أشرفت أمس وزيرة الثقافة خليدة تومي على افتتاح المعرض الدولي ال16 للكتاب بالمركب الأولمبي محمد بوضياف، بحضور وزير الثقافة اللبناني غابي لعيون المتواجد في الجزائر في زيارة عمل رفقة وفد من إطارات سامية ومثقفين لبنانيين.. طافت وزيرة الثقافة خليدة تومي بمختلف أرجاء المعرض مرفوقة إلى جانب الوزير اللبناني بوزير التعليم العالي والبحث العلمي ووزير التربية، إضافة إلى شخصيات سامية في الدولة. واستهلت تومي زيارتها لمعرض الكتاب بجناح وزارة الثقافة اللبنانية باعتبارها ضيف شرف الطبعة ال16، حيث وقفت مطولا عنده مثنية على الجهود المبذولة من قبل هذا البلد، مؤكدة أن العالم بأسره يعترف بلبنان بريادتها في مجال النشر والطبع، مشيرة إلى أن الأمر الإيجابي في ذلك كونه بلد عربي تربطنا به ثقافة وتاريخ عريقين. وأكدت وزيرة الثقافة خليدة تومي على أهمية النشر المشترك بين البلدان العربية، داعية الناشرين الجزائريين واللبنانيين للعمل في هذا الميدان خدمة للقارئ الجزائري والعربي. من جانب آخر قالت تومي إن محافظة المهرجان الدولي للكتاب اضطرت لإضافة 4 آلاف متر مربع إضافية، كون دور النشر العربية المشاركة عرفت تزايدا كبيرا مقارنة بالسنوات الماضية، وهو ما اعتبرته الوزيرة ميزة، حيث شهدت الطبعة الماضية مشاركة ما يقارب 400 دار نشر لتقفز هذه السنة إلى 554 دار من بينها 145 جزائرية موزعة على 400 جناح. وأشادت تومي أيضا بالجهود المبذولة من قبل المحافظة لإنجاح المعرض، مشيرة إلى أن هناك تحسنا كبيرا، حيث سعت إلى تدارك أخطاء الطبعات الفارطة، وهذا كله تقول خدمة للجزائر أولا وللكتاب والقارئ على وجه الخصوص. وتحدثت الوزيرة عن الضوابط القانونية التي تحكم سوق الكتاب، كما أشارت إلى دعم الكتاب والنشر قائلة أنه دعم للناشر الجزائري. وعن الإصدارات التي تم منعها خلال هذه الطبعة قالت أن ذلك يعود إلى الإخلال بالقانون الداخلي الذي يمنع بعض العناوين التي تمس بتاريخ الجزائر والمبجل للاستعمار، أو يتحدث عن العنصرية أو الإرهاب أو يتعدى على سيرة الأنبياء.. مشيرة إلى أن هناك لجنة مختصة في المراقبة تتواجد مثلا على مستوى وزارة الشؤون الدينية لتراقب الكتب الدينية وأخرى على مستوى الوزارة لمراقبة الكتب المتعلقة بالأدب .. من جهته أشاد وزير الثقافة اللبناني غابي لعيون بأهمية المعرض لاحتوائه على عناوين في مختلف المجالات والاختصاصات، مشيرا إلى أن هذا النوع من المعارض سيساهم في فتح المجال للتعاون فيما بين البلدين. إضافة إلى ذلك تلقت وزيرة الثقافة مختلف الشروحات حول الإصدارات الجديدة لدور النشر الجزائرية، سيما ديوان المطبوعات الجامعية، حيث أكدت لمرافقيها أن أسعار الكتب الجامعية في الجزائر منخفضة وفي متناول الجميع، كما أشادت الوزيرة بدار النشر المصرية اللبنانية، وتمنت أن تضاف إليها الجزائر بهدف تدعيم النشر المشترك، وعرفت دار الشروق المصرية حضور سفير مصر بالجزائر، حيث اطلعت رفقته على عدد من الإصدارات، سيما منها كتاب يحمل عنوان ''عرائس من الجزائر''، لتواصل جولتها عبر مختلف دور النشر الجزائرية والعربية مثنية على ما حمله المعرض من إصدارات حديثة بمختلف اللغات وفي عديد التخصصات حتى تلبي ذوق القارئ الجزائري على وجه الخصوص، الذي اعتبرته شعبا متعطشا للمطالعة ومحبا للقراءة .. وفي سياق آخر تلقت خليدة تومي هدية لدى توقفها عند جناح المملكة العربية السعودية تتمثل في المصحف الشريف ومجسم للحرم النبوي. للإشارة فإن المعرض الدولي ال16 للكتاب الذي انطلقت فعالياته أمس الأربعاء ويدوم إلى غاية الفاتح من أكتوبر المقبل، حاملا شعار ''الكتاب يحرر'' سيعرف لأول مرة مشاركة كل من روسيا وأوكرانيا، إلى جانب أكثر من 500 دار نشر ممثلة ل32 بلدا عربيا وأجنبيا. وفي هذا الصدد تم تسطير برنامجا ثريا بما يقارب ال20 محاضرة، حيث تم تخصيص لذلك أربع قاعات كبرى للمحاضرات بساحة مضاعفة ستتضمن لقاءات وندوات فكرية تنشطها على مدار 10 أيام وجوه عربية وجزائرية في عالم الأدب، إلى جانب لقاء مخصص للأدب الروسي من خلال حضور كاتبين روسيين هما جرمن سادوليف وألكسي فارنافوف، ناهيك عن الأمسيات الشعرية يحييها مختلف الشعراء من داخل الوطن وخارجه..