حقق المنتخب الوطني الجزائري أحسن انطلاقة في نهائيات كأس أمم إفريقيا 2019 بمصر، بعدما دخل المنافسة بقوة حين تمكن من الفوز بالنتيجة والأداء على المنتخب الكيني بواقع هدفين نظيفين في إطار الجولة الأولى من الدور الأول عن المجموعة الثالثة، نصبت الخضر في صدارة الترتيب رفقة المنتخب السنغالي، وهو ما يجعل أشبال المدرب «جمال بلماضي» في أفضل رواق من أجل ضمان التأهل إلى الدور ثمن النهائي من «الكان». أكدت عناصر المنتخب الوطني الجزائري بأنها ستؤدي كأس أمم إفريقيا في المستوى، بعدما بددت كل المخاوف التي كانت قبل لقاء كينيا، حيث تمكنوا من الاستحواذ على الكرة منذ بداية اللقاء وضغطوا مبكرا فارضين منطقهم ما ممكنهم من فتح باب التهديف في وقت جيد من ضربة جزاء ترجمها «بغداد بونجاح» في (د 34)، ليضيف بعد ذلك نجم مانشيستر سيتي الانجليزي «رياض محرز» الهدف الثاني وهدف الاطمئنان قبل نهاية الشوط الأول بدقيقتين، وهو ما جعل العناصر الوطنية تسير ما تبقى من الوقت بذكاء في المرحلة الثانية تفاديا لتلقي الإصابات والبطاقات الصفراء إلى غاية إعلان الحكم عن نهاية المباراة بفوز الخضر بهدفين نظيفين، معلنين عن تخلصهم من لعنة الهزيمة والتعادل في اللقاء الافتتاحي لنهائيات «الكان». عودة «الروح القتالية» للمجموعة خرجة المنتخب الوطني الأولى عرفت عدة نقاط ايجابية تتقدمها عودة الروح القتالية بين رفقاء المحارب «سفيان فيغولي» الذين لعبوا باستماتة وحرارة كبيرة، حيث فرضوا حضورهم البدني فوق أرضية الميدان وهو ما لم نكن نشاهده في العناصر الوطنية في الطبعات الماضية من المنافسة القارية أو في مختلف خرجات المنتخب الوطني في المباريات الرسمية أو الودية، حيث كنا نتحجج دائما بتأثير الحرارة والرطوبة على لاعبينا خصوصا منهم المحترفين بأوروبا، وهو ما لم يظهر له أثر ضد كينيا رغم ارتفاع الحرارة والرطوبة، وهو ما يؤكد بأن الطاقم الفني قام بعمل كبير مع لاعبيه من كل الجوانب وجعلهم يستعيدون الروح الغائبة في السنوات الأخيرة بفعل عدم استقرار الاتحادية الذي أثر على العناصر الوطنية، كما أن لقاء الأحد يبرز بأن «بلماضي» كان محقا في اختيار قطر للتربص بها، كون اللاعبين تأقلموا جيدا مع العوامل المناخية القاسية. خط الهجوم يواصل التسجيل نقطة إيجابية أخرى، هو أن خط هجوم المنتخب الوطني الجزائري يواصل التسجيل في المباريات الأخيرة، أين تمكن مهاجموا الخضر من تسجيل هدفين ولولا تسيرهم اللقاء في المرحلة الثانية لكانت النتيجة أثقل، حيث تمكن هداف الخضر في الآونة الأخيرة «بغداد بونجاح» من تسجيل هدفه ال 11 بألوان المنتخب الوطني والخامس له على التوالي في 23 لقاء خاضه، حيث دك شباك كل من المنتخب الطوغولي في إطار تصفيات «الكان»، وبعده سجل ضد المنتخب التونسي وديا، وأضاف هدفين خلال تربص الخضر الأخير بقطر ضد كل من بورندي ومالي، ليسجل الأحد ضد كينيا مفتتحا عداده التهديفي في كأس أمم إفريقيا، ومعلنا عن رغبته الكبيرة في قيادة الخضر لأدوار متقدمة ولما لا المصارعة على لقب هداف الدورة، بعدما تألق الموسم المنقضي مع فريقه أين خطف لقب هداف البطولة القطرية وهداف فريقه السد القطري بالإضافة إلى تربعه على عرش هدافي رابطة الأبطال الآسيوية لكرة القدم، وكذا بلوغه عتبة 59 هدفا خلال السنة المدنية 2018 محققا بذلك لقبا رمزيا بكونه اللاعب الذي سجل أكبر عدد من الأهداف في العالم متجاوزا بذلك نجوم الكرة العالية ميسي ورونالدو، كما تمكن قائد المنتخب الوطني ونجم السيتي «رياض محرز» من تسجيل الهدف الثاني وهدف الفوز، وهو الأمر الذي سيحررهما في باقي المنافسة. «تحرر» 4 عناصر أمام كينيا وصمود جميع اللاعبين بدنيا لقاء كينيا عرف تحرر 4 لاعبين آخرين بصموا على لقاء في المستوى مؤكدين مستوياتهم الراقية في تربص قطر، يتعلق الأمر بخريج أكاديمية بارادو الزئبق «يوسف عطال» الذي كان وراء جلب ركلة الجزاء التي ترجمها «بونجاح» إلى هدف السبق، ولعب مواجهة في المستوى وأدى دوره الدفاعي والهجومي على أكمل وجه، كما برز أيضا المتألق «يوسف بلايلي» الذي كان سما ناقعا في دفاع منتخب كينيا بعدما نقل الخطورة في عدة مناسبات إليه، وصنع الفارق بتمريراته الدقيقة ومراوغاته المميزة، باصما على علو كعبه كيف لا هو الذي أرغم «بلماضي» على ترك نجم بورتو «ياسين براهيمي» على دكة البدلاء، لاعب آخر ترك بصمته في لقاء كينيا، يتعلق الأمر بصاحب ال 21 ربيعا «إسماعيل بن ناصر» الذي تمكن من لعب دور الرابط بين وسط الميدان والهجوم بشكل ملفت للانتباه، ما جعل الكاف تنصبه رجل اللقاء ضد كينيا في أول مواجهة يخوضها اللاعب السابق لنادي أرسنال الإنجليزي في نهائيات كأس أمم إفريقيا في مسيرته الكروية، متوسط الميدان الدفاعي «عدلان قديورة» الذي كان مفاجأة «بلماضي» في قائمة ال 23 لاعبا استدعاها لنهائيات أمم إفريقيا هو الآخر أدى ما عليه في لقاء كينيا حيث كان المدافع المتقدم الذي كان يبحث عنه «بلماضي» منذ قدومه على رأس العارضة الفنية، أين تمكن من شل كل هجمات المنافس في انتظار تأكيد هذه الأسماء تألقها أمام أسود التيرنغا المرشحين فوق العادة إلى التتويج باللقب القاري، كل هذه العوامل ستجعل لاعبي المنتخب الوطني يواصلون مسيرة أمم إفريقيا بمعنويات مرتفعة، ما قد يجعلهم يتأهلون لأبعد دور ممكن في هذه المنافسة. ومن بين النقاط التي كانت بادية في اللقاء هو أن رفقاء «يوسف بلايلي» بقوا صامدين من الناحية البدنية رغم الحرارة الشديدة التي كانت تميز القاهرة والتي تعدت الأربعين درجة، وهو ما يؤكد بأنهم قاموا بعمل مميز من الناحية البدنية رفقة الطاقم الفني. حضور الأنصار بقوة في المدرجات هذا وكان الحضور الجماهيري المميز لأنصار المنتخب الوطني الجزائري الذي تعدى عددهم ألفي مناصر له الأثر الإيجابي على لاعبي المنتخب الوطني الذين انبهروا للعدد الهائل من الأنصار من الجالية الجزائرية المقيمة بمصر وكذا أنصار الخضر الذين تنقلوا من مختلف ولايات الوطن ومن المقيمين بأوروبا ودول الخليج، لتسجل مباراة المنتخب الوطني ضد نظيره الكيني ثاني حضور جماهيري منذ انطلاق الدورة بعد لقاء الافتتاح الذي جمع البلد المنظم مصر بمنتخب الزيمبابوي. هذا وعرف اللقاء حضور عدة فنانين بمدرجات ملعب 30 جوان بالقاهرة، من الذين تألقوا في الأعمال الدرامية الرمضانية وكذا الأعمال الفكاهية، وهو ما أضفى على المباراة طابعا مميزا، كما عرفت نهاية المواجهة لفتة حضارية من قبل الأنصار الذين قاموا بتنظيف المدرجات قبل خروجهم من الملعب وهو الأمر الذي لقي استحسان أعوان الملعب.