انطلقت، أمس، بالمركب الأولمبي ''محمد بوضياف''، فعاليات الدورة السادسة عشر من صالون الجزائر الدولي للكتاب، بمشاركة 554 دار نشر من بينها 145 دار نشر جزائرية و409 أجنبية، منها 100 دار نشر مصرية و70 دار نشر من لبنان ضيف شرف هذه الدورة. الدورة السادسة عشر من صالون الجزائر الدولي للكتاب الذي تتواصل فعالياته إلى غاية الفاتح من أكتوبر الداخل، أشرفت على انطلاقه وزيرة الثقافة السيدة خليدة تومي مرفوقة بوزير الثقافة اللبناني السيد غابي ليّون، وكذا وزير التعليم العالي والبحث العلمي السيد رشيد حراوبية ووزير التربية الوطنية أبو بكر بن بوزيد، إلى جانب عدد من الشخصيات الثقافية والسياسية الجزائرية. وزيرة الثقافة وهي تجول إلى جانب نظيرها اللبناني في مختلف أجنحة المعرض أكّدت على ضرورة إعطاء الأهمية للكتاب الجامعي وكذا العلمي والتقني وكذا التفكير في سبل النشر المشترك سواء كان ثنائيا أو ثلاثيا، حيث تلقت وهي بجناح وزارة الثقافة اللبنانية اقتراحا يقضي بتجسيد مشروع نشر مشترك جزائري - لبناني، وهو ما رحّبت به الوزيرة مع التأكيد على ضرورة احترام ضوابط النشر في الجزائر، لتقترح بدورها نشر أحد أعمال كاتب جزائري راحل دون ذكر اسمه في خمسينية استقلال الجزائر. ليواصل الوفد الرسمي جولته بمختلف أجنحة المعرض، حيث استمع إلى شروحات العارضين حول الإصدارات الجديدة في مجال التأليف والترجمة والمصنّفات الموجّهة للأطفال وتلك المتعلّقة بالتاريخ والتراث، فبعد جناح وزارة الثقافة اللبنانية، توقّف الوفد بجناح ''أيرولس''، حيث تعرض العديد من العناوين التقنية والعلمية وكذا الخاصة بالصورة الفوتوغرافية والإعلام الآلي، وكذا ''الدار المصرية - اللبنانية''، حيث أعيد طرح فكرة ''النشر المشترك''. بعد ذلك، واصلت الوزيرة الشروحات التي قدّمتها لنظيرها اللبناني، حيث تلقى ضيف الجزائر عددا من المعطيات والتوضيحات حول منشورات المؤسّسة الوطنية للاتصال، النشر والإشهار خاصة التاريخية منها والتراثية، قبل أن يعرّج الوفد الرسمي على دار ''القصبة''، ''الشهاب''، ''غاليمار''، ''دار الآداب''، جناح ''وزارة الثقافة المغربية'' وجناح ''وزارة الثقافة الجزائرية'' وغيرها من الأجنحة التي غصّ بها المعرض، حيث قدّمت معلومات حول مختلف إصدارات المشاركين في مجالي النشر والترجمة، خاصة تلك التي تخصّ تاريخ وثقافة الجزائر وشخصياتها وكذا المذكرات والشهادات التاريخية. وهو يجدّد روابطه مع الآخر، يرفع صالون الجزائر الدولي للكتاب في دورته السادسة عشر شعار ''الكتاب يحرّر'' في محاولة منه ''للتحرير.. من الأمية، من الجهل، من الأحكام المسبقة، من الملل، من الوحدة...''، ويفتح دفتيه لخمس وثلاثين دولة لتعرض إصداراتها وتقترح على الجزائريين إبداعات كتابها ودراساتهم لاختيار ما يهمّ ميولاتهم الأدبية والعلمية. ما يميّز هذه الدورة الجديدة، هو المساحة الكبيرة مقارنة بالسنة الماضية، وعدد الناشرين العرب والأجانب المشاركين، والكثير من البلدان التي تشارك لأول مرة، كروسيا، وتفوق مساحة الصالون هذه السنة مساحة 20 ألف متر مربّع مقارنة بمساحة الدورة الماضية التي قدّرت ب10 آلاف متر مربع، كما أكّدت 554 دار نشر حضورها ممثلة ل35 بلدا، من بينهم 409 دار نشر أجنبية و145 جزائرية، ويتوزّع هذا العدد على 402 جناح، لترتفع نسبة المشاركة ب30 بالمائة مقارنة بالدورة السابقة، إلى جانب تخصيص فضاءات للاستراحة ولنزهة الأطفال (حضانة) ومطاعم ومقاه، للزوّار. وبعد سويسرا التي كانت ضيفة الدورة السابقة، ينزل لبنان ضيف شرف على الصالون بتمثيل يصل إلى 70 دار نشر، تتوزع على مساحة 1589 مترا مربعا من الصالون، وتتقدم دور النشر اللبنانية المشاركة العديد من دور النشر العريقة في مجال الكتاب، أهمها ''مركز دراسات الوحدة العربية''، ''دار الفارابي''، ''دار المعارف''، ''دار العلم للملايين''، ''دار الآداب''، ''دار الشروق'' وغيرها. وقد وقع الاختيار على لبنان لما قدّمه للأدب والثقافة العربية من خلال مجموعة كبيرة من أدبائه وكتابه وكذا مفكّريه، والاهتمام اللبناني الخاص بالكتاب، حيث يتربّع لبنان على رأس قائمة الدول العربية الناشرة للكتب، فهو يحتوي على دور نشر عريقة وكبيرة استثمرت في الكتاب العربي وفي الثقافة العربية وبالتالي في الإنسان العربي. وسيلقي موضوع ''الثورات العربية وانعكاساتها'' بظلاله على مجريات الدورة السادسة عشر من الصالون، حيث ستكون النقاشات والمحاضرات منصبة على أحداث الساعة المرتبطة بالربيع العربي على غرار ''الربيع العربي في الروايات العربية''، ''ربيع الشعوب العربية''، ''الثورات العربية''، والتي سينشطها كتاب وباحثون وجامعيون، كاسكندر حبش، واسيني لعرج، محمد سلماوي، فوزي طرابلسي، العربي صديقي، رباب المهدي، عبد الغفار شكر، لياد برغوثي، محمد صياد إدريس، رضوان زيادة، ومصطفى فيتوري والذين قدموا من تونس والمغرب ومصر ولبنان والأردن وفلسطين وسوريا وغيرها. وموازاة مع المعرض الدولي للكتاب، سيتمّ تنظيم ندوة أكاديمية دولية بالمكتبة الوطنية بالحامة يوم 28 سبتمبر الجاري، تحت إشراف المحلل السياسي شفيق مصباح، وستنظم هذه الندوة بالتعاون مع المدرسة الوطنية العليا للعلوم السياسية بالجزائر، وسيتم خلالها مناقشة إشكالية ''العالم العربي في غليان: انتفاضات أو ثورات''، ومن المنتظر أن تلقى حوالي ثلاثون محاضرة في هذه الندوة، كما تمت دعوة كلّ من الأساتذة الجامعيين الأمريكيين وليام كونت من فرجينيا، جون ب. انتليس من فوردهام، ستيفن زينس من سان فرانسيسكو، والباحثين المصريين حلمي شعراوي (مركز الدراسات العربية الإفريقية بالقاهرة) ومحمد سعيد ادريس (مركز الأهرام)، والأستاذ البريطاني فواز جورج (مدرسة لندن للاقتصاد)، والفرنسي بيار رزوكس رئيس قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في منظمة حلف شمال الأطلسي، بالإضافة إلى مشاركة باحثين وجامعيين من المغرب، تونس، فلسطين، لبنان والأردن، حيث سيتدخلون في مواضيع مختلفة، مثل ''رد فعل الأجهزة الأمنية في هذه المظاهرات الشعبية''، ''الإسلام والديمقراطية''، ''أسباب الاحتجاجات في العالم العربي''.