأشار إلى وكالة غير معتمدة تنشط بتواطؤ مع وكالة معتمدة وقال أنها أهانت 200 معتمر أخذتهم عبر عمان وأسكنتهم المسجد والقبو، إلى جانب وجود وكالات معتمدة تلجأ إلى ما يسمى بالتبزنيس حيث تجمع المعتمرين وتتلقى عمولة عن الوساطة التي تقوم بها، وتأسف لوجود وكالات حسب ما أكدته التقارير الميدانية، لا يهمها خدمة الحاج أو المعتمر وأعطيت تعليمة بضرورة أن تكون العمائر لائقة بالحجاج المعتمرين، وذكر تأجير وكالات لعمائر بعيدة عن التوسعة بنحو 1300 متر وارجع السبب إلى أن جميع البعثات الإسلامية للتأجير في وقت واحد في المدينةالمنورة وفي مكةالمكرمة. وجدد الحديث عن تقليص فترة إقامة الحجاج الجزائريين من 45 يوما على 34 يوما، وأول رحلة على مكةالمكرمة في الثامن أكتوبر المقبل وأول رحلة إلى المدينةالمنورة في العاشر أكتوبر المقبل، مقدرا عدد الرحلات المبرمجة إلى مكةالمكرمة بنحو 48 رحلة في الذهاب، و48 رحلة في الإياب و18 رحلة إلى المدينةالمنورة في الذهاب في انتظار الكشف عن عدد رحلات الإياب، وارجع تنظيم هذه الرحلات بهدف التخفيف عن الحجاج الميامين الجزائريين حيث الذي يتوجه في رحلة الذهاب إلى مكةالمكرمة يعود من المدينةالمنورة والعكس صحيح . وتطرق بربارة إلى مسألة تورط بعض الأطباء في تزوير شهادة طبية لمرضى وعند تنقلهم للبقاع المقدسة تعاني معهم البعثة الجزائرية، ومن بينهم المصابين بالقصور الكلوي إلى جانب المصابين بمرض القلب والحوامل الممنوعين من تأدية مناسك الحج، وأعلن في هذا المقام عن إقصاء 43 مرشحا لأداء مناسك الحج بعد اكتشاف إصابتهم بالقصور الكلوي خلال الموسم الجاري . ويرى أن موسم الحج المقبل سيعرف اكتظاظا خاصة في منن ومشقة بالنظر على اتساع منن لنحو 1,4 حاج فقط وبلوغ عدد الحجاج هذه السنة لسقف قياسي ناهز 5,5 مليون حاج، ونصح الحجاج الجزائريين بالصبر خلال الأيام القليلة التي يقضونها في منن . وألح على ضرورة تكوين وتأهيل الحجاج حتى لا يجدوا أنفسهم في حرج وغير مهيأين داعيا للإقتداء بالتجربة الأندونسية التي تكون وتهيأ حجاجها قبل تسجيلهم لأداء مناسك الحج بحوالي عشر سنوات .